المعركة الفاصلة بين «السلاحف والقناديل» على شواطئ المتوسط

◄ «البيئة» تُطلق 40 سلحفاة من أفضل السلالات وتنتظر النتائج

◄ الوزارة تفتعل مشكلة جديدة أثناء محاولة علاج أزمة القناديل

◄ «خبير بيئي» يُطالب ببيان تفصيلي عن نوعية السلاحف 

صداع مزمن تُعاني منه كافة قطاعات وزارة البيئة حاليًا، بسبب ظاهرة انتشار القناديل المختلفة على الشواطئ المصرية، لذلك أطلقت الوزارة عدد من السلاحف البحرية في محاولة لوقف تقدم القناديل المزعجة وسيطرتها على الشواطئ.

وتُعد هذه هيّ المرة الأولى التي تلجأ فيها إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة لإطلاق سلالة من أفضل السلاحف البحرية، بهدف التغذي على القناديل، وفعلت ذلك وهي مجبرة بعد أن استنفذت معظم طرق مكافحة القناديل.

وتقول وزارة البيئة إن كل الأنواع التي رصدتها من القناديل «غير سامة»، وعلى النقيض تشير تقارير إلى أن أحد تلك القناديل سام وهو القنديل الأزرق، وفي كلا الحالتين فإن إطلاق السلاحف البحرية يُشير بوضوح إلى مدى القلق البالغ الذي يشعر به مسؤولو الحكومة.

ومن المعروف علميًا، أن القناديل هيّ الغذاء المفضل للسلاحف، فبالرغم من أنها تأكل العديد من الكائنات البحرية الدقيقة، فإن القناديل على وجه الخصوص، تُعد بمثابة الطعام المفضل للغاية لها.

◄ مسئول حكومي يرفض الإفصاح عن أنواع السلاحف

ورفض مدير صندوق حماية البيئة، الدكتور أيمن رفاعي، الإدلاء بتفاصيل عن أنواع السلحفاة التي أطلقتها الوزارة في البحر، معتبرًا أن التصريحات التي أطلقتها وزارة البيئة صادرة عن قطاع المحميات الطبيعة ومكتب الوزير، وهما فقط من يُمكنهما الحديث عنها.

ولعل رفض «رفاعي» يبعث برسالة قلق مفادها، أن وزارة البيئة حاولت أن تحل مشكلة موجودة، بافتعال مشكلة أخرى وهي التفريط في أنواع نادرة من السلحفات وجعلها عرضة للانقراض، فبحسب متخصصون بيئيون، فإن احتفاظ الوزارة بالسلحفاة يرجع إلى أمرين «أهميتها وخوفها من انقراضها».

◄ خبير بيئي: إطلاق السلاحف «مؤشر خطير» ولا بد من بيان تفصيلي

ويقول الدكتور عبد المولى إسماعيل، الخبير البيئي، إن إطلاق 40 سلحفاة دفعة واحدة في المياه مؤشر خطير، لاسيما وأن من ضمن تلك السلاحف أنواع نادرة، ومن الممكن أن تنقرض.

وطالب الخبير البيئي بتوضيح الأمر وإصدار بيان تفصيلي عن نوعية السلاحف التي تم إطلاقها، وضمان وجود عدد منها، معتبرًا أن احتفاظ البيئة بالسلحفاة يرجع لأهميتها، وحين تتخل عنها فإن الأمور تحتاج توضيح أكثر.