المحتوى الرئيسى

مقترحات صينية حول جذب مليون سائح صيني إلى مصر

07/10 16:47

في أعقاب نشر مقالتي السابقة عن كيفية جذب المزيد من السياح الصينيين الى مصر، ولا سيما أن المسافرين الصينيين في ضوء الإحصاءات يمثلون الشريحة الأكثر والاكبر انفاقا في العالم بنسبة ١٣٥ مليون سائح و٢٦١ مليار دولار في العام الماضي، وفي ضوء اهتمام المسؤولين في المجال السياحي في مصر بمضاعفة العدد الراهن وقدره ١٠٠ ألف سائح صيني ١٠ أضعاف على الأقل في ظروف صعبة تعاني منها السياحة المصرية لأسباب عديدة، واهتمام جريدة النبأ بفتح المجال لتبادل الافكار المفيدة في هذا الصدد، وصلت الينا رسالة من الأستاذة الصحفية الصينية بوكالة أنباء "شينخوا" في بكين قوه فانغ حول هذا الموضوع، تبادلت فيها أفكارها حول كيفية تعزيز السياحة الصينية إلى مصر.

 في رسالتها، لفتت قوه الضوء الى بعض نقاط الضعف والقوة التي تتمتع بها المقاصد المصرية وكيفية جذب المجموعات الصينية التى تفضل السفر إلى خارج البلاد.

  وتملك قوه، بحكم إقامتها في مصر عدة سنوات من اجل الدراسة والعمل، دراية خاصة بالمواقع السياحية المصرية وما بها من إيجابيات وسلبيات فضلا عن اهتمامها العملي والشخصي بهذا المحال وتشارك هنا رؤيتها انطلاقا من تجاربها السياحية وكمواطنة صينية محبة للسفر.

بداية أود اشكركم على إتاحة الفرصة لي لمشاركة رؤيتي في هذا الموضوع الهام وأود أن اضيف الى مقترحاتكم القيمة السابقة ما يلي:

 ان السياح الصينيين الذين يسافرون إلى الخارج ينقسمون إلى ثلاث مجموعات: الأولى، مسنون لديهم الوقت والمال ولم يخرج هؤلاء كثيرا في شبابهم والآن يفضلون السفر إلى خارج البلاد ليروا ما هو مختلف عن الصين. وهؤلاء يذهبون دائما في أفواج جماعية من خلال وكالات سياحية، وعددهم ليس قليلا، ولكنهم لا يحبون دفع أموال كثيرة. وبالتالي من الافضل تعزيز التعاون مع الوكالات السياحية المحلية من أجل جذب هذه الفئة، لكن لابد من ضمان سفر مريح وغير متعب لهم .

 وفي هذا الصدد ايضا، يمكن أن تلعب الصور الجميلة للمناطق الشاطئية الساحرة على البحر الأحمر في مصر دورا في جذب هؤلاء بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، لابد من توفير ما يعتادون عليه في الصين، مثل الأطعمة الصينية في أغلب الوقت نظرا لقدرتهم الضعيفة على التكيف مع البيئة.

أما المجموعة الثانية، فهي تتمثل في الشباب الصينيين الذين لديهم أفكار وأموال وعائلة وأصدقاء، وهؤلاء يذهبون إلى الولايات المتحدة وأوروبا واستراليا وغيرها من الدول الغربية حتى بعض الدول غير الغربية التي تتمتع بخدمات جيدة ومناظر جميلة وبيئة هادئة.

وهؤلاء يهتمون اكثر بتوفر الخدمات الجيدة من ايجار السيارات والفنادق الفاخرة. وهم يجيدون الإنجليزية إلى جانب الصينية، وتمثل لهم طرق التعامل غير الحضارية في بعض المزارات السياحية المصرية عاملا منفرا، حيث تترك لديهم انطباعات سلبية عن المقصد.

  وتفضل هذه الفئة ان تكون الاسعار محددة، والبيئة هادئة، والمناظر جميلة دون ازعاج كما يفضل هؤلاء الاستكشاف الذاتي وقضاء احتياجاتهم بأنفسهم دون تدخل، وهو ما يسعى اليه الصينيون في الداخل ايضا،  لذا من غير المستغرب أن تجد فنادق جميلة في مناطق جبلية نائية في الضواحي والبلدان الأخرى تعج بالصينيين، لمجرد الاقامة فيها لمدة ايام ويمكن أن تجذبهم أماكن نائية وخالية مثل واحة سيوة شمال غربي مصر بشكل جيد لما تتمتع به من خصوصية.

 وهناك مجموعة ثالثة خاصة تتمثل في السفر العائلي مع الأطفال. وهؤلاء يمكن أن يدفعوا كل شيء من أجل أولادهم، حتى أصبح التعليم في الصين صناعة جذابة جدا. فالسفر مع الأطفال هو اهتمام خاص في الصين، حيث يصبح السفر مختلفا تماما اذا اخذ الوالدان الأولاد معهم. وهنا يفضل أن تكون الفنادق والبيئة والأجهزة أليفة وجميلة ومحببة لدى الأطفال وهذا ما يفسر سبب شعبية أماكن مثل ديزنى شنغهاي وحديقة الحيوانات في قواندوانغ وتشوهاى لقضاء الوقت.

علاوة على ذلك، من أجل دفع تعزيز عدد السياح الصينيين الحالي إلى مصر يفضل أن تأخذ الجهات المسؤولة ما سبق في عين الاعتبار وتوفر خدمات اللغة الصينية والانجليزية على الاقل في كل مقصد، مع توفير خدمات فندقية  كاملة لكل مجموعة وفقا لخصائصها.

واعتقد ان توفير مرشد صيني مع الافواج بالتعاون مع وكالات السفر المحلية يمكن أن يزرع الثقة في نفوس السياح الجدد على المكان، وان كان لابد من مرشدين محليين يتحدثون الصينية  لابد أن يكون الشخص غير ماكر ولا يطلب أموالا. وشخصية المرشد في هذا الجانب مهمة جدا.

وبحكم دراستي وعملي في وقت لاحق في مصر على قوة وكالة انباء شينخوا، يمكنني ان اقول ان عرض الصور بعيون وعدسات صينية عن المواقع السياحية  في مصر باستثناء الاقصر واسوان يمكن أن يكون مفيدا جدا في عملية الجذب. وبالتالي يا حبذا لو تم دعوة مصورين صينيين محترفين لتصوير المناظر الجميلة من عيونهم وعرضها على مواقع صينية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل