المحتوى الرئيسى

الانتصار في الموصل نجاح كبير لخطة البنتاجون التدريبية أيضا

07/10 12:31

يمثل الانتصار الذي تحقق على تنظيم داعش في الموصل لحظة حاسمة ليس للجيش العراقي وحده بل ايضا للخطة الأمريكية التي تقف وراء ذلك الانتصار.

فعوضا عن نشر أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين على الأرض، تقضي الاستراتيجية الأمريكية في العراق وسوريا بشن ضربات جوية بدون توقف، ترافقها تدريبات متواصلة وتقديم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل بالوكالة.

ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ان النتيجة واضحة. فبعد ثلاث سنوات على الانهيار أمام اجتياح الجهاديين لمساحات واسعة من العراق، أصبحت القوات الأمنية العراقية جيشا يتمتع بقدرة قتالية عالية ظهرت في حرب مدن شرسة.

وقال ضابط أمريكي كبير خدم في العراق في 2015-2016 إن "التدريب يؤتي ثماره". وأضاف ان هذا التدريب "مكن العراقيين من استعادة بلادهم".

وهذه تصريحات بعيدة كل البعد عما كان وزير الدفاع الأمريكي آنذاك آشتون كارتر قد أعلنه في مايو 2015 عن أن القوات العراقية "لا تبدي أي رغبة في القتال".

عندما شن تنظيم داعش هجومه في 2014، كانت القوات العراقية قد أصبحت ضعيفة في ظل حكومة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي.

وكان الجنود يعودون أدراجهم، أحيانا دون القتال، تاركين وراءهم آليات ومعدات عسكرية مهمة زودتهم بها الولايات المتحدة.

وقال المسؤول العسكري نفسه "كان الأمر مدهشا". وأضاف "حتى (تنظيم) داعش فوجئ على الارجح بالسرعة التي انهار فيها الجيش العراقي".

وتركزت المهارات التي تعلمها الجنود العراقيون في الفترة بين 2008 و2011 على محاربة تمرد، وليس على وقف تقدم سريع لجيش جهاديين.

وقال المسؤول "كنا نحتاج إلى جيش يمكنه خوض حرب تقليدية".

ونجم قرار استخدام بضع مئات من الجنود الأمريكيين وغيرهم من الخبراء العسكريين الغربيين لتدريب مقاتلين محليين، جزئيا عن حرب العراق التي قتل فيها أكثر من 4400 جنديا أمريكيا.

ولم يكن الشعب الأمريكي القلق إزاء الحروب يريد أن يقوم الرئيس السابق باراك أوباما بإرسال المزيد من الجنود للقتال.

أمر أوباما بشن ضربات جوية وطبق استراتيجية أطلق عليها في البنتاجون "بجانب ومع ومن خلال" لتدريب قوات محلية.

صيف 2015 بدأ مستشارون من التحالف تقديم الارشادات للعراقيين بشأن الحرب التقليدية -- القتال في وحدات صغيرة وإقامة الدفاعات وكيفية خرق حقول الألغام وغير ذلك.

وبنهاية ذلك العام، بدأ العراقيون تسديد الضربات لتنظيم الدولة الإسلامية واستعادوا السيطرة على الرمادي.

وحتى بداية الشهر الجاري، كانت قوات التحالف قامت بتدريب نحو 106 آلاف من القوات الأمنية العراقية، بينهم 40 ألف جندي عراقي و15 ألف شرطي وستة آلاف من حرس الحدود و21 ألفا من البشمركة الأكراد و14 ألفا من قوة النخبة الخاصة بمكافحة الإرهاب إضافة إلى 9500 من "قوات الحشد العشائري" المؤلفة من مقاتلين من العشائر السنية.

وقد كانت الخسائر هائلة، وقتل آلاف من القوات العراقية.

لكن منذ بدء العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في 2014، قتل 11 فقط من الجنود الامريكيين.

ويختبر الجيش الأميركي استراتيجية مشابهة مع قوات الأمن الأفغانية في الحرب ضد الهجمات المتجددة لطالبان.

يرى براين ماكيون احد كبار المسؤولين عن سياسة البنتاجون الرسمية في نهاية إدارة اوباما، ان الاستراتيجية أثبتت نجاحا، وإن ليس بالسرعة التي كان يأمل بها. وقد بدأت معركة الموصل أولا في 16 اكتوبر 2016.

وقال ماكيون إنه عند اتخاذ قرار العمل "بجانب ومع ومن خلال شركائنا (...) كانت تلك الوسيلة الوحيدة لدينا".

وأضاف أن "الأمر استغرق ربما أكثر مما تم تقديره في البدء، لكن هذا في الواقع ليس امرا غير عادي. لا خطة تنجح من الخطوة الاولى ولا يمكن ان يعرف الى أين سنتجه نظرا للعدد الكبير للمتغيرات في أي حرب".

وستتزايد أهمية استراتيجية دعم القوات التي تقاتل بالوكالة فيما تبتعد الولايات المتحدة عن القيام بعمليات انتشار كاملة.

ورأى جون سبنسر الباحث في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت إن معركة الموصل كانت "أكبر دراسة حديثة تنبئ بما ستكون عيله حرب (مدن) في المستقبل".

وقال "إنها نتيجة نهائية لبناء جيش وقوة شرطة وقوة لمكافحة الإرهاب تكون قادرة على القتال ولا ترسل سوى بضعة مئات من الجنود والدعم الجوي للإسناد".

وتطبق الولايات المتحدة الاستراتيجية نفسها في سوريا حيث قام عناصر كوماندوس بتدريب ائتلاف من المقاتلين العرب والاكراد (قوات سوريا الديموقراطية)- لمحاربة تنظيم داعش.

وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس انه "عصر المناوشات المتكررة" عندما تكون القوات المحلية اساسية لطرد مجموعات خارج اطار الدول مثل تنظيم داعش.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل