المحتوى الرئيسى

الصديق الماكر (1) | المصري اليوم

07/09 22:50

فى السنوات التى عشتها بكندا كانت مدينة نيويورك تعتبر من الوجهات المثالية لقضاء الإجازات، سواء بالنسبة لى أو لغيرى من سكان مونتريال. سافرت ذات مرة فى إجازة الكريسماس بصحبة صديق إلى نيويورك بالطائرة، حيث تكاسلنا عن الذهاب بالسيارة وفضلنا أن نقطع المسافة فى أربعين دقيقة فقط. نزلنا بأحد الفنادق فى مانهاتن، حيث الصخب والضجيج والسياح القادمين من كل أنحاء العالم. استمتعنا بالسينمات والمسارح والمطاعم والتواجد وسط الناس فى احتفالياتهم اليومية بالتايمز سكوير رغم المطر والثلج. سهرنا وصخبنا ولهونا ولعبنا ولم نفترق- صديقى وأنا- طوال الوقت حتى انقضت أيام الإجازة الثلاثة وأصبح على كل منا أن يحمل حقيبته الصغيرة والتوجه للمطار. كان السفر من مطار «لاجوارديا»، وهو واحد من المطارات الرئيسية الموجودة بمدينة نيويورك.. هناك إلى جانبه يوجد مطار جى إف كى الشهير، علاوة على مطار نيوآرك الواقع بجيرسى سيتى، وهى تعتبر امتداداً لنيويورك، حيث يفصل بينهما نهر هدسون، والمسافة بالتاكسى من أى من المطارات الثلاثة إلى قلب نيويورك واحدة، لهذا فإن المنافسة بين المطارات الثلاثة على اجتذاب شركات الطيران كانت على أشدها. مطار لاجوارديا الذى توجهنا إليه لنأخذ طائرتنا ونعود إلى مونتريال كان للغرابة موجود وسط الأحياء السكنية، وبالتحديد يقع فى أستوريا بولفارد، وهو شارع كبير يقطع حى أستوريا الكائن بمنطقة كوينز. والحقيقة أن الواحد لا يملك نفسه من التساؤل عن فلسفة بناء المطارات التى يريد البعض أن يقنعنا أنها يجب أن تتواجد بعيداً عن العمران بعشرات الكيلومترات، فى حين أن الأمريكان يقيمونها وبلكونات السكان تطل على صالات السفر!.

قدمنا تذكرتينا إلى موظفة الكاونتر وحصلنا على بطاقتى الصعود، ثم شربنا القهوة وتسكعنا فى أسواق المطار، قبل أن نتوجه إلى بوابة صوب البوابات. جلست مع صديقى فى الصالة بجوار بوابة الرحيل، وكنا مع بقية ركاب الرحلة فى انتظار النداء الذى سنصطف بعده لندخل إلى الطائرة. وهنا سمعت نداء بالميكروفون يوجهه المسؤولون عن الرحلة إلى السادة الركاب سائلين إياهم إذا كان من بينهم مَن يمكنه أن يؤجل رحلته ويتنازل عن مقعده إلى شخص يبدو أنه كان فى حاجة ماسة إلى السفر العاجل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل