المحتوى الرئيسى

منزل رمضان الأثري برشيد.. هنا سقط قائد حملة فريزر قتيلاً

07/09 22:38

تذخر مدينة رشيد بالعديد من الآثار وضعتها كثاني أكبر مدينة تحوي آثارًا إسلامية في مصر بعد القاهرة، ولعل أبرز ما يميزها منازلها التاريخية التي تتميز بتصميمات معمارية فريدة لا تجدها في مكان آخر.

يعد منزل "رمضان" واحدًا من أهم المنازل الأثرية في رشيد نظرًا لتصميمه المعماري الفريد من ناحية، ولدوره في الأحداث التاريخية من ناحية أخرى، إذ كان مقرًا لسكن حاكم رشيد وقت الحملة الفرنسية ومنه انطلقت المقاومة ضد حملة فريزر.

يقع المنزل ﻋﻨد ﻣﻠتقى ﺷﺎﺭعي ﺑﻮﺭﺳﻌﻴﺪ، ﻭﺷﺎﺭع ﺟﺎنبي ﺻﻐير، ﻭهو أﺣد ستة ﻣﻨﺎﺯل ﻋﺜمانية ما تزال ﻣﻮﺟﻮﺩة بهذا الحي، ويرجع تاريخ بنائه إلى ﺍﻟﻘﺮن ١٢ﻫـ - ١٨ﻡ، وسمي باسم آخر من تملكه؛ الحاج إسماعيل رمضان.

"يقف منزل رمضان شاهدًا على الكثير من الأحداث التاريخية" يقول محمود الحشاش مفتش الآثار، ويضيف: "كان المنزل مقرًا لحاكم المدينة في العصر العثماني؛ عثمان خجا، وهو حاكم عُرف بظلمه وجمعه للمال. وعند دخول الفرنسيين مصر أسروا عثمان خجا، ونقلوه من الإسكندرية إلى رشيد وأدخلوه البلد وهو مكشوف الرأس حافي القدمين، وطافوا به رشيد يزفونه بطبولهم حتى وصلوا إلى داره حيث منزل رمضان وقطعوا رأسه تحتها وعلقوه على شباك المنزل، وتركوه أمام المارة بالسوق إرهابًا لأهل رشيد، ولكن هذا الفعل أتى بنتيجة عكسية كما ورد في بعض المصادر إذ فرح أهل رشيد بهذا الإعدام لأن عثمان خجا كان شديد الظلم لأهل رشيد".

يؤكد الحشاش: "من منزل رمضان انطلقت أيضًا المقاومة الشعبية ضد حملة فريزر، فعندما دخل القائد ويكوب مدينة رشيد خُدع بهدوء المدينة التي كانت تستدرج جنوده، إلى أن بدأت المقاومة بعد تلقي الإشارة المتفق عليها، واشتد القتال بين منزل رمضان بشارع دهليز الملك، حيث تحصن رجال الحامية وبوابة السور الغربي حيث جنود الحملة، وسقط القائد الإنجليزي قتيلاً على أعتاب منزل رمضان، واستولى الذعر على نفوس الإنجليز ولاذوا بالفرار وانتهت المعركة بهزيمة فادحة للحملة".

"يتكون المنزل من أربعة أدوار ويطل على الشمال والغرب بواجهتين"؛ تقول أميرة الشوربجي مفتشة الآثار، وتضيف: "الواجهة الشمالية بها ثلاثة مداخل أولها يؤدي إلى داخل المنزل وهو مدخل بارز يتوسطه باب ذو خوخة أما المدخل الثاني فهو بارز يتوسطه باب من ضلفتين يؤدي إلى الوكالة، وعلى المدخلين زخارف بالطوب المنجور قوامها أشكال متدرجة (شمعدان)، أما الباب الثلث فيؤدي إلى حجرة السبيل وهو معقود أيضًا".

قسمت واجهة الأدوار الثلاثة إلى ثلاثة قطاعات رأسية، وفق ما توضح الشوربجي، التي تضيف: "يشغل هذه الواجهات شبابيك ومناور من الخرط الخشبي المتنوع (صهريجي، ميموني، معقلي)، وتتكون وكالة المنزل من حجرات (حواصل) مغطاة بأقبية متقاطعة، وتنتهى بجزء مكشوف يمثل الفناء الذي تشرف عليه الشبابيك الخلفية بالأدوار العليا".

"أما الدور الأول فتتوسطه دور قاعة التي تقع بها إيوانات يطل أولها على الشارع الشمالي ويقع خلفه شباك مزدوج، والثانية تطل على الفناء وتشرف الحجرات الشرقية والغربية بأبواب على الدور قاعة، فيما يوجد بالزاوية الشمالية الشرقية مرحاض الدور الأول"، وفق الشوربجي.

وتتوسط الدورالثاني دور قاعة بها تخانة لخرزة الصهريج، ويوجد بالناحية الغربية سلم يؤدي للدور السري، بينما تتوسط الدور الثالث شخشخية ملحق بها حمام المنزل الذي يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية.

يقول محمد تهامي مدير إدارة أثار رشيد: "خضع المبنى لعمليتي ترميم كبيرتين الأولى في القطاع الشرقي عام 1985 وشملت معالجة الشروخ بالجدران ﻭﺇﻋﺎﺩة ﺑﻨﺎء العناصر المفقودة بالمنزل، وﻃﻼء جميع الجدران ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، وﻃﻼﺀ ﺍﻟﻄﻮﺏ، ﻭﺇﻋﺎﺩة ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎت بين ﻣﺎﺩة ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، وفك جميع ﺍﻷﺳﻘﻒ، ﻭﺍﻟﺪﺭج ﺍﻟﺘﺎﻟﻒ، ﻭﺇﻋﺎﺩة ﺗﺮكيب ﺃﺧﺮى ﺟﺪﻳﺪﺓ، فضلاً عن ﺗﻘﻮية ﻭﺻﻴﺎنة ﺍﻟﺘﺎلف من الأعمال الخشبية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل