المحتوى الرئيسى

مأساة المصريين مع الهجرة غير الشرعية.. العرض مستمر

07/09 22:08

اكتست محافظات كفر الشيخ والمنيا وأسيوط بالحزن اثر وفاة عدد من أبنائها فى ليبيا أثناء محاولتهم الوصول لطرابلس بحثاً عن فرصة عمل، وبينما كان حلم عائلات المتوفين أن يوفر هؤلاء أسباب الحياة المستقرة لأبنائهم بات الأمل الوحيد لها هو عودة جثامين ذويها، واللافت فى القضية أن الأهالى لم ينتظروا تدخل الحكومة، فقرر عدد منهم السفر بأنفسهم للأراضى الليبية من أجل البحث عن أقاربهم وإعادتهم لدفنهم فى قراهم.. أما الكارثة الأكبر التى كشفت عنها الحادثة الأخيرة تتمثل فى إعلان جهات ليبية أن عدد الشكاوى بفقد مصريين فى ذلك البلد الذى يواجه حالة من عدم الاستقرار بلغ 3 آلاف حالة غياب.

كفر الشيخ.. دفنت ضحية وتنتظر فقيدين

شيع أهالى قرية أبوالعزائم بقرية إصلاح شالما التابعة لمركز سيدى سالم، جثمان الشاب «محمد فؤاد الصعيدى»، 22 عامًا، والحاصل على دبلوم تجارة، وعثر على جثمانه فى صحراء إحدى المدن الليبية، إلى مثواه الأخير، عقب وصول جثمانه من ليبيا.

كما يترقب أهالى قريتى التفتيش والعمرانية التابعة للمركز نفسه، وصول جثمان الشاب السعيد إبراهيم محمد إبراهيم، 18 عامًا، عامل وجثمان الشاب علاء عبدالباقى عبدالسلام إسماعيل، 28 سنة، اللذين توفيا بطريقة وفاة الشاب الذى شيعت جنازته نفسها.

وأكد الدكتور سيد عبدالهادى العيسوى، رئيس قرية إصلاح شالما، فى تصريحات خاصة، أن الشابين اللذين توفيا فى صحراء إحدى المدن الليبية، غادرا بلدتهما منذ ما يقرب من 15 يومًا، متجهين إلى دولة ليبيا بحثًا عن فرصة عمل هناك.

وطالب أهالى ضحايا الهجرة غير الشرعية، الخارجية المصرية، بسرعة إحضار جثامين أولادهم، حتى يتمكنوا من دفنهم بمقابر أسرهم.

وأكد الاهالى أن أولادهم سافروا منذ 15 يوما بحثا عن لقمة العيش وانقطع الاتصال بهم ولا يعلمون عنهم شيئا حتى شاهدوا البطاقات الشخصية الخاصة بهم، بأنهم ضمن الجثث المتحللة التى تم العثور عليها بالصحراء الليبية.

تجمع أمس عدد كبير من أهالى قرى غرب محافظة المنيا، أمام مديرية أمن المنيا، والجهات المسئولة، مطالبين  بمعرفة مصير أبنائهم، وبخاصة بعد أن أعلنت السلطات الليبية العثور على جثامين مصريين متحللة بصحراء طبرق، كما أعلنت مصلحة الهجرة غير الشرعية عن وجود 40 جثة أخرى  لمصريين هناك.

وأعلنت الخارجية بالتنسيق مع السلطات الليبية أن من بين الهويات التى تم التعرف عليها 3 من أبناء المنيا، وهم: جمعة عثمان محمود على، ومحمد أحمد توفيق، ويوسف عبدالله محمود  من مركز سمالوط شمال المنيا، والذين تم التعرف عليهم من خلال هوياتهم.

وأكد مسئول أمنى بمديرية أمن المنيا، أن الاتصالات مستمرة بين الخارجية المصرية، والسلطات الليبية، لمعرفة هوية الجثث التى عثر عليها، وكيفية وصولها لهذه الحالة، وكشف عن أن التحذيرات المصرية مستمرة بعدم السفر الى ليبيا بطرق غير شرعية، وذكر عدد من الأهالى أن ابناءهم سافروا للمطالبة ببقية مستحقاتهم لدى شركات ليبية.

صرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن السفارة المصرية في طرابلس، والتي تمارس عملها من القاهرة، علمت من مصادرها في الهلال الأحمر الليبي بأنه تم العثور على جثامين نحو 19 شخصا في المنطقة الصحراوية الليبية بين طبرق وأجدابيا، وأنه على الأرجح قد لقوا حتفهم خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية على يد عصابات التهريب التي تنشط في تلك المنطقة، علما بأنه جاري التحقق من هوايتهم.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، بأنه تم التأكد من هوية 7 أشخاص فقط حتى الآن، حيث تبين من بطاقات هويتهم التي كانت بحوزتهم أنهم يحملون الجنسية المصرية، وقد تم ترتيب نقل الجثامين إلى مصر بالتنسيق بين السفارة المصرية والسلطات الليبية المعنية، مؤكدا متابعة وزارة الخارجية للأمر على مدار الساعة حتى التأكد من هوية باقي الجثامين.

وأضاف «أبوزيد» بأن المواطنين السبعة الذين تم التأكد من هوياتهم هم: محمد جمال عبد التواب (محافظة أسيوط)، والسعيد إبراهيم محمد (محافظة كفر الشيخ)، ويوسف عبد الله محمود (محافظة المنيا)، وأحمد جمعة كامل (محافظة أسيوط)، ومحمد أحمد توفيق (محافظة المنيا)، وجمعة عثمان محمود (محافظة المنيا)، وعلاء عبد الباقى عبد السلام (محافظة كفر الشيخ).

تدافع الرمال وعدم التحكم فى القيادة والحر الشديد وراء الكارثة

أعلن العميد جاد المولى سعيد، مسئول الإدارة العامة للتفتيش بطبرق، أن السلطات الليبية وإدارة فرع شبيبة الهلال الأحمر الليبى بمدينة طبرق على وشك على الانتهاء من الإجراءات القانونية، وتصريح النيابة بدفن الجثث بمقابر المجهولين بليبيا.

أكد «جاد المولى»، أنه ورد إليهم بلاغ من مغتربين مصريين يفيد بدخول مهاجرين غير شرعيين بلغ عددهم أكثر من 200 شاب من مختلف الأعمار عن طريق المنطقة 200 بالحدود المصرية الليبية.

وتوقع أن تكون سياراتهم انقلبت نتيجة تدافع الرمال وعدم قدرة سائقيها التحكم فى عجلات القيادة، وأوضح أنهم قاموا على الفور بعد إخطار النيابة العامة الليبية وعناصر من القوات المسلحة باصطحاب مجموعة سيارات إسعاف وبمعاونة الهلال الأحمر الليبى، وصلنا إلى المنطقة المذكورة وبالفعل كانت تنبعث روائح الجثث التى وجدناها تحللت بسبب حرارة الجو ومرور أكثر من 10 أيام على وفاتهم.

وأوضح مدير الإدارة العامة للتفتيش بطبرق، أنه بعد تفقد المنطقة تم انتشال 20 جثة ثم تم العثور على 42 جثة أخرى، وقمنا بإبلاغ قوات البوابة 40 لإجراء مسح شامل للمنطقة للتأكد من عدم وجود جثث أخرى بها.

 وأكد أنه منذ أن أعلن الهلال الأحمر الليبى عن العثور على جثث المهاجرين غير الشرعيين تلقينا أكثر من 3 آلاف شكوى تغيب من أهالى مصريين تم فقدهم أثناء محاولتهم دخول ليبيا بطرق غير شرعية.

 وتساءل «جاد المولى»، لماذا يخاطر الشباب بعمره مقابل العمل، أعلم أن هناك ضيقاً فى الرزق، لكن الرزاق لن ينسانا، وأرجو من الشباب عدم الانسياق وراء المجرمين وتجار البشر من أجل هجرة غير شرعية قد تودى بحياتهم.

وطالب أهالى ضحايا أسيوط الذى لقوا مصرعهم الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة جثث أبنائهم لدفنها بجوارهم، التى انتشلتها إدارة الهلال الأحمر الليبى فى طبرق وقامت بدفنها فى مدافن المجهولين.

وقال رمضان حامد، ابن عم محمد جمال عبدالتواب، من قرية «جمريس»، التابعة لمركز منفلوط بأسيوط، إن محمد عمره 15 سنة فقط فى الصف الثالث الإعدادى، وإنه خرج منذ 10 أيام فقط للسفر إلى ليبيا، وعلمنا بخبر وفاته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى بعدما نشر الهلال الأحمر الليبى صور الضحايا التى انتشلها من الرمال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل