المحتوى الرئيسى

مصائب قوم عند قوم فوائد| المافيا والإغاثة تتاجران باللاجئين

07/09 16:08

يبدو أن أزمة اللاجئين التي تجتاح أوروبا بشكل عام وإيطاليا بالأخص، تعود بالنفع على البعض، وعلى رأس المستفيدين مافيا العصابات الإجرامية الجشعة التي تحصل على ملايين الدولارات لنقل المهاجرين الغير شرعيين عبر البحر المتوسط، وعلى الجانب الأخر تستغل نفس العصابات مئات الملايين التي يدفعها الإتحاد الأوروبي لمساندة روما في مواجهة تلك الأزمة.

ووفقا للصحيفة "يدفع الاتحاد الأوروبي لكل مهاجر نحو 35 يورو يوميًا مقابل الإقامة والطعام، والتي تذهب في النهاية لأصحاب الفنادق أو الأماكن المخصصة لاستقبال اللاجئين". 

ونقلت عن مصادرها بالشرطة الصقلية قوله إن "أعضاء المافيا وجدوا الفرصة سانحة لاستغلال تلك الأموال التي وفرها الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين"، وأضاف أن تحقيقات تجري لمعرفة كيف وصلت هذه الأموال لهم.

وذكرت أن الشرطة تحقق في تزوير المافيا عقود إدارة خاصة بمراكز استقبال اللاجئين، كما أجرت تحقيقًا العام الماضي بخصوص اختفاء الآلاف من أطفال اللاجئين من مراكز إيواء لاجئين تديرها الدولة، وسط مزاعم بتورط المافيا في تهريب البشر".

وأضافت الصحيفة أن مراكب اللاجئين التي كانت تصل مدينة "تراباني" الساحلية العام الماضي، كانت تستقبل بالهتاف والتصفيق للترحيب بها، إلا أن الأمر تغير في الوقت الحالي، حيث أصبحت الجزيرة الإيطالية في خط المواجهة الأول للاجئين، ففي وسط هذا السيل من اللاجئين أختفى التعاطف، وتبدل المزاج العام في الوقت الذي تزداد فيه أعداد اللاجئين.

وقالت "منذ بداية العام الجاري؛ وصل نحو 51 ألف مهاجر غير شرعي أراضي الجزيرة من ليبيا بعد عبورهم البحر المتوسط، فيما تمكن  نحو 35 ألف مهاجر آخر من الوصول للأراضي الإيطالية، ووسط التدفق المستمر للبشر تحولت إيطاليا -كما وصفها أحد السياسيين- إلى قنبلة موقوتة".

واستكملت "علاوة على تورط المافيا في تلك الأزمة، ظهرت مزاعم تشير لتورط وكالات اللاجئين في المشاركة في تجارة تهريب البشر المربحة". 

وأوضحت "ديلي ميل" أن "المهاجرين عادة ما يحاولوا عبور البحر المتوسط على متن مراكب مطاطية، دون أمل في الوصول إلى شواطئ صقلية التي تبعد عن إيطاليا بنحو 300 ميل؛ حيث يعتمدون على قيام المؤسسات الخيرية المشاركة في إنقاذ اللاجئين باعتراض المراكب المطاطية وإنقاذ المهاجرين، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى قيام تلك المؤسسات بدفع أموال لهؤلاء المهربون لنقل المهاجرين لمراكبهم".

وقالت مصادر للصحيفة البريطانية إن "عملية نقل المهاجرين لمراكب تلك المؤسسات تتم في المياه الإقليمية الليبية، حيث تقوم المراكب التابعة لمؤسسات اللاجئين بإيقاف أجهزة تحديد المواقع العالمية بها، لتجنب قوات خفر السواحل، وتختفي الإشارة لمدة 20 دقيقة وتظهر مرة أخرى، بعد إنتهاء عملية التبادل".

وقال أمبروجيو كارتوسيو -كبير المدعين بمدينة تراباني- إن "وكالات إغاثة اللاجئين تلعب دور سائق التاكسي في أزمة اللاجئين، وأن تدخلهم يشجع المهربين على تهريب المزيد من اللاجئين في مراكب أقل تجهيزًا"، مضيفًا "أن المهربين متأكدين أن بعد أميال قليلة ستعترضهم مراكب وكالات الإغاثة، وستتولى نقلهم في مراكبهم المجهزة لسواحل إيطاليا".

من جانبها نفت المؤسسات الخيرية تلك الادعاءات بالتواطؤ مع  المهربين، حيث قالت مؤسسة "أنقذوا الأطفال" التي ساهمت في إنقاذ نحو 4 آلاف لاجئ منذ بداية العام، إنه لولا مراكب المؤسسة لهلك أكثر من ألفي لاجئ كانت مراكب قد غرقت بالفعل في المياه قبل إنقاذهم.

وقالت الصحيفة "وسط هذا المأزق الأخلاقي، تركت الدول الأوروبية الصقليين يواجهون تلك الأزمة بمفردهم؛ حيث تلقى الاتحاد الأوروبي انتقادات الأسبوع الماضي بسبب موقفه المتردد من الأزمة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل