المحتوى الرئيسى

بالصور| "الحرم الإبراهيمي".. تاريخ من الجدل "الفلسطيني - الإسرائيلي"

07/09 15:23

أزمة ولدّها قرار منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" بإدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي، في الضفة الغربية المحتلة من فلسطين، على قائمة التراث العالمي، بعد تصويت 12 دولة لصال القرار، بينما رفضت 3 آخرون وأمتنعت 6 دول عنه، في أعقاب اجتماع سري لأعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة.

لقي القرار رفضا شديد من إسرائيل التي أعلنت "وقف التعامل مع اليونسكو حتى تتوقف عن كونها أداة سياسية لمكافحة إسرائيل"، بحسب نفتالى بنيت وزير التعليم الإسرائيلي، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، القرار بـ"السخيف"، بينما رحب الفلسطينيون بالقرار، حيث أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تونس، معتبرا أن القرار جاء "بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة".

"الحرم الإبراهيمي".. يقع في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وينسب المسجد إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، ويقال أنه مدفون فيه وزوجته السيدة سارة قبل أربعة آلاف عام، ووسميت مدينة الخليل باسمه، وفيه قباب مغطاة تقول بعض المصادر التاريخية إنها قبور للأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وإسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وزوجاتهم عليهم السلام.

ويعدّ المسجد الإبراهيمي ثاني أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، ورابع الأماكن المقدّسة عند اليهود لاعتباره مبنيا فوق رفات النبي إبراهيم، ويعود تاريخ بناؤه في عام 15 هجريا، لكن الحروب الصليبية حولته إلى كاتدرائية لمدة 90 عاما، ثم حرره صلاح الدين الأيوبي ومعركة حطين عام 578 هجريا، ووضع فيه منبرا يعتبر أقدم منبر إسلامي، حيث صنع في مصر عام 484 هجريا، ونقل لعسقلان، ثم إلى الحرم، وهو مصنوع من خشب الأبنوس، ولا يوجد به مسمار واحد، وثبّت الأيوبي فيه عشر عائلات في الخليل لتشرف على سدانة الحرم وخدمته.

يتألف المبنى الحالي للمسجد من سور ضخم شيد فوق مغارة مزدوجة، يصل صوله إلى 7.5 مترا، وبارتفاع قد يزيد على متر أعلاها 1.4 متر، ورغم ضخامة البناء وقدمه الذي يزيد عن ألفي عام، إلا أنه لم يفقد رونقه وقوته رغم الزلازل المتعددة التي شهدتها المدينة.

وللمسجد مئذنتان مربعتا الشكل ترتفع كل واحدة منهما 15 مترا فوق السطح، ويشتمل المسجد من الداخل على بناء معقود من السور، بالإضافة إلى القبور التي يرجح أن بعضها للنبي إبراهيم وإسحاق ويوسف ويعقوب وزوجاتهم.

وظل المسجد إسلاميا حتى عام 1967 حين وضعت قوات الاحتلال عليه العلم الإسرائيلي في 8 يونيو 1967، لكنه بقي مسجدا إسلاميا حتى الجمعة 25 فبراير 1994 الذي شهد "مجزرة الحرم الإبراهيمي"، حيث هاجم المستوطن باروخ جولدشتاين المصلين وأطلق عليهم النار وهم يؤدون صلاة الفجر، راح أثره 29 شهيدا فيما أصيب 15 آخرين، وفي أثناء تشييع جنازة ضحايا المجزرة أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصا على المشيعين، ما رفع عدد الضحايا إلى 50 شهيدا.

Comments

عاجل