المحتوى الرئيسى

المعارضة التركية تستعد لإنهاء مسيرة سلمية قطعت 400 كيلومتر

07/09 11:47

قال كمال قليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض اليوم الأحد (التاسع من يوليو/ تموز 2017) إن الاستعدادات بدأت لإنهاء "مسيرة العدالة" في اسطنبول والتي قطعت 400 كيلومتر منذ انطلاقها من العاصمة أنقرة في 15 حزيران/ يونيو الماضي. وبدأت المسيرة بعد الحكم على عضو برلماني ينتمي لحزب الشعب الجمهوري بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة تسريب معلومات إلى صحيفة حول شحنات أسلحة إلى سوريا.

ووصف حزب الشعب الجمهوري سجن العضو البرلماني بأنه "القشة التي قصمت ظهر البعير". واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذى يصفه قليجدار أوغلو بالـ"دكتاتور"، حزب الشعب الجمهوري "بالعمل مع المنظمات الإرهابية"، في مسعاه لتشويه المسيرة السلمية. ومن المقرر أن يلقي قليجدار أوغلو، وهو موظف حكومي سابق يبلغ من العمر 69 عاماً، كلمة أمام الحشود في نهاية المسيرة على الجانب الآسيوي من اسطنبول.

وسبق لقليجدار أن قال إن "مسيرة العدالة" ساعدت الأتراك على "نزع رداء الخوف" تحت حكم الطوارئ وتعهد بتكثيف مواجهة حزبه للحكومة بمجرد انتهاء الاحتجاج. وقال قليجدار أوغلو قدم تم "سجن الآلاف من الموظفين والمدرسين والصحفيين أقيلوا من أعمالهم ولم يستطيعوا رفع أصواتهم. لكن هذه المسيرة نظمت من أجل نزع رداء الخوف هذا من أجل العدالة، وإنني سعيد لأننا وصلنا إلى هدفنا".

واتهم الرئيس رجب طيب إردوغان المحتجين "بالتعاون مع منظمات إرهابية" في إشارة إلى مسلحين أكراد وأتباع رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تقول أنقرة إنه مدبر محاولة الانقلاب.

ودافعت الحكومة عن الحملة الصارمة وتقول إنها رد محسوب على تهديدات واجهتها تركيا في انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 واضطرابات على امتداد حدودها مع سوريا والعراق. ووصل عدد المشاركين في المسيرة إلى نحو 50 ألفا. ومن المتوقع تنظيم مظاهرة حاشدة في اسطنبول اليوم الأحد يشارك فيها حزب الشعوب الديمقراطي ثالث أكبر الأحزاب بالبرلمان.

وقال قليجدار أوغلو "المعركة بالبرلمان ستكون على الأرجح أصعب في الأيام المقبلة بسبب رغبتهم في الحد من حقنا في الحديث عن طريق تغيير لوائح داخلية ومن المستحيل لنا أن نتساهل مع ذلك". وتابع يقول "لذلك ستزداد هذه المعركة صعوبة وقد تخرج إلى الشوارع".

ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ / رويترز)

خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".

آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.

وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".

آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."

وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."

تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.

وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.

من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."

يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل