المحتوى الرئيسى

«عمر» بين شهيدى رفح: الشقيق «الأكشر» فى 2015.. والصديق «المغربى» فى 2017

07/09 11:10

فى الجنازة، بكى «عمر» كما لم يبكِ من قبل، إنه يشيّع شقيقه، الذى كان مصدر فخره وعزته، يقف ليوارى جثمان النقيب محمد الأكشر، الثرى، ويبحث فى وجوه مشيعيه عمن يثأر لدمائه، لم يستوعب «عمر» وقتها أن يداً قوية ستضمه وتحتضنه وهى تقسم له بالقصاص والثأر، وأن صاحب هذه اليد الملازم خالد المغربى، سيضحى هو الآخر شهيداً، لكن بعد عامين ونصف العام من استشهاد شقيق «عمر». ما أشبه الليلة بالبارحة، فى 25 مارس 2015، شيّع «عمر» الأكشر شقيقه الذى استُشهد فى انفجار مدرعة بعبوة ناسفة، فى ذلك التوقيت ظهر «المغربى» فى حياة شقيق الشهيد، مقسماً له بالثأر لأخيه، لتمر الأيام، وتتوثق الصداقة بين الاثنين، لم يصدق «عمر» اللحظة المباغتة، التى استُشهد فيها «المغربى»، الذى استُشهد أمس الأول فى رفح، ليفقد الأخ فى 2015 والصديق فى 2017. صداقة قديمة بين «عمر» والشهيد «المغربى»، لكنها توطدت بعد استشهاد شقيق «عمر»، لم يتوقف «عمر» طوال هذه السنوات سوى عند لحظة استشهاد شقيقه: «حسيت ساعتها إنى متعرى، لكن (خالد) هو اللى ساندنى»، ورغم مرور السنوات فلا يزال «عمر» يتذكر وقتما احتضنه «المغربى»: «كنت منهار عصبياً، وساعتها المغربى الوحيد اللى حضنى، وقال لى والله لنجيب لك حق أخوك».. يتذكر الشاب تلك الاتصالات والمحادثات النصية واللقاءات التى جمعته بالشهيد خالد المغربى، فمع كل حادث إرهابى تتعرض له سيناء، يسارع «عمر» إلى الاتصال للاطمئنان على صديقه «المغربى»، الذى كان يجيبه دوماً بـ«اطمن.. كله بياخد نصيبه»، مشيراً إلى أنه كان يتحدث معه دوماً حول الشهادة: «من يوم الجنازة، وهو بيبعت لى صور من العمليات، وبيانات الجيش، وكل مرة يقول لى ده حق أخوك فى رقبتنا وآديه بيرجع أهوه».

«خالد» كان يرسل إليه صوراً من العمليات: «بنجيب حق أخوك»

من «طوخ» خرج الشهيدان، الأكشر والمغربى، وقرب المسافات بين منزلى الاثنين كان سبباً فى لقاء «عمر» بـ«المغربى» أكثر من مرة، ففى كل مرة كان يحكى له عن البطولات التى تتم بشكل يومى فى سيناء، دون أن ينسى أن يسأله عن «بلال» ابن الشهيد محمد الأكشر، مما شجع «عمر» على الاهتمام بدراسته: «كان قريب منى أوى، وحريص على إنه يكلم أسرتى كلها ويزورنا، علشان كده اتوجعت جداً بسبب فراقه، وجدد عليّا أحزان استشهاد محمد أخويا». أنهى «عمر» دراسة الحقوق، ويعمل فى محل يبيع مستحضرات التجميل، ومنذ فترة بسيطة حاول الاختفاء عن عين «المغربى»، محرجاً منه، لأنه لم يحضر زفافه منذ أشهر لانشغاله بالدراسة فى ذلك التوقيت: «لاقيته هوه اللى جاى عليّا وحضنى، وماعاتبنيش، ولما جه ماشى قلت له عايزين نقعد مع بعض، فقال لى ادعى لى ربنا ييسر لى الحال، ماكنتش أعرف أن الشهادة من تيسير الأحوال».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل