المحتوى الرئيسى

جيوبوليتيكا الهامبورغر

07/09 06:29

يشير المعلق السياسي لصحيفة "كوميرسانت" سيرغي ستروكان، في مقاله عن قمة العشرين، إلى أنها تشبه مسابقة بطولة عالمية في الجغرافيا السياسية.

يمكن اعتبار قمة هامبورغ، التي يحضرها زعماء 20 دولة بمن فيهم الرئيسان الروسي والأمريكي، بطولة عالمية في منافسات الجغرافيا السياسية. فقمة العشرين لا تشبه قمة "السبع الكبرى"، التي تضم نخبة مغلقة تبتعد أكثر فأكثر عن مصير عالم قريب متعدد الأقطاب.

ومنظِمة "البطولة" رئيسة القمة، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بذلت جهودا جدية تليق بالتقاليد الألمانية في تنظيمها، وأدرجت في جدول أعمال القمة مشكلات المناخ والحمائية والتنمية المستدامة. أي تلك المشكلات التي يتوقف عليها، كما تقول السيدة ميركل بحق، مستقبل العالم المعاصر، الذي تتعاقب فيه الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية. ويجري هذا على خلفية تفاقم البعد بين أولئك الذين يتطورون بثقة وبين الذين يعانون من الركود أو أنهم يتعفنون.

وجميع المسائل الأخرى، التي ستخضع للمناقشة الجماعية في قمة هامبورغ، يجب كما يبدو أن تتراجع إلى المرتبة الثانية، وتصبح عبئا إضافيا على القمة.

ومن قراءتنا لما يكتب عن قمة هامبورغ وجدول لقاءات قادة العالم وتحركاتهم وتصريحات ممثليهم، سنخرج باستنتاج رئيس – هو أن اللقاءات والمباحثات على هامش قمة العشرين، التي لم تدرج رسميا في جدول عمل القمة وبقيت شكليا ناتجا ثانويا لها، تحظى باهتمام أكبر من تلك المدرجة في البرنامج الرسمي.

وعموما، فإن الجميع يتناقشون ويتجادلون حول سير لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك عن نتيجة لقاء ميركل وترامب، وأيضا بوتين وماكرون. أي إن هذه اللقاءات ستكون المادة الأساسَ التي سيتناولها الخبراء، لأن أمورا كثيرة ستعتمد عليها، بغض النظر عن كونها ارتجالية، وعن قصر مدتها.

وتبين اللقاءات على هامش قمة هامبورغ أن الناتج العرضي مما كان يعدُّ في الأساس الحوار العالمي بشأن المسائل الرئيسة، ستكون أكبر أهمية من المنتَج الرئيس.

هذا، ولقد حان الوقت للحديث عن الشكل الجديد للقاءات زعماء العالم، ولا سيما أن التحضير للقمم الكلاسيكية والزيارات، أصبح عبارة عن طقوس وعمل مديد. لذلك تفصل بين قمة وأخرى فترة تزيد في بعض الأحيان عن السنة، كما يحصل بين روسيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ولكن تسارع التغيرات في السياسة العالمية يفرض على رؤساء الدول والحكومات تحركا أسرع وتفاعلا عمليا معها، بما في ذلك اللقاءات الشخصية وجها لوجه.

من هنا تظهر الحاجة إلى "لقاءات سريعة"، شبيهة بالوجبات الدبلوماسية السريعة كالهامبورغر، الذي ابتُكر من اللحم المفروم والبيض في مدينة هامبورغ، كوجبة خفيفة وسريعة تسد الرمق إلى حين موعد تناول وجبة الطعام الكاملة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل