المحتوى الرئيسى

عصر الشهداء | المصري اليوم

07/08 22:25

سيبك من نفاية البشر، النفايات الإخوانية الشامتة، مرتزقة بالدولار والدينار يغردون فرحا لسقوط الشهداء، تشفيا ونكاية، ونحن نبكيهم دما، يوم قريب سيكون الحساب، والحساب عسير، دع الكلاب تنبح، دعك من حثالة البشر، خلينا فى أطهر من أنجبت مصر، خلينا فى شهداء مصر، لا تعزينى ولا أعزيك، الشهادة نصر لىّ وليك، إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولَد.

لو كان صوت مصر الزاعق محمد نوح حياً، لوقف فى ميدان التحرير صادحاً، مدد وشدى حيلك يا بلد/ إن كان فى أرضك مات شهيد/ فيه ألف غيره بيتولَد، لبكى الشهيد، وبشر بالوليد، بُكرة الوليد جاى من بعيد/ راكب خيول فجره الجديد/ يا بلدنا قومى واحضنيه/ ده معاه بشاير ألف عيد.

طيب الذكر محمد نوح أبداً لم يفقد الأمل، ولم يركن جنب الحائط يبكى ولده، صلب طوله، وشد حيله، وزعق من جوه قلبه على أمه، على مصر، قومى انطقى وسيبك بقا/ من نومة جوا فى شرنقة/ ده النصر محتاج للجَلَد/ ومدد.. مدد.. مدد/ شدى حيلك يا بلد.

كلمات الشاعر إبراهيم رضوان التى تغنى بها نوح باقية فى الضمير المصرى تؤرخ لعصر الشهداء، ولأنها كلمات مخلصة، نابعة من قلب محب، المصرى شايل همها، ويخاطبها، ويحدثها، لو كان فى قلبك شىء قوليه/ الحزن هيفيدك بإيه، نعم لم يعد فى القلب مساحة للحزن، ولم تعد فى العيون دموع، جفت المآقى، شبابك، جنودك، أبطالك، ملفوفين فى علم الخلود.

فات الكتير وبقى القليل، والمنسى (البطل) صار علم، والجندى مشروع شهيد، وابنك شهيد تحت الطلب/ دم الشهيد يرسم الطريق، يا سكة مفروشة بأمل/ مشوارنا حُطّوا العزم فيه/ يا بلدنا سيبك م الدموع/ قومى اقلعى توب الخضوع/ ده الحق لسه بيتجلد/ ومدد مدد.. مدد مدد/ شدى حيلك يا بلد.

بصوته الذى يشرخ الصمت يعزينا الفنان الكبير محمد نوح من قبره، يشد من أزرنا، ويرفع همتنا، ويؤجج فينا حب الشهادة، ومدد.. مدد.. ماددددد ده النصر محتاج للجَلَد، وشدى حيلك يا بلد.

نستحضر صوت نوح من الغياب، كثيراً ما أستحضره فى أيام الشهادة العظيمة، مصر تعيش أيام الشهادة، أياما خالدة، مواكب الشهداء تمر بالكفور والقرى، تشيعها الزغاريد، يزفونهم بالهتاف، لا الله إلا الله الشهيد حبيب الله، ومصر تستقبل صامدة صابرة محتسبة جثامين أولادها، ترسمهم شهداء.

صوت نوح يتردد بكلمات الشاعر إبراهيم رضوان، وكأنهما كانا يستشرفان الغيب، غنوا الأغنية ليخلدها الشهداء، وتلون كلماتها دماء الشهداء، كان نوح يزعق فينا من أعماق قلبه العليل، ويزمجر فى الفضاء، يدمدم غاضباً، ويرق لحظة، تترقرق الدموع، تسيل على الخدود، ينبثق العزم صاعداً إلى أعلى، نتمنى وراءه الشهادة، ونطلبها لنا ولأولادنا.

ليست آخر المعارك، وشهداء رفح أمس ليسوا آخر الشهداء، طابور الشهداء يطول، والليل لن يطول، وسيشرق فجر جديد، وبُكرة الوليد جاى من بعيد، راكب خيول فجره الجديد، يا بلدنا قومى واحضنيه، ده معاه بشاير ألف عيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل