المحتوى الرئيسى

«عبدالمجيد» :دمرت 16 دبابة و11 مدرعة و6 طائرات إسرائيلية ويدي مبتورة!

07/08 22:07

لم تكن قصة روائية  نقرؤها ولا مسلسلًا تليفزيونيًا نشاهده، بل هي قصة حقيقية لأحد أبطال حرب أكتوبر بمحافظة الإسماعيلية عبدالجواد أو هيكل مدن القناة كما أطلق عليه الكثير من المواطنين، عاش طفولته وهو يحلم بأن يكون أحد أفراد القوات المسلحة وعاصر الاحتلال البريطاني لمصر وشارك بحروب الاستنزاف وعبور أكتوبر العظيم بعدما قرر الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» عدم إنهاء خدمته بالقوات المسلحة بعدما أُصيب إصابات بالغة أحدثت نسبة عجز كبيرة إنه « عبد الجواد محمد مسعد 67 سنة » والذي كُرم من قبل الرؤساء «عبد الناصر والسادات ومبارك والرئيس عبد الفتاح السيسي»، وذلك لدوره الكبير وإخلاصه في الحروب والمعارك المختلفة التي أدت لقتل عشرات الإسرائيليين وتدمير عدد كبير من المدرعات.

ولتحرير مصر من الاحتلال واصل بعد إصابته كفاحه وشارك في معارك أكتوبر ،1973 ويعد الجندي الوحيد على المستوى العالمي الذي قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 % «الشهيد الحي أو هيكل القناة» ينتمي إلى أسرة شرقاوية كانت تسكن بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية ثم انتقلت إلى الإسماعيلية فى عزبة «أبوعمر» وبعد ذلك إلي عزبة «أبورضوان» التابعة لمركز أبوصوير، كان من مواليد السادس والعشرين من شهر ابريل عام 1947 وجاء ترتيبه الثالث بين أشقائه «عزيزة وجودة وحميدة وأخ غير شقيق هو «علي».

ويقول «عبد الجواد»: كنت استعجل الأيام للالتحاق بسلاح الصاعقة الذي عشقته من خلال رجالاته عندما كنت أشاهدهم، وفي عام 1966 تم تجنيدي وبعد الكشف تم توزيعي على سلاح الحرس الجمهوري فذهبت إلى أخي (علي) وطلبت منه إلحاقي بسلاح الصاعقة وبالفعل التحقت به وتلقيت التدريبات وحصلت على فرقة الصاعقة ثم فرقة المظلات وكان ترتيبي الأول وتم ترحيلي إلى بير تمادا بسيناء في أواخر شهر ابريل عام 1967 ثم كانت حرب الخامس من يونيو عام 1967 وحزنت كثيرا لما حدث لأن الجندي المصري لم يدخل المعركة، وبالتالي نالت إسرائيل نصرا لا تستحقه، ونالت مصر هزيمة لا تستحقها واشتركت فى معركة رأس العش فبعد وصولي إلى البلاح ذهبت في مهمة عسكرية وقطعت المسافة من الإسماعيلية حتى بور سعيد سيرا على قدمي.

وفى الأول من شهر يوليو عام 1967  تحركت قوة إسرائيلية متمثلة في 120 جنديا و 6 دبابات و6 عربات مجنزرة مدعمة بالمدفعية والطيران لإجلاء احتلال بور توفيق وفى رأس العش كنا فى انتظار القوات الإسرائيلية وبمجرد وصولها تعاملنا معها وتمكنت من تدمير مدرعة ودبابة وقفز من الدبابة مجموعة من الجنود الإسرائيليين في محاولة للفرار وتمكنت من قتل 6 منهم وحصلت على أسلحتهم ولم تفكر إسرائيل بعد ذلك فى الغارة مرة أخرى على بور توفيق وفى الخامس من شهر يونيو عام 1967 قمت مع زملائي بالهجوم على مطار المليز وتمكنا من تدمير 6 طائرات إسرائيلية وهذه العملية كان يتابعها الرئيس «جمال عبدالناصر». وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969 قمت مع زملائي بالهجوم على منطقة إدارية استراتيجية للقوات الإسرائيلية بين الكاب والتينه شرق قناة السويس وتمكنا من تدميرها وكان الرئيس «جمال عبد الناصر» يتابع تلك العملية وبعد ان اندلعت انفجارات هذه النقطة وفى طريق عودتنا ظهر الطيران الإسرائيلى فى الجو للبحث عمن قام بذلك ورصدني طيار إسرائيلى وكلما حاول إطلاق النيران علي كنت أخادعه حتى اختفى دقيقة وإذا بصاروخ أصابنى وعندما حضر رفاقي الى مكاني لإنقاذى لم أشعر بإصابتى وفى مستشفى دمياط تقرر نقلى إلى مستشفى الحلمية العسكري بالقاهرة نظرا لفداحة الإصابة وعندما وصلت إليه دخلت في غيبوبة لمدة 72 ساعة نتج عن اصابتى بتر ساقي اليمنى وأيضا ساقي اليسرى.

وكذلك ساعدي الأيمن وفقدت عيني اليمنى هذا بالإضافة إلى جرح كبير غائر بالصدر مما استدعى تركيب أطراف صناعية. واستغرقت رحلة علاجي 37 يوما فقط وخرجت من المستشفى في شهر مايو عام 1970 وقرر التقرير الطبي الحصول على إجازة لمدة شهر ثم العرض للرفد من الخدمة العسكرية.

ولكنني رفضت وصممت على إثبات اننى مازلت قادرا على الكفاح فرصدت مدرعة إسرائيلية كانت تحضر لإحضار جنود الحراسة وأخذ من كانوا قبلهم، وفى التوقيت المحدد أطلقت نيران أسلحتى عليها فانفجرت وقتل 21 من الإسرائيليين. وعلم الرئيس «جمال عبدالناصر» بذلك فاستدعاني للمقابلة برئاسة الجمهورية فذهبت مع قياداتي وكان معه اللواء «سعد الشاذلي» قائد سلاح الصاعقة. وعندما هممت لمصافحة الرئيس «جمال عبد الناصر» بيدي غير المصابة.. قال: لا وصافحني على اليد المبتورة وقبلها. فقلت له: القوات المسلحة تريد رفدي من الخدمة. فقال: لا .وفي شهر يناير 1971 تم انهاء خدمتي ولكن رفضت الرفد ولذا توجهت الى وحدتي وعندما اندلعت معارك السادس من أكتوبر 1973 عبرت مع الأبطال قناة السويس.

وبعد أن انتصرنا خرجت من الخدمة العسكرية بصفة نهائية، وقال عبد الجواد: خلال خدمتي نفذت مع أبطال الصاعقة 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية منها 10 عمليات وتمكنت من تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر وأتوبيس بالإضافة إلى الاشتراك في تدمير 6 طائرات إسرائيلية ، وتم تكريمي من الرئيس «جمال عبدالناصر» حيث منحنى نوط الشجاعة العسكري كما كرمني الرئيس «محمد أنور السادات» بعد توليه رئاسة الجمهورية في شهر أكتوبر عام 1970 وأيضا كرمني الرئيس «محمد حسنى مبارك» في الاحتفالات باليوبيل الفضي لانتصارات أكتوبر، وأخيرًا تم تكريمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر شباب الإسماعيلية.

وفي نهاية حديثه طالب الشهيد الحي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإطلاق اسم عبدالمنعم رياض على الإسماعيلية الجديدة، شرق قناة السويس، التي ارتوت بدماء شهداء الجيش المصري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل