المحتوى الرئيسى

وصايا الصفح وأمنيات الشهادة.. "أبطال مصر زي الوتد"

07/08 14:03

يضع روحه على كفه، لا ينظر خلفه أبدا، يقف شامخًا ويستمد قوته من إرداة جيشه، ينتظر الموت في كل لحظة، يُوصي أحبابه، يكتب أشعارا من الأمنيات، ودعوات تملؤها الثقة والإيمان بنصرٍ آت في فجر قريب، لافرق بين الجندي والقائد، الجميع هنا يكتب شهادته بدمائه وينتظرها بفارغ الصبر. 

رسائل ووصايا، لم تختلف في مضمونها كثيرا، تمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يتداولها الجنود والقادة رغم عدم إدراكهم لساعة الموت خصوصا مع ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية منذ ثورة 30 يونيو، والتي كان آخر ضحاياها أمس، بعد أن نجحت قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء في إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا وتدمير 6 عربات، واستشهاد وإصابة 26 فردا من أبطال القوات المسلحة، وفقا لما أعلنه العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري.

العقيد أحمد المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة بجنوب رفح، كان أحد ضحايا هجوم رفح الإرهابي الغادر، والذي أوصى بدفنه مع زيه العسكري الملطخ بالدماء وألا يغسل في حالة استشهاده، ترك عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قصائد عدة في حب مصر، من بينها:

"بطل كل الأبطال.. على مر الزمان

قاهرة المعز يا مصر الفداء.. درة التاج أنت ونبع الصفاء

سألت التاريخ عن يوم مولدك .... وهل يشهد الأبناء ولادة الآباء

جذور شجرة بعمر الحياة.. أظلت حضارة أنارت الأرجاء

بلد السلام يا مصر أفديكِ.... بلد العزة بفخر بلد الآباء

أرهقتني يا مصر عشقا.. عشق المحارب لسيرة الشهداء

بكل شبر في أرضك الطاهرة.. يحيا الجيش بشعبة العظماء

يتربص الأشرار بصفوة الأخيار.. فوالله لا نامت أعين الجبناء

خصبة أرضك تنبت الأبطال.. وقصة شهيدك تملأ الأصداء

شعبك الأبي العصي على الطغاة.. أحن من أم الرضيع على الضعفاء

يحرس أرضك أسودك الضارية.. ناجزة سيوفهم على الأعداء

يلى الشهيد نداء ربا.. وقصاصة وثارة قبل العزاء

وقبيل أن أرحل أوصيكم ونفسي.. بوطن يستحق منا العناء

تحية على من وهب الروح والجسد.. وسلام على من انتقى الكفن كرداء"

لم يدري الشهيد المجند أحمد أبوطالب، أن أمنيته ستتحقق وسُيرزق الشهادة، عندما كتب آخر تدويناته، داعيا: "اللهم أرزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة"، آخر ما دونه لمحبيه.

ومابين الأشعار والدعوات، لم ينسى الأبطال طلب العفو والصفح من محبيهم، ليكتب النقيب محمد وهبة، قبل استشهاده في الهجوم الذي استهدف كمين شرطة بالطريق الدائري في مايو الماضي، عبر صفحته على "فيسبوك"، قائلا: "بص للي ادفن قدامك وقولي فاكر زعل ما بينكم؟ والله ما في حاجه مستاهلة نزعل من بعض أو نشيل ونهري وننكت في نفسينا، اعفوا واصفحوا دي الدنيا لحظة وهنقابل رب كريم، ويا بخت من قابله بقلب سليم".

"فاكر أنا.. كام واحد راح مننا.. مش من هناك أو من هنا.. مش فارقة فات كام سنة ما بنعدش.. مش بالعدد.. كم أم حزنت على الولد.. ثبت البطل زي الوتد.. قال المهم إن البلد ما تتهدش" كانت هذه كلمات أحد مقاطع الفيديوهات المتداولة عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للشهيد محمد وهبة، وهو يتغنى بها.

وكأنه يشعر بقدوم لحظة الاستشهاد وقرب الأجل، كتب الشهيد محمد فؤاد شحاتة أحد شهداء الواجب الوطني بالعريش، في يناير الماضي، تدوينة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل استشهاده بقليل، داعيا الله أن يحسن خاتمته "اللهم إن كنت أنا القادم فأحسن خاتمتي واغفر لي وسخِّر لي من يدعو لي بعد موتي".

"يارب، أنا عاوز أموت هناك شهيد، والله مش عاوز أرجع" آخر ما كتبه المجند مصطفى رشاد سالم، عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، قبل استشهاده إثر انفجار عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق الدولي بشمال سيناء، في مارس 2016، وذلك عقب تدوينة بالتحاقه بالكتيبة الخامسة صاعقة في الشيخ زويد.

وتثمينا لدور الشهداء وفي حماية الأرض، عرض الموقع الرسمي لوزارة الدفاع برومو بعنوان "رسالة شهيد"؛ ورد به وصية الشهيد جندي محمد معتز رشاد، والتي كتب فيها "أنه يتمني أن ينال الشهادة"؛ وأنه في صفوف القوات المسلحة في سيناء لحماية الشعب المصري ومحاربة الإرهاب، وهو ما يشعره بالفخر الشديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل