المحتوى الرئيسى

FilGoal | اخبار | من مطعم نابولي في هارليم.. لماذا سينجح رايولا دائما رغما عن فيرجسون

07/07 23:36

"كتلة من مخلفات البشر"، هكذا يرى سير أليكس فيرجسون وكيل اللاعبين مينو رايولا.

لكن في الصيف الماضي، وحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن "كتلة مخلفات البشر" وحده دخل ضمن قائمة أغلى 10 شركات تدير أعمال اللاعبين. شخص واحد وسط 9 شركات.

الأهم من ذلك، هو أن مينو رايولا يحرك سوق الانتقالات كيفما يشاء. في الصيف الماضي كان بول بوجبا، في هذا الصيف روميلو لوكاكو. السوق يتحرك طبقا لما يريده رايولا.

رئيس ميلان: لا أعلم قرار دوناروما النهائي.. والسبب رايولا ميدو يحكي ما قاله له رايولا عن الفارق بينه وإبراهيموفيتش دوناروما ينفي ما قيل عن تركه لوكيله رايولا تقرير إيطالي: صفقة تبادلية.. بماتويدي إلى يوفنتوس برعاية رايولا رايولا يلمح لعودة إبراهيموفيتش لإيطاليا و" كان سيذهب لميلان في حالة واحدة"

نظرة واحدة لهيئة وملابس مينو رايولا ستمنحك الانطباع الأول: هذا الرجل يعمل في مطعم بيتزا وهذا يوم عطلته. مرحبا بكم في العطلة التي تحدد كيف يسير سوق الانتقالات.

انطباعك الأول عن رايولا كان صحيحا، في مدينة هارليم الهولندية، نشأ رايولا وهو يعمل في مطعم بيتزا مملوك لعائلته. المطعم مازال يعمل حتى وقتنا هذا. على أرض الواقع، صار لديه 11 فرعا.

مطعم عائلي تقليدي يقع في العمارة التي تسكن فيها العائلة، ورايولا اكتسب مهارات كثيرة من ذلك العمل. يروي سيمون كوبر صحفي "فاينانشيال تايمز" الذي التقى بالوكيل في مقابلة صحفية طويلة، أن رايولا دائما جاهز لتلبية احتياجاتك.

في ميدان السوق الكبير في هارليم، يحكي رايولا لـ"فاينانشيال تايمز" كيف بدأت الحكاية. في 1968 انتقلت عائلة رايولا من الجنوب الإيطالي إلى هارليم. كان رايولا في هذا الوقت طفلا ضمن 35 عضوا في عائلة رايولا اشتروا 3 منازل ملاصقة لبعضهم البعض في هارليم وفتحوا محل بيتزا.

هذه ليس الجزء الأول من ثلاثية الأب الروحي، وإن كنت ستلحظ تشابهات عديدة بين حكاية رايولا وفيتو كورليوني، ولكن رايولا حقيقي على عكس رائعة فرانسيس فورد كوبولا.

"أبي كان يعمل لـ18 أو 20 ساعة. كان متطرفا في العمل. كنت أذهب للعمل مع أبي حتى أعرفه أكثر. أبي كان في المطبخ، أنا كنت أغسل الصحون، هذا أمر أحب فعله حتى الآن، لأنه يمنحك فرصة أن ترى نتيجة عملك. ولكن هنا في مطعم نابولي في مدينة هارليم، تعلمت شيء أهم".

ما تعلمه رايولا كان الكلام. يتحدث رايولا بسرعة، لكنه في المطعم يتحدث لزبون فيأتي له بقائمة طعام من مفضلاته، ولو هناك زبون يعاني من مشكلة شخصية سيتحدث معه ويحاول أن ينصحه.

هذا الأمر نجح، ساعد تعلم رايولا السريع للغة الهولندية المطعم في التوسع. في ذلك الوقت، كان رايولا المراهق يتفاوض مع البنوك على القروض، يتحدث مع حاكم المدينة، يحل المشاكل مع الزبائن، قبل أن يؤسس أول شركة خاصة به.

حسب رايولا، فإن شركة إنترميتزو كانت تساعد الشركات الهولندية أن تقوم بأعمالها في إيطاليا. ما فعله رايولا جعله مليونيرا بعمر الـ19، عندما اشترى محل "ماكدونالدز" وباعه لمستثمر هولندي. هنا، توقف رايولا عن البحث عن المال.

شغف رايولا الأخر كان كرة القدم، وفي أوائل العشرينيات توقف عن لعب الكرة – التي حسب كلماته كان لاعبا جيدا بها – وترك كلية الحقوق وعمل كمدير رياضي لنادي هارليم المحلي – غير الموجود الآن.

في هذا الوقت، جهز رايولا خطة لضم لاعب ناشئ ساحر في أياكس، يسمى دينيس بيركامب.

"متحفظون عجزة، فارغون من الداخل، لا فائدة منهم"

في 1992، قامت شركة إنترميتزو بالمساعدة في انتقال الجناح الهولندي بريان روي من أياكس في هولندا إلى فوجيا الإيطالي. رايولا قضى 7 أشهر مع روي في فوجيا، ساعد في طلاء منزل اللاعب، قابل زوجته المستقبلية، والأهم، تعلم رايولا الكثير عن عالم كرة القدم.

على أرض الواقع، كان رايولا كائن خارجي نزل إلى عالم كرة القدم.

"الكثير من الأشخاص المهمين في عالم كرة القدم، هؤلاء الذين يحتلون المناصب التنفيذية هامة، في مناصبهم لأنهم كانوا لاعبين سابقين جيدين في أنديتهم. ذلك يجعل هذا العالم ضعيفا. هذا العالم غبي لأنهم يريدون أن يبقوه غبيا. هذا عالم مغلق ولديه الكثير من الإمكانيات والأموال. ولكن عندما أفكر في الأشخاص الذين يديروه أقول: اللعنة!".

يقول رايولا إن أحد الأذكياء الذين قابلهم في عالم كرة القدم هو لوتشيانو مودجي – المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس، وقبله تورينو.

عندما قابل رايولا مودجي للمرة الأولى، كان من المفترض أن يكون موعد اللقاء في الحادية عشر صباحا. وصل رايولا قبل الموعد بربع ساعة، ليجد وأنه دخل إلى ما وصفه بحجرة طبيب الأسنان. 25 شخصا يجلسون ويتحدثون ويدخنون. في الساعة الحادية عشر والربع، لا أحد أتى ليقابل رايولا الذي ذهب للسكرتيرة وقال له "هل يمكنك أن تبلغ السيد مودجي أنني أنتظره، وإن كان سيتأخر عن الموعد فمتى سيأتي؟".

الرد كان بسيطا. كل هؤلاء ينتظرون السيد مودجي.

نحن هنا نتحدث عن رايولا، الشاب العشريني الذي لا يملك أي علاقات قوية في عالم كرة القدم، والذي أبلغ السكرتيرة بكل هدوء أنه سيرحل ولن يقابل مودجي.

بعدها بساعتين، قابل رايولا مودجي بالصدفة في أحد المطاعم، ومعه 25 شخصا يتناولون وجبة الغداء.

يروي رايولا: "ذهبت إليه وسألته، أنت السيد مودجي؟ قال لي نعم، أخبرته أن من غير الجيد ما فعله، لأنه جعلني أنتظر، ليسألني من أنا؟ قلت له إني رايولا، ليقول لي: إن كنت تعاملني بتلك الطريقة، أبدا لن تبيع لاعبا في إيطاليا!".

ولكن على العكس، رايولا كان يبيع اللاعبين في إيطاليا. تعرف في فوجيا على مدرب الفريق، تشيكي مدمن للعمل اسمه زدينيك زيمان. كثير من المناقشات الكروية دارت بين رايولا وزيمان ليقول له رايولا إن اللاعب الذي يريده ليس موجودا. ولا لاعب – من وجهة نظر رايولا – يستطيع الركض لـ17 كيلومترا في المباراة والمراوغة مثل مارادونا والتدرب أكثر من الأخرين.

كان هذا، قبل أن تقع عينه على لاعب تشيكي سيغير حياة رايولا للأبد.

في التشيك، ومن خلال بعض علاقاته بمن يعملون في كرة القدم هناك، رأى رايولا لاعب حلم زيمان. بافيل نيدفيد.

"بافيل نيدفيد متطرف. المتطرفون ينجحون. ما يظنه نيدفيد هو أنه لا يستطيع لعب كرة القدم ولكنه يتدرب أكثر من الأخرين".

نيدفيد كان يتدرب في ناديه كنوع من فاتح الشهية، قبل أن يعود لمنزله ويتدرب مرة أخرى.

في هذا الوقت، رحل زيمان إلى لاتسيو وجاء بعده نيدفيد. والسر؟ مينو رايولا.

وهنا تعلم رايولا الدرس. المتطرفون ينجحون، شاهد أباه وزيمان ونيدفيد، وقرر أن يكون مثلهم.

"لأكثر من 20 عاما، سافرت حول أوروبا بحقيبة صغيرة. كلفني الأمر أشياء، لم أرى أبنائي وهم يكبرون".

تعيش أسرة رايولا في موناكو، لأسباب بعضها تتعلق بالضرائب القليلة المفروضة على الدخل في الإمارة الثرية.

يهدد دائما رايولا أنه سيكتب مذكراته، والتي سيسميها "فن الصفقات"، مناقشة بنود العقود هي مبارياته الصغيرة.

في كتاب "شكرا يا مينو" الذي كتبه اللاعب الهولندي السابق رودي توربين، روى اللاعب قصة انتقاله من أياكس إلى دي جرافشاب في 1998. ذهب رايولا وتوربين إلى رئيس دي جرافشاب، وبعد حديث قصير حول صفقة نيدفيد، وضع رئيس النادي عرضه من أجل توربين، الذي ظن أن العرض جيد لأنه أكثر مما كان يتقاضاه في أياكس.

كان ذلك قبل أن يرفضه رايولا ويأمر موكله بالرحيل. وهنا، حصل توربين على عقد لم يؤمنه فقط طوال 4 سنين هي مدة التعاقد، ولكن لبقية سنين عمره. حتى أقل صفقة يمكن أن تغير حياة شخص للأبد.

لوقت طويل، حاول رايولا أن يجعل توربين مثل نيدفيد، لكن ذلك لم يحدث. بعد فترة فاشلة في جرافشاب، قرر توربين الاعتزال في عمر الـ25 وذهب للدراسة في الجامعة مرة أخرى. لكن أسلوب رايولا نجح مع لاعب أخر. لاعب سويدي طموح من أصول يوغوسلافية يملك موهبة خرافية قابله رايولا في 2001، اسمه زلاتان إبراهيموفيتش.

من قرأ مذكرات إبرا "أنا زلاتان" يعرف أن الشخص الرئيسي فيها هو رايولا. العلاقة بين اللاعب ووكيله صارت هي العلاقة الأهم في عالم كرة القدم حاليا، أكثر من علاقة اللاعب بمدربه أو زملاءه. هذا الأمر ينطبق بشدة على رايولا.

رايولا يدير أعمال عدد قليل من اللاعبين حتى يمنحهم خدمة شخصية أكثر من كونها مجرد عمل.

في مطعم يامازاتو الياباني، أمستردام

من مطعم نابولي المتواضع في هارليم، مطعم أخر ساعد في تشكيل حياة رايولا، وهو مطعم يامازاتو الياباني في العاصمة الهولندية أمستردام.

المهاجر السويدي قابل المهاجر الإيطالي، الأول يرتدي حلة أنيقة والثاني يرتدي سروال جينز أزرق وقميص أبيض عليه علامة "نايكي". يرى رايولا أن عدم ارتداءه للبدل الرسمية يفيده حيث يعطي انطباعا أنه شخص غير مهم حتى يتحدث معه.

بينما كان رايولا يتناول ما يكفي 6 أشخاص من الطعام، هاجم إبراهيموفيتش لأن ما حققه في أياكس لا يناسب موهبته.

"هل تريد أن تكون الأفضل في العالم، أو أن تكون اللاعب الذي يحصل على كثير من الأموال ولديه الكثير من الممتلكات؟"، هذا السؤال الذي يسأله رايولا لكل لاعب. أريد أن أكون الأفضل، هكذا قال إبرا.

"حسنا، إذا أردت العمل معي، افعل ما أقوله لك، بع سياراتك وساعاتك وتدرب ثلاث مرات أكثر، لأن إحصائياتك سيئة للغاية". هكذا رد رايولا.

كلمات رايولا جعلت إبرا يعمل مثل نيدفيد، وهذا ما يعمل من أجله رايولا دائما.

في هذا الوقت، كان عدوه القديم مودجي يتسلم منصبه في يوفنتوس. أولوية مودجي كان نيدفيد، اتصل برايولا ليقول له إنه يريد التشيكي المتألق في لاتسيو.

"أتملك ساعة؟" يقول رايولا إنه قال ذلك لمودجي.

ورد مودجي "انظر، لا تكن سليطا، نعم أملك ساعة".

ليرد رايولا "متى نلتقي؟"، تم تحديد الموعد بأن يكون في الساعة 12 ظهرا في فلورنسا، قبل أن يظهر بند رايولا: "سأرحل في الثانية عشر وعشر دقائق إذا لم تصل في موعدك، وبعدها يتضاعف سعر نيدفيد".

وبالفعل، رحل نيدفيد ليوفنتوس بـ41 مليون يورو في ذلك الوقت، وفاز بالكرة الذهبية ومازال على علاقة جيدة برايولا رغم اعتزاله. هذا رايولا، عنيف مع الأندية والسلطات، مثل الفيفا الذي غرمه من قبل لوصف سيب بلاتر بالديكتاتور في شطحة مجنونة منه أراد أن يترشح لرئاسة الفيفا، وقريب جدا للاعبيه.

رايولا ليس وكيل لاعبيه فقط، هو رجل كل الظروف والاحتياجات. منزل ماريو بالوتيللي يحترق؟ إذن لنتصل برايولا، لينصحه الأخير بالاتصال بالمطافئ.

لاعبيه الصغار يحادثونه بالفيديو ويسألوه هل نشتري ذلك، هل نفعل ذلك؟

"أعتبر اللاعبين بنسبة 99% أصدقائي، بول بوجبا مثلا، أعتبره عائلتي".

حول رايولا مطعم البيتزا إلى وكالة ضخمة للاعبين بنفس العقلية. يرى رايولا أنه وعائلته لم يكونوا يعاملون المطعم كمطعم، بل كمنزل، الزبائن تأتي لتأكل في بيت عائلة رايولا.

مكتبه في هارليم، الذي يكتب منه سيمون كوبر صحفي "فاينانشيال تايمز" أطول حوار موجود على الإنترنت مع رايولا، يشبه المطبخ.

"دائما ما يظن الناس أن الأندية والمدربين هم من يحددون الصفقات. ولكن في معظم الأوقات، الوكيل هو من يحدد ذلك. أحاول دائما أن أضع هدفا للاعب، هذا ما نريده ولن نجلس وننتظره، سنذهب إليه".

في 2004، قرر رايولا أن إبرا يجب أن يذهب إلى أكثر نادي متطرف للنجاح. يوفنتوس. وصل مع مودجي لصفقة تقضي بحصول أياكس على 16 مليون يورو من أجل زلاتان.

هناك، رأى إبراهيموفيتش كيف يتدرب نيدفيد. "ظننت أنك يا رايولا تبالغ، لكن الأمر حقيقي"، وقال نيدفيد لإبرا "أنت لا تعلم ماذا تملك".

جمع إبرا بين مواهبه الكروية التي لا مثيل لها، والعمل الرائع الذي يقوم به نيدفيد ليمنح كرة القدم رحلة أوروبية دامت لمدة 16 عاما، والأهم أنها كشفت لنا لماذا رايولا هو الوكيل الأهم في كرة القدم.

رايولا بنفسه يشرح: "لا أريد أن أكون مغرورا، ولكني رأيت كل تغيير في عالم كرة القدم قبل أن يحدث. في 2006 كان الناس يقولون أن مودجي يتحدث مع حكام مباريات يوفنتوس قبلها، علمت أن يوفنتوس سيعاني بسبب ذلك فرتبت أن يذهب إبرا إلى إنتر ميلان. في 2012 بعدما ذهب إبرا إلى برشلونة ولم يلعب بسبب جواديولا الجبان، ذهبت به إلى ميلان، وبعدها صممت على رحيله رغم أنه لم يكن يرد ذلك. لسنين أخبرت ميلان أنهم لم ينجحوا بالرواتب الضخمة التي يمنحونها. رأيت أن اقتصاد الكرة في إيطاليا يسقط، لذا ذهبت به إلى باريس سات جيرمان ليحصل على 14 مليون يورو في فريق من الطراز الأول بينما غرق ميلان".

ربما لا ينجح رايولا دائما، انظروا لماريو بالوتيللي. "لم يضع بالوتيللي الكرة في منتصف حياته، ولكني أخطأت عندما وافقت على رحيله من مانشستر سيتي إلى ميلان، كان يجب أن أقول له أنه ناجح مع سيتي. ربما لو فعلت ذلك في حينها لما كانت وصلت مسيرته لذلك".

قاطع سيمون كوبر رايولا، قائلا إن بعض اللاعبين لا يريدون أن يصلون للقمة لأنهم قد يحققون الملايين دون فعل ذلك. رد رايولا "الآن عندما أتحدث مع اللاعبين أسألهم لماذا تلعبون كرة القدم، ما هو حافزك، لا يردون، ويذهبون إلى منازلهم يفكرون في هذا السؤال".

قبل أعوام قليلة، تعرف رايولا على موهبة فرنسية صاعدة. هناك الكثير من المواهب الصاعدة لكن فقط قليلين هم من يملكون الحافز لأن يكونوا في القمة. بول بوجبا كان أحدهم. الشاب الصغير في يونايتد لم ينجح في الوصول للفريق الأول، ويرى أنه يحصل على أقل مما يستحق من الأموال. ذهب رايولا ليقابل سير أليكس فيرجسون، الذي أبلغه صراحة "لن أتحدث معك إذا لم يكن اللاعب موجودا"، لذا طلب رايولا من فيرجسون استدعاء بوجبا. يروي رايولا أن فيرجسون قال لبوجبا "ألا تريد توقيع هذا العقد الجديد؟"، ليرد بوجبا "لا، لن أوقع بهذه البنود"، لينعت فيرجسون رايولا بالجبان حسب روايته.

"لقد كان عرضا سيرفضه كلباي".. "منذ اللحظة الأولى لم أثق به".

الجملة الأولى رأي رايولا عن فيرجسون، والثانية هي رأي فيرجسون في رايولا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل