"الجمعة" و"مولد النبي" و"رمضان".. الإرهاب يفسد المناسبات الدينية

"الإرهاب لا دين له" دائما ما يؤكد أصحاب الجماعات الإرهابية والتكفيرية هذه المقولة، بعملياتهم الخسيسة التي تطال المدنيين والعسكريين على حد سواء، غير أنهم لم يراعوا حرمة المناسبات الدينية، في كثير من الأحيان، لتسيل دماء المصريين في أجواء روحانية ومناسبات تملأها الفرحة.

40 تكفيريا وعشرات المصابين حصيلة ما أسقطته القوات الجوية خلال تصديها للهجوم على بعض نقاط الارتكاز الأمني جنوب مدينة رفح، الذي وقع صباح اليوم، الجمعة، بينما أسفرت العملية أيضا عن استشهاد وإصابة 26 من رجال القوات المسلحة منهم العقيد أحمد المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، نتيجة انفجار عدد من العربات المفخخة والعبوات الناسفة.

رصدت "الوطن" في ذلك التقرير، أبرز الحوادث الإرهابية التي وقعت في الكثير من المناسبات الدينية:

دماء سالت ثاني أيام عيد الأضحى المبارك وتحديدا في شهر سبتمبر 2015، بعضها كان تقربا إلى الله بالأضحية، والبعض الآخر كان شاهدا على عملية إرهابية بعد ما زرع تنظيم بيت المقدس الإرهابي عبوة ناسفة، مستهدفين مدرعة كانت تقل جنود الشرطة تسير على الطريق الدائري جنوب العريش، وأسفرت عن استشهاد مجندين من قوات الشرطة بالعريش وإصابة 15 آخرين.

التسامح والإنسانية مبادئ غرسها نبي الرحمة ليضرب بها الإرهابيون عرض الحائط، فبالتزامن مع احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، في يوم الأحد 11 ديسمبر 2016، استيقظ المصريون على مشهد إجرامي من داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية، فوسط أداء العشرات من المصلين القداس الإلهي، وقع تفجير إرهابي نفذه "داعش" بحزام ناسف ارتداه الشاب محمود شفيق مصطفى، البالغ من العمر 22 عاما، ووقع 29 شهيدا وأصيب حوالي 31 آخرين، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها تفجير كنيسة.

ليلة رمضانية تمتلئ أجواؤها بالروحانية والإيمان عند المسلمين، ليشاركهم أيضا الأقباط متجهين بأتوبيس إلى دير الأنبا صموئيل لممارسة الطقوس والصلوات، في صباح يوم الجمعة 26 مايو 2017، أطلقت عناصر مسلحة النيران تجاه الحافلة أثناء سيرها بالطريق الصحراوي الغربي، ما أسفر عن استشهاد 29 شخصا معظمهم من الأطفال وإصابة حوالي 24 آخرين، وأعلن تنظيم "داعش" تبنيه لهذا الهجوم، ليقرر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إلغاء الاحتفال الرسمي برؤية الهلال تضامنا مع مشاعر الأقباط.

فرحة وبالونات أبرز مظاهر المصريين احتفالا بعيد الفطر المبارك، أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط خلية إخوانية كانت تخطط لعمليات إرهابية في الإسكندرية، وأفادت المعلومات بأن عددا من أعضاء تنظيم الإخوان التابعين لجبهة القيادي المتوفى محمد كمال، عقدوا لقاء تنظيميا بأحد المراكز التعليمية للتخطيط لإعادة هيكلة جبهتهم عقب توجيه عدة ضربات أمنية لها، والعمل على تصعيد عملياتهم العدائية والإرهابية خلال الفترة المقبلة بهدف تقويض مؤسسات الدولة.

"نصرة للإسلام" ذلك التفسير الأقرب وراء تلك العمليات الإرهابية الواقعة في المناسبات الدينية، في رأي الدكتور أحمد بان، خبير في شؤون الحركات الإسلامية.