المحتوى الرئيسى

هيرست: دول الحصار نشرت بذور ثورة قادمة لن تكون منضبطة

07/07 12:17

قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن اختيار الدول الأربعة المحاصرة لقطر يوم الثالث من تموز/يوليو موعدا لانقضاء مهلة الاستجابة للمطالب لم يكن مصادفة خاصة وأنه الذكرى السنوية الرابعة للانقلاب العسكري في مصر على أول رئيس مدني منتخب.

وأشار هيرست في مقال له ترجمته "عربي21" إلى أن الخليجيين لم ينأوا بأنفسهم مشاركة أحد حلفائهم الذي ارتكب مجزرة في ميدان رابعة العدوية عام 2013 لكن رعاة الانقلاب في مصر تفاخروا بما جرى وهددوا باستخدام نفس الاساليب مع جارتهم الخليجية ونشروا بذورا لثورة قادمة لن تكون منضبطة ولا قابلة للتحكم.

وأوضح الكاتب أن الخليجيين "ثملوا من السلطة والنفوذ حتى أنهم يتوقعون إذا ما لوحوا بعصى غليظة أن يخنع الجميع لهم ويخضعون. هذا ما فعلته البحرين من قب. أما قطر فمازالت حتى الآن تستعصي عليهم".

وقال إن الثالث من يوليو كان حدثاً محورياً لجميع الأطراف وكان ذلك اليوم بالنسبة للشباب وللقوى التي أطاحت بطاغوتين في كل من تونس ومصر ضربة ساحقة ماحقة أما بالنسبة لممالك الخليج التي مولت عبد الفتاح السيسي فقد مثل ذلك اليوم انطلاقة الثورة المضادة التي تعضد سلطتهم وتركل إلى عقد قادم الانتخابات الحرة.

وأشار إلى أن المحاولة الانقلابية التي حدثت في تركيا العام الماضي والحملة الدعائية على قطر حاليا ليست سوى  الفصل الأخير لا أقل ولا أكثر من العملية  التي بدأت قبل أربعة أعوام.

واعتبر هيرست أن "إخراس" قطر مسألة مركزية لنجاح العملية المستمرة من أربعة أعوام متواصلة بعد دعمها المعارضة السياسية في مصر والمنطقة ومنح الربيع العربي صوتا من خلال قناة الجزيرة.

وعلى صعيد محاولة السعودية والإمارات إبعاد تهم الإرهاب عنهما قال هيرست إن المملكة العربية ودولة الإمارات كلما تمادتا مع مصر في الإصرار على أن حملتهم إنما يقصد منها وقف التمويل عن الإرهابيين كلما سلط الضوء أكثر فأكثر على تواطؤ هذه الدول مع تنظيم القاعدة ومع تنظيم الدولة ولذلك تراهم يسعون جاهدين الآن إلى التخلص من الأدلة الدامغة ضدهم من خلال كنسها تحت الطاولة.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة كشفت النقاب عن أن مصر تحفظت على مقترح للولايات المتحدة الأمريكية بإضافة تنظيم الدولة في كل من المملكة العربية السعودية واليمن وليبيا وأفغانستان والباكستان إلى قائمة الأمم المتحدة للجماعات والأفراد المشمولين بالحظر ثم عادت وأعاقت المقترح تارة أخرى في شهر مايو / أيار.

ولفت هيرست إلى أن هتاف البعض اليوم لعودة مبارك أو حتى ابنه جمال  أمر لا مفارقة فيه لأن الناس تذكره اليوم رئيساً مؤهلاً لنظام حكم الأقلية مقارنة بالسيسي المرتشي والأحمق والمخضبة يداه بالدماء.

وعلى صعيد العائلة المالكة في السعودية قال هيرست إن روبرت باير العنصر السابق في السي آي إيه والذي ألف كتاباً حول عائلة آل سعود وقدر أفرادها بثلاثين ألفا قال إن ما بين عشرة آلاف واثني عشر ألفاً يتلقون رواتب تتراوح ما بين 800 دولار و 270 ألف دولاراً في الشهر وهذه الأرقام عمرها 14 عاماً ولربما ارتفعت بشكل كبير منذ ذلك الوقت.

وأضاف: "يمكن للمرء أن يلقي نظرة على تكاليف معيشة العائلة السعودية من خلال الأرقام السحرية المتغيرة لدخل الحكومة حسبما ورد في الكتاب السنوي للسلطة العامة للإحصاء في تحقيق استقصائي نشر في شهر مايو / أيار لكن المؤكد أنهم لا ينفقون هذا المال على شعبهم بل تجدهم يبحثون باستمرار عن مصادر أخرى للدخل مثل العمال الأجانب.

وأوضح أن الأثرياء والمتنفذين في السعودية بدلاً من الاستثمار في الشعوب اختاروا الاستثمار في القمع وبعد أربعة أعوام بات ملايين الناس من أهل السنة يعانون من التشرد وتحولت الموصل المدينة الثانية في العراق إلى ركام.

وأضاف: "وانتشر وباء الكوليرا في اليمن على عتبة الباب السعودي وبعد دمار شامل حاق بالبلاد خلال 27 شهراً من الحرب التي يشنها تحالف الرياض قتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص وشرد ما يقرب من 3.1 مليون إنسان في داخل البلاد بينما يعاني 14.1 مليون نسمة من نقص في الغذاء".

وتساءل هيرست في مقاله: "هل أصبحت الحدود الجنوبية للمملكة أكثر أمناً بعد كل هذا القتل والدمار؟ وهل يشعر اليمنيون بأنهم مدينون للسعوديين أو الإماراتيين بعد ما مروا به من تجارب؟؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل