المحتوى الرئيسى

في مقال بخط اليد.. د. فاروق الباز يكتب لـ «صدى البلد» في ذكرى 30 يونيو

06/29 13:57

بدأ دعمي لثورة شباب مصر فور اندلاعها في يناير 2011.. سبب ذلك أنني كنت أشعر أن شعلة الحضارة انطفأت وازداد الركود الفكري والسياسي والاقتصادي.. وكنت أعتقد أن هذا الوضع لن يستمر.

ذكَّرني بذلك أحد هؤلاء الشباب أثناء إحدي محاضراتي العامة في "ساقية الصاوي".. وأثبت أنني كنت أنتظر قيام الثورة حيث قرأ في صفحة 164 من كتاب عن "ممر التنمية" الذي نشر في عام 2007 ما جاء عن ذكر مصر كما يلي:

"بين آونة وأخرى تخبو فيها شعلة الحضارة وينطوي شعب مصر علي نفسه وكأنه في غيبوبة لا يعي بما يدور حوله في العالم.. ولكن سرعان ما يفيق هذا الشعب العظيم من الغثيان وبنتفض بكل حيوية ونشاط لكي تتوهج شعلة الحضارة مرة أخري في أرض مصر".

كان دعمي للثورة الشبابية يشمل علي الحث للفكر فيما بعد الثورة، أي أين ومتي وكيف يتم التخطيط لليوم الذي تستتب فيه الأمور بعدها.

للأسف لم تمكن الشباب من وضع مخطط عملي لمنهج العمل بعد نجاح الثورة.. لذلك انتهي الأمر بالتخبط ونجاح الإخوان المسلمين في مسك زمام الأمر وزاد حكمهم الطين بلة.

انتفض شباب مصر مرة أخرى لتصحيح الوضع والتفت حولهم جموع الشعب الغفيرة في كل ربوع الوطن في 30 يونيو 2014.

دعمت القوات المسلحة شعب مصر بالكامل وتدخلت للحفاظ علي الناس والمؤسسات.. لم يكن تدخل جيش مصر غريبًا لأن لهذا الجيش تاريخ طويل في حماية أهل مصر وأرضها.

ربما يلزم التطرق للعلاقة الفريدة بين أهل مصر وجيشها.

منذ عهد قدماء المصريين كان الجيش ممثلا لكل فئات المجتمع لأن التجنيد كان إجباريًا منذ ذلك الوقت.. هذا يعني أن كل عائلة مصرية لها أفراد خدموا أو يخدمون أو سوف يخدمون في القوات المسلحة.. مثلاً أخين كانوا أكبر مني سنا كانوا ضباطًا بسلاح المدفعية وأخين أصغر مني تدربًا بالجيش قبل العمل في مؤسسات مدنية.. لذلك فإن جيش مصر يمثل أهل مصر جميعًا ويلتزم بحماية شعبها وأرضها.. ربما كان هذا هو السبب الأساسي في أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتغير دودها منذ 5000 عام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل