المحتوى الرئيسى

«يوسف الصديق»: مأوى الكلاب الضالة.. والأهالى يقطعون «ساعتين سفر» للوصول إلى أقرب مستشفى

06/29 10:28

مركز ومدينة يوسف الصديق، الذى يمتد على مساحة 62 فداناً، ويبلغ قاطنوه أكثر من 800 ألف نسمة، لا يوجد به مستشفى أو عيادة خاصة أو صيدلية واحدة، الأهالى يصفون رحلات الموت التى شهدوها وهم ينقلون أولادهم إلى مستشفى الفيوم العام وأبشواى المركزى، الذى يبعد مسافة أكثر من ساعة أو ساعتين بالسيارة، فى ظل عدم توافر وسائل مواصلات، بينما يمر أهالى يوسف الصديق يومياً على مبنى ضخم بُنى بأحدث تصميم وأعلى تكلفة، ليكون صرحاً طبياً ينقذ آلام المرضى، ولكنه تم هجره لأسباب غير معلنة، وتُرك ليكون مأوى للكلاب الضالة.

«سمية»: وعدونا يبقى أحسن مكان فى الفيوم.. لكنه الأسوأ.. و«إيمان»: «الوحدة الصحية مافيهاش دوا سخونية والمركز مافيهوش عيادة دكتور أو صيدلية»

مستشفى يوسف الصديق يجاور مبنى الإدارة الصحية، واجهته من الرخام، مكون من 4 طوابق شديدة الاتساع، ينظر له الأهالى بحسرة، بعدما صرحت وزارة الصحة بأنه لا توجد خطة لافتتاحه أو تجهيزه بأجهزة طبية، وذلك بالرغم من الملايين التى تم إنفاقها على المبنى لافتتاحه.

تقول عائشة أبوالوفا، من الأهالى، تجلس على مصطبة أمام بيتها ويحيطها 4 أطفال، «الأول كنا بنروح الإدارة الصحية، علشان فيها وحدة فى الدور التانى، كنا بنقطع تذكرة بـ3 جنيه، والدكتور يبص على العيل ويكتبله العلاج، بقالهم شهرين معندهمش هناك ولا علاج ولا كشف، والله بنحلم يفتحوا لنا المستشفى ويرحمونا».

بينما تقول «سمية»، التى تقف بجسد نحيل تحمل طفلها وتمسك بطفلين آخرين، «هنا فيه مشروع خريجين الشباب فى يوسف الصديق، وعدونا إنها هتبقى أحسن مكان فى الفيوم، بقت أسوأ مكان ومصنفة كمنطقة نائية تبع وزارة الصحة، المستشفى كان ناقصها بس الأجهزة لما اتسابت واتهجرت من غير حراسة، اتسرق منها محولات الكهربا وكل حاجة وبقت محتاجة أضعاف التكلفة اللى كانت هتتصرف، علشان كده محدش من وزارة الصحة عايز ياخد فيها قرار».

تقاطعها إحدى جاراتها التى تقوم بغسل الأطباق أمام بيتها، «أنا لسه جاية من الوحدة الصحية مقفولة، ملقتش دوا سخنية للعيل، الوضع ده بقاله شهرين، وكل يوم يقولوا هنجيب من الفيوم، ونطلع للمدير منلاقيهوش أصلاً، ولو لقيناه بيقول احنا بيتصرف لنا أقل نسبة أدوية باعتبار إنها وحدة صحية».

تضيف إيمان، سيدة أربعينية، والأم لـ5 أبناء، والجدة لـ4 أحفاد، «عيل لسه بيحبى حاجة لدعته، علشان ننقله للفيوم العام أخدنا عربية أجرة ساعتين، هنا البيوت فى الطل فيه أطفال بتموت بالليل ومبتلاقيش حد ينجدها، مركز كامل فيه عشرات الآلاف مفيهوش عيادة دكتور ولا صيدلية ولا مستشفى، الحكومة سايبانا هنا نموت، اللى محتاج يغسل كلى بيتعذب واللى عنده الكبد والميّة ملوثة والعيال بتمرض».

تجلس «عطيات» سيدة فى الستين من عمرها، على سلالم بيتها المكون من دور واحد، ويحيطها أحفادها، مرتدين ملابس متسخة، يتكوم الذباب على وجوههم ويغطى أعينهم، تقول، «الصيدلية الوحيدة فى المركز اتقفلت، العيال بتتعب مرة جبنا عربية بـ100 جنيه علشان نوصل لأبشواى، وفيه عيال ماتت قبل ما نروح ننقلها»، تضيف عطيات أنها كسيدة مسنة تعانى من أمراض الضغط والسكر، تشعر بالتعب والإعياء ولا تتمكن من خوض رحلة طويلة إلى مستشفى أبشواى المركزى، الذى يعد أقرب مكان لهم ويبعد نحو 70 كم، ولذلك كانت تعتمد على أدوية بسيطة تحصل عليها من الوحدة الصحية ولم تعد متوفرة، وكذلك الصيدلية الوحيدة فى مركز ومدينة يوسف الصديق تم غلقها، تضيف، «بقيت راقدة أصرخ أول امبارح، بدور على برشامة ضغط، ورابطة راسى ومرمية على السرير».

تحكى «عطيات» عن معاناتها، حيث تقوم بتربية أولاد ابنها بعد وفاته، بينما يعمل بقية أبنائها الـ5 فى الزراعة وأعمال حرفية بسيطة، تقول، «احنا هنا منسيين خالص، الناس مش عارفة تعيش ولا تصرف على عيالها ولا تدفع تكاليف مواصلات وعلاج، وهنا المواصلات مش متوفرة، لما حد بيتعب بالليل بنطلع نخبط على جار عنده «فيسبة» أو موتوسيكل، ياخد العيان وراه ويسعفه».

بعد الحصول على شهادات الأهالى لما يعانونه من انعدام الخدمة الصحية، كانت زيارتنا للإدارة الصحية فى مركز ومدينة يوسف الصديق، حيث تقع فى الدور الثانى الوحدة الصحية التى تشمل تنظيم الأسرة وطبيب أطفال، فى الساعة 11 ظهراً، خلت الوحدة الصحية من أى أطباء، غرفة تنظيم الأسرة مغلقة، وكذلك الصيدلية المختصة بصرف العلاج، ولم يوجد طبيب واحد فى الوحدة الصحية، كما لم يوجد مدير الإدارة الصحية، للحصول منه على معلومة واضحة تتعلق بسبب غياب صرف الأدوية للأهالى منذ شهرين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل