المحتوى الرئيسى

بعد ظهورها في الساحل.. كيف تعاملت "البيئة" مع أزمة قناديل البحر؟

06/28 16:43

بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، اتجه الكثيرون إلى الشواطئ لنيل قسط من الراحة بعيدا عن زحام القاهرة والعمل، إلا أنه أحيانا "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، حيث هاجمت أعداد من قناديل البحر المصطافين بشاطئ الساحل الشمالي.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا وأخبارا بظهور تلك القناديل على شاطئ البحر المتوسط، ما دفع وزارة البيئة للتعامل مع تلك الأزمة المفاجئة.

وأصدر المهندس أحمد سلامة رئيس قطاع حماية الطبيعة بالوزارة، بيانا، في الثانية فجرًا، وأكد فيه أن الوزارة شكلت مجموعة عمل علمية متخصصة في مجال علوم البحار، لبحث ظاهرة وجود بعض أنواع قناديل البحر بساحل البحر المتوسط، والوقوف على أسبابها، وكيفية التعامل معها.

وأضاف سلامة، أن مجموعة العمل تنسق مع الوزارة، وفرع جهاز شؤون البيئة في الإسكندرية، والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية لمتابعة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن نوعية القناديل الظاهرة في البحر تبين أنها مسجلة به منذ عقود على مستوى إقليم البحر المتوسط، وأنه جرى تسجيل ظهور هذا النوع خلال هذا العام في موسم الشتاء في لبنان، وإسرائيل، وقبرص.

"ظاهرة غير مسبوقة".. وصف أطلقته الوزارة في بيانها على ظهور تلك القناديل بشكل مفاجئ، مضيفة: "أنه ازداد امتداده الجغرافي على الساحل المصري حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط ولكنه امتد مؤخرا إلى الساحل الشمالي الغربي".

وواصل: "هذه الظاهرة تستدعي مزيدًا من الدراسة على مستوى إقليم البحر المتوسط، لا سيما أن مصر مشتركة في شبكة رصد القناديل البحرية بالبحر المتوسط، والتي تشرف عليها المفوضية الأوروبية لحماية البحر المتوسط، وتتخذ من إمارة موناكو في فرنسا مقرا له".

ولم يغفل بيان الوزارة توضيح نوعية تلك القناديل، وأنها من نوع Rhopilema nomadica، قائلا إنها تعتبر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض، وتساعدها تيارات الماء على الانتقال من مكان إلى آخر، وتتغذى بشكل عام على بيض ويرقات الأسماك، كما أنها تتغذى على الهائمات الأخرى من العوالق البحرية الحيوانية، وعادة تظهر خلال فترات الصيف نظرًا لوفرة الغذاء، كما أنها غذاء لبعض الكائنات الأخرى مثل السلاحف البحرية، وبعض الأنواع القليلة من الأسماك، وأنه يعيش في أسراب، ويمكن العثور عليهم في جميع بحار ومحيطات العالم بصورة طبيعية.

وبعد مرور ساعة واحدة، أصدرت وزارة البيئة بيانًا آخر توضح فيه أسباب انتشار القناديل، مشيرة إلى أنها تتزايد خلال فترات الصيف والفصول ذات الحرار المرتفعة، لوفرة الغذاء المناسب لها بتلك الفترات، وتجمعها للتكاثر حيث إن موسم التكاثر خلال فصلي الربيع والصيف، إضافة إلى التغيرات المناخية، والتي تعتبر ذات تأثير مباشر لارتفاع درجات حرارة المياه، وبالتالي وجود بيئة ملائمة لتواجده لفترات أطول، فضلًا عن زيادة نسبة الملوثات العضوية في المياه والشواطئ، والانخفاض المتزايد للمفترسات الطبيعية للقناديل.

وأكد البيان، أن القناديل الموجودة في المياه المصرية لا تمثل خطرا جسيما على الإنسان، وأن خطورة اللسعات تتوقف على مدى اتساع موقع الإصابة ومدة التصاق هذه الحيوان بالجلد وحساسية الفرد المصاب، وأنه من الضروري توعية الأطفال بعدم لمسها وتجنب حملها.

كما أوضحت أعراض لسعة قنديل البحر، وطرق الإسعافات الأولية لها.

وأشارت الوزارة، إلى أنه في حالة وجود استفسار أو بلاغ يرجى التواصل على الخط الساخن لوزارة البيئة رقم 19808، أو على "واتس آب" رقم 01222693333، مع بيان موقع البلاغ.

وحافظت الوزارة على التواصل مع المواطنين للتعامل مع الأزمة، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث ردت على العديد من الأسئلة التي دونها أفراد الشعب المصري، بشأن سر كثافة ظهور القناديل في ذلك الوقت وسبل التعامل مع لسعاتها والإسعافات الأولية لها، مشيرة إلى أن النتائج وردودها على المواطنين تأتي بناء على دراسات من لجنة مكونة من خبراء وباحثين بجهاز شؤون البيئة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل