المحتوى الرئيسى

«قمر»: سنعلن مصر خالية من الأمية عام 2019.. ونسعى لمعادلة الشهادة بالابتدائية.. وعدد الناجحين فى محو أميتهم بسيط لا يوازى طموحاتنا

06/26 10:00

أكد الدكتور عصام قمر، رئيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار، القضاء على الأمية فى مصر خلال عامى 2018، 2019، وقال إن هناك تعليمات عليا بالقضاء على الأمية فى أسرع وقت، موضحاً أن هناك خطة قومية لتحقيق هذا الهدف معروضة الآن على وزير التربية والتعليم، وأضاف «قمر»، فى حواره لـ«الوطن»، أن كل المؤسسات الحكومية من وزارات وهيئات إلى جانب مؤسسات المجتمع المدنى، ستشارك فى محو الأمية، ولن يقتصر الأداء بهذه المهمة، على جهة محددة واحدة، لافتاً إلى أن الهيئة دورها يتمثل فى التنسيق وتقديم الخبرة والمشورة.. وإلى نص الحوار:

■ ما خطتك لمحو الأمية؟ وما الذى تحقق فى برنامجها خلال الفترة الماضية؟

- توليت رئاسة الهيئة فى يناير 2017، وقرار إنشاء الهيئة ينص باختصار شديد على أن لنا دوراً تنسيقياً وإشرافياً، وأن كل مؤسسات الدولة، سواء مؤسسات حكومية، أو مجتمع مدنى، تتضافر وتتشابك من أجل محو الأمية فى مصر، وبالتالى إن كان هناك قصور فى قضية محو الأمية فى مصر، فهناك قصور فى جهود هذه الجهات المشاركة سواء مجتمع مدنى أو حكومية، نحن هنا لنا دور تنسيقى، نقيم أداء، نمتحن، نعطى شهادة، نتابع، نحن بمثابة بيت خبرة ومشورة فنية، لكن العمل التنفيذى فى العملية التعليمية بفصول محو الأمية، معنى به كل الجهات المشاركة معنا، سواء حكومية أو مجتمع مدنى.

رئيس «محو الأمية» لـ«الوطن»: الفقر أبرز الأسباب.. والتسرب يزيد المعدلات

■ قلت إنه طالما أن النسبة لم تقل عن ذى قبل فهناك قصور، فلماذا لم تضع الهيئة خطة محكمة للتعامل مع ذلك؟

- نسبة الأمية فى مصر 20.4%، بما يعادل 12 مليوناً، منهم 8 ملايين إناث، و4 ملايين ذكور، وهذا الرقم لا يمثل هذه النسبة المئوية، وأقول لكم إن هذا سببه أننا نتعامل مع الفئة العمرية بداية من 15 عاماً، فيما فوق، هذا هو الشخص الأمى فى التصنيف الذى تعمل وفقاً له الهيئة، أما الشخص الأقل من 15 عاماً، فالمدارس النظامية لا تقبله، وإنما المدارس المجتمعية، وتخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، وفى هذا الصدد لدينا 3 أنواع من المدارس، مدارس صديقة الفتاة، مدارس الفصل الواحد، المدارس المجتمعية، وهذه هى المعنية بعلاج هذا الأمر، أما 15 عاماً فما فوق، فيدخل فى إطار تخصصنا نحن، ومن تاريخ إنشاء الهيئة فى 94، وحتى اليوم، لا نستطيع أن ننكر أن هناك جهوداً مبذولة، لكنها ليست الجهود المنشودة، ففى عام محونا أمية 200 ألف دارس، وأكثر من عام حققنا فيه أعلى مستهدف، محونا أمية مليون وشوية، لكن هل هذا هو المطلوب، أن ننتظر 20 عاماً حتى نمحو أمية المصريين، من تاريخ عمل الهيئة الفعلى فى 94، وحتى 2017، ونحن نعانى من الأمية بهذا الشكل، لا، لازم نقف جميعاً، مؤسسات حكومية ومجتمع مدنى، ونفكر نعمل إيه فى محو الأمية، يشجعنا أيضاً وجود إرادة وعزيمة وقوة سياسية للقضاء على الأمية فى أسرع وقت، نتعاون مع القوات المسلحة، والشرطة، والمؤسسات والجمعيات الأهلية، وكل الوزارات الحكومية تقريباً، لإعلان خطة قريباً لمحو الأمية فى مصر، ونستطيع أن نعلن مصر خالية من الأمية عام 2018، 2019، ولنقول إننا محونا الأمية فى مصر، فلا بد أن نصل للصفر الافتراضى، وهو 7%، وهى النسبة العالمية للإعلان عن محو الأمية فى أى دولة، ونسعى فى عام 2019، 2020، لمحو هذه النسبة الـ7%، بحيث نصل لأقل نسبة ممكنة من الأمية فى مصر.

■ ما منابع الأمية فى مصر؟

- هناك 3 منابع، الآباء والأمهات فى القرى والنجوع والريف، لا يذهبون بأبنائهم للمدارس، لعدم وجود عائد مجزٍ للتعليم، ولما يشاهدونه من عدم توظيف وتعيين أصحاب الشهادات، حيث إننا فى وضع اقتصادى صعب منذ فترة طويلة، ويقولون: «نشوف لهم شغلانة أفضل، يجيبوا لنا بها فلوس»، أما المنبع الثانى فهو التسرب، يعنى إحنا شغالين بنمحو أمية الناس، وفيه تسرب شغال من الناحية التانية، الابتدائى والإعدادى، والمتسرب بعد فترة معينة يعد أمياً، المصدر الثالث، الارتداد للأمية، الدارس بيكون له دورة 3 أو 6 أو 9 شهور، لتعلم مهارات أساسية، القراءة والكتابة، والحساب، وبمجرد تعلمه ذلك، ويحصل على شهادة محو الأمية، خلاص لم يعد لنا علاقة به، كان هذا يحدث فيما مضى، وبعد سنة أو اثنتين، يرتد للأمية مرة أخرى، لأنه لم يمارس العملية التعليمية، فهو يتعامل مع التعليم على أنه مرحلة مؤقتة، وليست مستدامة، فبعد فترة يرتد للأمية مرة أخرى.

كل الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى ستشارك فى محو الأمية.. ودورنا التنسيق وتقديم الخبرة والمشورة.. والناس بتتعاير بأميتها.. والراغبون فى محو أميتهم أقلية ويحتاجون إلى وسائل لتحفيزهم.. والتسرب من التعليم والارتداد إلى الأمية يزيدان الأزمة تعقيداً.. بقالنا أكتر من 20 سنة والأمية بتزيد

■ ما الذى تقومون به الآن؟

- لدينا 27 فرعاً فى 27 محافظة، وكل فرع يرأسه مدير عام، وكل فرع يتبعه مجموعة إدارات، ولدينا 235 إدارة، تقود عملاً يكاد يكون عمل وزارة تربية وتعليم، على التوازى مع الوزارة الرسمية، وهناك هيكل إدارى من 8 آلاف موظف، منهم 5 آلاف معلم مثبت، و41 ألف معلم متعاقد عمالة موسمية، كل هؤلاء يعملون ويرشدون وينسقون فى العملية التعليمية لمحو الأمية.

■ لماذا لم تقل نسبة الأمية بشكل كبير عن تاريخ إنشاء الهيئة؟

- الناجحون فى محو الأمية كانوا عدداً بسيطاً لا يوازى طموحاتنا، وبقالنا أكثر من 20 سنة والأمية بتزيد، وعقب الثورة زادت المشاكل وواجهنا تزايداً فى النسبة، لكننا الآن نقف وقفة قوية، تدعمنا إرادة سياسية قوية للقضاء على محو الأمية، التعليم مفتاح التنمية، ولا يمكن نصعد بمصر لمصاف الدول المتقدمة، إلا إذا قضينا على نسبة الأمية، العامل المتعلم أكثر إنتاجية، والفلاح المتعلم أكثر إنتاجية، المجتمعات المتعلمة ليس بها مخدرات ولا إرهاب، ولا تحرش، التعليم هو القوة الناعمة التى فى بعض المجتمعات، أحياناً تفوق القوة الأمنية والعسكرية، العقل أغلى رأسمال بشرى، إذا خرج إنسان سوى يستطيع التعامل مع محيطه، نكون نجحنا.

■ ما الخطة التى ستسير الهيئة وفقاً لها؟

- نحن بصدد وضع خطة وسنعلنها قريباً، وكل وزارة هتشيل شيلتها بالبلدى، فمحو الأمية مسئولية كل الجهات الموجودة فى الدولة، وزارة التعليم ستمحو أمية مليون، وكذلك كل وزارة من وزارات التجارة، الصحة، الزراعة، البيئة، الشباب والرياضة، ستأخذ الجزء بتاعها.

- من خلال خطة، ليس لديك مدرسون سأحضر لك مدرسين، لو موجودين ومفيش خبرة سنزودهم بالخبرة، وسنكون بمثابة بيت خبرة أو مشورة، وفى نفس الوقت نتابع ونقيم الوضع، ونراجع مع الجهات المتحقق، ونقاط القوة والضعف، وكيف يتم علاجها، خطة عامة خاصة بالدولة ككل، ثم خطط فرعية، خاصة بكل جهة مشاركة معنا سواء حكومية أو أهلية.

■ ألا ترى أن عاماً واحداً ليس كافياً للقضاء على الأمية؟

- لدينا فى جامعة الأزهر 400 ألف طالب، لو كل طالب محا أمية 10، بذلك نمحو أمية 4 ملايين، لدينا 48 ألف جمعية أهلية فى مصر، لو كل جمعية محت أمية 100 فى السنة، بذلك يتم محو أمية 4 ملايين و800 ألف، ولدينا بروتوكولات للتعاون مع عدد من الجهات، لدينا بروتوكول مع المجلس الأعلى للجامعات، مع الأوقاف، الكنيسة الإنجيلية، وبذلك نستطيع أن نقضى على الأمية، فعلى كل منا القيام بدوره.

■ هل يتم التشاور حول هذه الخطة؟

- ليست لدىَّ معلومات عن كل وزارة، أعطيت فقط لهم حتى الآن الخطوط العريضة للخطة، حتى يستطيع كل منهم أن يدلو بدلوه فى هذا الشأن، وكل جهة تدرس ما يمكن أن تقوم به عقب تناول الخطة بشكل دقيق، وليتم محو الأمية فى قصور الثقافة، فى مراكز الشباب، فى الوحدات الصحية، إنما الهيئة بمفردها لا تستطيع القيام بذلك، فليس لديها الميزانية للقيام بذلك على مستوى الجمهورية، ولا عدد الأفراد الذين يغطون الجمهورية، لذا أعطى كل وزارة دورها، وكما نص قرار إنشاء الهيئة أنها مسئولية وواجب قومى، وكل جهة لا بد أن تشارك فيها، وبالتالى لا بد أن توظف كل جهة إمكانياتها المادية والبشرية، بالتشارك مع المجتمع المدنى، إضافة إلى قانون الخدمة العامة، وتكليف كل من يخضع لهذا القانون، بمحو أمية عشرة.

■ قلت إن الإرادة السياسية تريد إنهاء مشكلة الأمية فى مصر ولديها إصرار قوى على ذلك ضمن مشروع قومى، لماذا؟

- الإرادة السياسية تريد أن تصبح مصر أفضل دولة فى الدنيا، هتكون كده إزاى بدون تعليم، التعليم هو مفتاح التنمية فى أى بلد، لا يمكن لأى بلد أن يتقدم وهو على هذه الحالة الرثة من التعليم، والرئيس السيسى يوجهنا عبر أجهزة سيادية للعمل فى هذا الموضوع بجدية، ومؤمن جداً بهذه القضية، وتتعاون كل الأجهزة السيادية معنا فى هذا الأمر، خاصة القوات المسلحة، وعندهم جنود يحتاجون هذه الخدمة، وجنود معلمون، ويتعاونون فى الخطة أيضاً.

■ قلت إن شهادة محو الأمية ستماثل الابتدائية؟

- الشهادة الممنوحة حالياً لا تعادل الشهادة الابتدائية، ونحاول الآن قدر الإمكان أن نزود مناهجنا فى محو الأمية، وندخل جرعة تعليمية، أو مكوناً معرفياً أكبر قليلاً، بحيث إن الدارس بدلاً من أن يحصل على محو أمية أقل من الابتدائية، يحصل عليها بما يعادل الابتدائية، بحيث لو حب يكمل إعدادى أو ثانوى تكون معه شهادة، وبذلك أسد منبعاً من منابع الأمية، أنى أعطيه حافزاً للاستمرار فى التعليم، وبالتالى لا يرتد مرة أخرى للأمية، وهذا يجرنا لإنشاء وحدة لوجيستية، تساعده على استكمال تعليمه، تسهل له إجراءات ذلك، ويقدم فين ولمين، وتقدم له المشورة، لكن الناحية التعليمية تقدمها له جهة أخرى، أنا دورى فى التعليم انتهى عند هذه المرحلة، أنا أساعده فقط حتى يستمر فى التعليم.

■ هل تقدمتم بهذا المقترح للجهات المعنية؟

- هذه مقترحات تقدمنا بها للوزير، ونعمل للموافقة عليها، لأن كل مقترح سيحتاج مجموعة من التشريعات، وستتبعه إجراءات معينة.

■ تتفق مع أن الجهل نتيجة للفقر؟

- الجهل والفقر وجهان لعملة واحدة، إذا وُجد الريف وجدت الأمية، وبالتالى نسبة أعلى من الفقر، وبنسبة أعلى عند البنات، الأمية فى الحضر ضعيفة، بصى لكل المناطق النائية، والمناطق التى بها نسبة عالية من الريف، فهناك محافظات 60% منها ريف، ستجدين بها نسبة عالية من الأمية، خاصة عند الإناث، وينطبق ذلك على البحيرة تحديداً، فهى أكبر محافظة من حيث الأمية، فى بعض المناطق أجد فيها ولداً واحداً أمياً، مقابل 9 بنات غير متعلمات.

الآباء والأمهات فى القرى والنجوع لا يذهبون بأبنائهم إلى المدارس لعدم وجود عائد للتعليم.. ويقولون: «نشوف لهم شغلانة أفضل يجيبوا منها فلوس»

■ لماذا تتفاقم نسبة الأمية عند الإناث رغم تغير النظرة للمرأة مجتمعياً؟

- نحن شعب ما زالت تسيطر عليه العادات والتقاليد والقيم، البنات فى الريف تتزوج فى سن مبكرة، ويرفضون فكرة أن يعلم الفتاة مدرس، فيخضعون التعليم للقيم والتربية، إضافة إلى بعد مسافة المدارس عنهم.

■ ما دافع الفقراء للتعلم، الأولى أن نقضى على الفقر أم على الأمية؟

- فى محو الأمية لم تعد العملية عملية تعليمية بحتة، أى أن أعلم الدارس القراءة والكتابة والحساب، لا بد من توفير مجموعة عوامل جاذبة للتعليم، فأى فواعلى مثلاً يتقاضى نظير عمل 200 جنيه، لو قلت له تعالى اتعلم، هيقول أنا عندى أسرة محتاجة أروح لها آخر اليوم بأكل، وسيقول إيه اللى يخلينى أتعلم، وماذا سيجنى لى التعليم، لما أقول له أنا هعملك قرض أو مشروع صغير، أو هعلمك صنعة، هسهل لك بعض الإجراءات الإدارية، التى لن تستطيع استخراجها بنفسك، كل هذه العوامل تعتبر جاذبة، سيستجيب لى من خلالها، ويأتى لمحو أميته، وهذا هو المدخل التنموى، ونحاول اليوم تغيير النظرة التقليدية القديمة، ونتعامل مع القضية بهذا الشكل، لا سبيل للقضاء على الأمية فى مصر إلا بهذا المدخل التنموى، وقد قابلت ذلك من قبل، وجدت صاحب مصنع يعرض علينا توظيف عدد كبير من العمال الذين يمحون أميتهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل