بشير عبدالفتاح: «أردوغان» صُدم بالموقف الخليجى وانحيازه لـ«الدوحة» أغضب السعودية والإمارات
استبعد الخبير فى الشأن التركى الدكتور بشير عبدالفتاح أن تقدم دول الخليج العربى على إجراءات عقابية ضد تركيا كتلك التى اتخذتها فى مواجهة سياسات قطر، رغم الانحياز من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الواضح لـ«الدوحة».
وأوضح «عبدالفتاح»، فى حوار لـ«الوطن»، أن السبب فى الموقف الخليجى يعود إلى عدم رغبة دول الخليج فى خسارة تركيا القوة السنية فى مواجهاتها مع إيران.
الخبير فى الشأن التركى: الخليج لن يعاقب تركيا لأنه لا يريد خسارتها فى مواجهة إيران
■ ما رأيك بخصوص موقف تركيا من الأزمة الخليجية والعربية مع قطر؟
- تركيا صُدمت بالموقف الخليجى رغم أن هذا الموقف كانت له مقدمات فى 2014 بسحب السفراء، لكن تركيا لم تكن تتوقع أن الأمر سيتطور بهذه الصورة وبهذه الجدية، لذلك صدمة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان استمرت لمدة 48 ساعة دون أن يصدر أى تصريحات أو رد فعل وترك الفرصة لبعض مسئوليه أن يدلوا بدلوهم فى هذا الأمر دون أن يقدم هو على أى خطوة، انتظاراً إلى أن تبدو فى الأفق أى ملامح لتراجع مثلاً من دول الخليج أو تدخل بعض الأطراف أو أن الأزمة يتم احتواؤها، وانتظر لـ48 ساعة لا يريد أن يصدر عنه تصريح يؤخذ عليه.
■ولماذا كان هذا موقف الرئيس التركى؟
- لأن هدفه كان تسوية الأزمة مع الاحتفاظ بعلاقات تركيا المتميزة والقوية بأطرافها المختلفة، باستثناء مصر بالطبع، كان هدفه أن تكون هناك تسوية للأزمة ويظل على نفس علاقاته الاستراتيجية والعسكرية لتركيا مع «الدوحة»، وتظل المملكة العربية السعودية على نفس علاقاتها الاستراتيجية مع تركيا، والإمارات كذلك فى ظل التحسن الأخير الذى حصل فى الأشهر الأخيرة وباتجاه الصعود، هذا كان الهدف الاستراتيجى للموقف التركى، ولهذا صمت «أردوغان» فى البداية.
■وما الذى حدث فيما بعد؟
- بدأ الرئيس التركى يخرج بتصريحات عكس ذلك، ما يعنى صعوبة تحقيق هدفه، لأنه بدأ يطلق التصريحات بعد صمته ويصدر انحيازاً واضحاً للجانب القطرى، خاصة أنه فى البداية قال إنه يجب تسوية الأزمة، بدأ يقول إنه شىء ظالم وضد الإسلام وضد الإنسانية، وبدأت لغة الخطاب الرسمى التركى تتغير باتجاه الانحياز لقطر، ما ولد ردود أفعال سلبية على المستوى الشعبى فى دول مثل الإمارات والسعودية وغيرهما، بالإضافة إلى أنه اقتصادياً بدأ يبعث لقطر ما يلزمها من مواد غذائية، وعلى الصعيد العسكرى البرلمان مرر اتفاقيتين، منهما زيادة عدد القوات التركية فى القاعدة العسكرية التركية التى لا تزال قيد الإنشاء وسيكون الانتهاء منها فى 2018، وبالتالى بدأت المدرعات التركية تجوب الشوارع القطرية، والاتفاق الثانى الذى أقره البرلمان خاص بالتدريب المشترك عسكرياً وأمنياً، أى إن التحرك التركى جاء فى 3 اتجاهات، اقتصادية وعسكرية وسياسية، كلها تدعم الموقف القطرى وتنحاز إليه، وبالتالى محاولة تركيا أن تبقى على علاقات جيدة مع كل أطراف الأزمة بدت محل تساؤل إلى الآن.
أمريكا والاتحاد الأوروبى ينتظران الفرصة المناسبة لإظهار ملف «أنقرة» الأسود وتوقيت إخراجه يحتاج لحسابات معقدة
■ لكن من الواضح مثلاً من خلال تصريحات مسئولين إماراتيين فإن الموقف التركى لا يلقى قبولاً، ما رأيك؟
- العلاقات الإماراتية التركية تحديداً علاقات مرتبكة، لأن وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو تحديداً كان قد أعلن أن الإمارات كانت ضالعة فى محاولة الانقلاب التى تعرض لها «أردوغان» فى منتصف يوليو الماضى، وأنها دفعت 3.5 مليار دولار للإطاحة بـ«أردوغان»، بالطبع هذا تصريح خطير من وزير خارجية دولة بخصوص دولة أخرى، كان هناك ارتباك فى العلاقات التركية الإماراتية، بدأت تتعافى فى الأشهر الأخيرة، لكن مثل هذه التصريحات ومواقف تركيا من قطر، لا شك أنها يمكن أن تعرقل هذا التقارب.
■ وماذا عن انعكاسات ذلك على العلاقة مع السعودية فى إطار الأزمة؟
- المملكة العربية السعودية علاقتها بتركيا شهدت ارتباكاً فى الأيام الأخيرة، بسبب إعلان تركيا رغبتها فى إقامة قاعدة عسكرية على الأراضى السعودية، وهو ما رفضته المملكة بشدة، وولد رد فعل سلبياً لدى المملكة، أيضاً موقف «أردوغان» وتركيا من الأزمة مع قطر وإرسال قوات إلى قطر، هذا ساعد «الدوحة» فى الإصرار على موقفها والعناد، لدرجة أن وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى قال إن عزلة «الدوحة» ربما تستمر لسنوات، وهذا بسبب الدعم الخارجى الذى تتلقاه قطر من أطراف غير عربية مثل تركيا وإيران وإسرائيل، ما يطيل أمد الأزمة، وهذا الأمر ليس فى مصلحة أى من أطراف الأزمة. السعودية والإمارات الآن تدركان أن هناك انحيازاً وميلاً تركياً لقطر، ما أغضب الجانبين.
Comments