المحتوى الرئيسى

أندرو محسن يكتب: ريهام وحنان.. بنتين من مصر - E3lam.Org

06/24 00:05

شاركها Facebook Twitter Google +

من الملاحظات الهامة في رمضان هذا العام، تميز الأداء النسائي سواءً في الأدوار الأولى أو الثانية، في أكثر من مسلسل يمكن ملاحظة عدة ممثلات يقدمن أداءً لافتًا. من بين هؤلاء هناك حالة خاصة لاسمين، تقدم كلًا منهما 3 أدوار، وكأن كل ممثلة منهم تنافس نفسها، إذ يتنوع أداءها بين كل شخصية، بشكل يصعب معه اختيار أي أداء هو الأفضل، الفنانتان هما حنان مطاوع وريهام عبد الغفور.

على الرغم من عدم تلاقي حنان وريهام في الكثير من الأعمال، إلا أنهما التقتا في البدايات، من خلال ”حديث الصباح والمساء“ عام 2001، قبل أن تشق كلًا منهما طريقها في هدوء.

تقلبات بين أدوار البطولة والأدوار الثانية، وتواجد في أعمال مختلفة أكثرها لا يتذكرها الجمهور، وإن كان هذا لم يمنع من ظهور لافت لكلتيهما في أعمال متفرقة تنبئ بوجود موهبة هامة، تأخر اكتشافها لأسباب مختلفة.

على الرغم من التحفظ المبدئي لدى الجمهور تجاه الممثلين أبناء الفنانين، لكن لم يكن هذا موجودًا هنا.

النظر إلى الأدوار التي قدمتها حنان مطاوع منذ بدايتها، يشي بعدم رغبتها في البقاء في نوعية معينة من الأدوار، على الرغم من دخولها المبكر في عالم الأفلام الكوميدية كبطلة في فيلم ”إوعى وشك“ إلا أنها لم تستقر أبدًا في هذه النوعية، ولا حتى في دور صديقة أو حبيبة البطل.

كانت تلفت الأنظار لبعض أدوارها، لكن لسبب غير محدد تختفي مرة أخرى، حدث هذا مع دورها في فيلم ”قص ولزق“، لم يكن دور بطولة، لم تظهر صورتها على الأفيش، لكنها نجحت في تقديم الشخصية الصعبة بشكل ذو حضور داخل الفيلم، وبعده اختفت مجددًا.

إجمالًا، وعلى الرغم من محاولاتها المتكررة في السينما، لم تكن السينما حليفتها، في حين كانت شاشة التلفزيون، أكثر إخلاصًا لموهبة حنان مطاوع.

ذهن المشاهد لا يحتفظ سوى بأعمال محددة، ومن خلالها يعرّف أي فنان، لا يهمه متى كانت البداية الحقيقية، فالبداية الحقيقية لدى المشاهد هي للدور الذي أحب الفنان خلاله، يمكن القول أن هذا الدور هو نيرمين في ”ونوس“ لكن تجدر بنا العودة سنتين إلى قبل ”ونوس“.

مع فريق العمل نفسه، عبد الرحيم كمال مؤلفًا وشادي الفخراني مخرجًا، ومن بطولة يحيى الفخراني أيضًا، قدمت مطاوع دورًا هامًا في مسلسل ”دهشة“، الابنة الشريرة رابحة، رابحة كانت شخصية شريرة وأنانية دون مواربة، ليس في دواخلها الكثير، فقط تدعي الحب أمام والدها، كان من السهل أن تقدم الكثير من الفنانات هذه الشخصية، ومن السهل أن ننساهن أيضًا.

كعادتها، تلبس حنان روح الشخصية، وهو ما يمكن أن ندركه فقط بأخذ صورة لها في شخصياتها الأخيرة ووضعها بجوار بعضها، وسندرك كم يعبر وجهها عن شخصيتها. لهذا قدمت من خلال رابحة تجسيدًا للشر الخام، غير المختلط بأي عواطف أخرى، لتصدر لنا شخصية نخشى أن نقابلها بالفعل.

نعود إلى ”ونوس“، للمرة الأولى يدرك المشاهدون أن هناك ممثلة قوية هي حنان مطاوع، ساهم في نجاحها بالطبع معدلات المشاهدة الجيدة التي صاحبت العمل، على الرغم من كونه أقل فنيًا من سابقه، إلا أن الجمهور أحبه، ولما كانت حنان مطاوع تقدم شخصية لها الكثير من الأبعاد الواقعية، المطلقة التي لديها طفل تخشى عليه من النسمة، ولديها إيمان يصل إلى حد الهوس بالسحر والحسد والأعمال، فقد كان مطلوبًا منها أن تجسد الشخصية بالشكل المطلوب، وهو ما قد كان، لينتهي الجمهور من المسلسل مرددًا ”منك لله يا هالة“ جملتها الشهيرة.

لهذا لم يكن تألق حنان مطاوع في أدائها في العام الحالي استنثائيًا، بل اجتهادها في تجسيد الشخصيات المختلفة أمر اعتادت عليه بالفعل، لكن تأخرت المشاهدات المناسبة فقط.

اللافت للنظر بالأكثر هذا العام هو تقديم شخصيتين من مستويين اجتماعيين مختلفين تمامًا، في ”هذا المساء“ هي عبلة ابنة المنطقة الشعبية، في ”حلاوة الدنيا“ هي سارة الفتاة ذات المستوى المادي المرتفع. كذلك طبيعة الشخصيتين تباينت، فالأولى سيدة منفصلة عن زوجها تشعر بالانكسار الدائم، بينما في ”حلاوة الدنيا“ هي مطلقة أيضًا لكنها تبث البهجة في كل من حولها، عبلة سيدة تتحمل المسؤولية، سارة امرأة لا تحمل الهم وتفضل إلقاء التبعية على أي شخص آخر.

انتهى الأمر بالجمهور يحب الاثنتين، لتأخذ حنان مطاوع خطوة كبيرة في التقرب من المشاهدين، خطوة انتظرتها ربما أكثر من اللازم، ولكن عليها أن تحسن استغلالها لاحقًا.

اختارت ريهام عبد الغفور منذ بدايتها الكثير من الأعمال التي تبدو فيها عوامل النجاح، انتقلت جيئة وذهابًا بين أدوار البطولة والأدوار الثانية، لكن الكثير من رهاناتها لم يحالفها الحظ.

لم تكن مشكلة ريهام عبد الغفور هي مستوى الأعمال التي تشارك فيها في حد ذاتها، فقد شاركت في أعمال جيدة بالفعل مثل ”ملاكي إسكندرية“، لكن المشكلة هي بقاءها دائمًا حبيسة دور صديقة البطل أو البطلة، جميلة الملامح المسالمة، صاحبة رد الفعل وليس الفعل، دائمًا وأبدًا، هكذا يمكن مشاهدة الكثير من الأدوار لها تشبه بعضها، وبالتالي لم تقدم الأداء الذي ينجح في لفت الأنظار لموهبة مختلفة.

لكن الممثل الموهوب هو من يستطيع استغلال الفرص جيدًا، وهذا ما فعلته ريهام عبد الغفور مع الدور الذي يعد شهادة ميلاد حقيقية لها، دورها بدرية في مسلسل ”الريان“ قبل هذا المسلسل، كان آخر شخصية يمكن تخيل ريهام عبد الغفور تؤديها هي شخصية المرأة القوية المتسلطة، الأستاذة في تدبير المكائد، لكنها نجحت في التحرر من القالب التقليدي الذي وُضعت فيه وقدمت أداءً لفت الأنظار لها، أخيرًا تعرف المخرجون أن هناك موهبة اسمها ريهام تستطيع تقديم الأدوار المختلفة وليس اسمها ”صديقة البطل“.

كان هذا بمثابة التمهيد لنشاهدها تقدم ابنة الفتوة المملؤة بالكره والغل في ”حارة اليهود“ في 2014. على الرغم من محاولات التنوع المختلفة لريهام لاحقًا، إلا أننا يمكن أن نلتفت إلى مشهد شرفي وحيد في مسلسل ”أفراح القبة“ لفتاة عابثة تلتقي بها إحدى شخصيات المسلسل وهي تدخن السجائر في الحمام، مشهد وحيد، لم يكن له الكثير من التأثير على دراما المسلسل ككل، لكن كان له بالنظر إليها، إذ تقدم شخصية محايدة، ليست طيبة أو شريرة، ليست بريئة أو شيطانة، اللافت في هذا الدور أنه على بساطته قدمته بهدوء أفضل من أدوار كاملة وضعتها في قالب تقليدي.

في رمضان الحالي تقدم ريهام عبد الغفور 3 شخصيات مختلفة، إذ تظهر في ”الزيبق“ بدور الزوجة المكسورة لكونها لا تنجب، في ”رمضان كريم“ هي الشابة الوفية لوالديها، وللتقاليد العامة، وتنتظر الزواج من الشخص غير المناسب، بينما هي في ”لا تطفئ الشمس“ الدكتورة التي كرست حياتها للعم حتى إنها لا تهتم بأي شيء آخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل