المحتوى الرئيسى

متقل ام بيد زوجها اثناء دفاعها عن ابنها

06/23 00:32

عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساء، فإذا بصوت صراخ يقطع سكون الليل، فكلما يعلو صوت الصراخ يعلو معه أصوات السياط «الكرباج»، ذاك الصراخ الذى أيقظ النيام، وجعل قاطنى الشارع يهرولون إلى مصدره، فإذا بسيدة ترتدى جلباباً أسود، ووشاحاً لونه وردى، وتستغيث بجيرانها «أنقذونى أنقذونى» فقد فرت هاربة إلى الشارع، وما أن وقعت على عتبة أحد الجيران وسمعوا الضجة هرعوا لنجدتها.

انهارت على الدرج وأصبح صوت الصراخ مبحوحاً، تخرج الصرخة من حلقها كسكين يقطع لحمها، لا تستطيع النطق، كانت منهارة منهكة، عيناها يكسوهما اللون الأحمر ذابلتان، تطوقهما هالتان زرقاوان، وبشرتها شديدة الزرقة، ممتلئة حزناً أصبحت بلا حراك، وكأنها لفظت أنفاسها الأخيرة، فى هذه الأثناء حملها بعض جيرانها  مسرعين إلى المستشفى إلا أنها فارقت الحياة قبل وصولها. 

«ولاء»، تبدو أكبر من سنها الذى قارب على الأربعين، مطلقة ولديها بنت وولد أراد القدر السيئ أن ترتبط مرة أخرى بأحد جيرانها ويدعى «نور. ع» فى منتصف الثلاثينات، بعد محاولات مضنية ومتكررة، وافقت وأخذت معها أولادها من طليقها إلى منزل الزوجية الجديد، أملاً فى حياة سعيدة فقدت رونقها فى زوجها الأول.

ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فعلى مدى تسع أعوام اتخذت فيها «ولاء» من الصبر سلاحاً لمواجهة أفعال زوجها الصبيانية التى حولت حياتها إلى جحيم أملاً فى تربية أبنائها الخمسة بعد أن أنجبت ثلاثة أبناء من الجانى، والتى لا تملك من الدنيا سواهم.

وفى بيت أشبه بالزنزانة المغلقة ذاقت فيها العذاب ألواناً، تتعرض فيها إلى كافة أساليب وجرائم التعذيب التى لا مثيل لها، تحملت فيها «ولاء» ما لا يطيقه بشر، فضلاً عن أن زوجها حرمها من حقوقها فى الحياة وراح يلهث وراء شراء المخدرات وإدمانه وسرقة السيارات، فكان لا يمتهن أى مهنة، وهى من تعمل ليلاً ونهاراً ما بين «بيع حلويات أمام المدارس نهارًا، إلى بيع الشاى فى الشوارع حتى منتصف الليل»، لم يكن ذلك فحسب بل كان ابنها «سيف الدين» ذو الثلاثة عشر عامًا، من طليقها السابق هو من يصرف على المنزل مستقلاً «توك توك» يستولى «المتهم» على إيراداته كل يوم لشراء المخدرات، بل إنه جعل الطفل هو من يجلبها له.

استمرت الأيام وشبح الجوع والتعذيب يلاحقها، اختار القدر أن ينال الجانى  جزاءه ففى يوم الحادث اتصل الجانى بابن زوجته وقال له «لو ماجبتش فلوس هاموتك، أنت وأمك وهاعلقك على باب البيت»، وعاد إلى المنزل بدون نقود بسبب عطل فى التوك توك وقام بتنفيذ تهديده وأخذ فى لكمى وركلى فى معدتى وأثناء تدخل والدتى، جذبها من شعرها ،وموجهًا لها ضربات مبرحة، ثم أحضر «غلاية» المياه وقام بسكبه على رأسها، واستمر فى ضربها على رأسها، لم يكتف بذلك فقام بإحضار الكرباج، واستمر فى الضرب على جميع أنحاء جسدها، ومنع أي أحد من الدخول علينا حتى شقيقه «الذى حضر ليمنعه من قتل أمى»، وقال لها «لو صرختى هولع فيكى»، وأثناء فتح الباب ركضت أمى تستنجد بالجيران لكنها وقعت على عتبة أحدهم، وعلمت بعد ذلك أنها فارقت الحياة، وأثناء هذا قام القاتل بتهديدى وقال لى «انت لازم أموتك انت الوحيد اللى شفت الواقعة ولازم أموتك» وحاول إلقائى من أعلى سور المنزل إلا أننى استطعت الفرار منه ذاهباً إلى جدى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل