المحتوى الرئيسى

نبرة حسنين.. مصرية ُقتلت في فيرجينيا الأمريكية

06/22 18:18

حالة من الغضب أعقبت مقتل فتاة مصرية الأصل تعيش في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ففي مساء الأحد، عثرت الشرطة الأمريكية على جثة الفتاة "نبرة حسنين" التي تنحدر من النوبة ملقاة بالقرب من بحيرة راكدة، بعدما تعرضت لاعتداء من أحد الأشخاص أثناء سيرها مع صديقاتها عقب أدائهن صلاة التراويح في مسجد بمدينة ستارلنج.

نبرة حسنين، فتاة أمريكية مسلمة ذات أصول مصرية نوبية، تبلغ من العمر 17 عامًا، وتدرس في مدرسة "جنوب البحيرات الثانوية" في ريستون، بعد أن استقرت أسرة الفتاة للعيش في الولايات المتحدة منذ 18 عامًا.

وبحسب تقارير الشرطة الأمريكية ومسؤول عن المسجد، فإن حسنين كانت تسير مع مجموعة من 4 أو 5 فتيات بعد خروجهن من المسجد، عندما فوجئن بشخص يسب ويشتم، فهربن خوفًا عائدات إلى المسجد، بينما سقطت "نبرة" في يده بعدما سقطت على الأرض لتتلقى منه عدة ضربات على رأسها بـ"مضرب بيسبول"، حسبما أوردت تقارير الصحافة الأمريكية.

لم تتمكن صديقاتها من العثور عليها بعد ذلك، وقال المسجد في بيان إن سلطات مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا بدأت على الفور بحثًا موسعًا لتحديد مكان الفتاة المفقودة، بينما استمرت الشرطة في البحث عنها في مقاطعتي فيرفاكس ولودون، حتى عثرت الشرطة على القاتل بعدما ارتابت في تصرفاته.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن الشرطة قولها "أثناء البحث عن الفتاة ارتبنا في سيارة تسير بشكل غريب، وطلبنا من السائق التوقف ثم احتجزناه وتبين أنه يدعى داروين مارتينيز توريس، 22 عامًا، تم توجيه تهمة القتل له بعدما وجدنا آثار دم في سيارته.

وبعد ذلك، عثرت الشرطة على جثة يعتقد أنها للضحية في بركة تبعد حوالي 5 كم عن موقع الحادث، ليتعرف القائمون على المسجد، وأقارب الفتاة على الجثة والتأكد من أنها نبرة حسنين.

استدعى هذا الحادث المأساوي موجة انتقادات ساخطة من قبل المواطنين، حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن المحققين يعتقدون أن هذه الجريمة الوحشية قد تكون بدافع الكراهية، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".

لكن في بيان صادر عن شرطة مقاطعة فيرفاكس، أكدت أنه "لا توجد في المرحلة الراهنة أي مؤشرات على أن هذا الحادث المأساوي كان جريمة كراهية، ولم يتم الكشف عن أي أدلة على أن هذا القتل ارتكب لأسباب جنسية أو دينية، واتضح أن المشتبه به استشاط غضبا نتيجة لخلاف مروري، وذلك ما دفعه إلى ارتكاب القتل".

فيما أعرب والد القتيلة في حديث إلى صحيفة "واشنطن بوست" عن قناعته بأن ابنته قتلت لأسباب دينية، قائلا: قتلها لأنها مسلمة، وهذا ما قلته للضابط. لماذا طارد فتيانا يرتدون الملابس الإسلامية...؟ لماذا اعتدى بالضرب على ابنتي بعد وقوعها أرضا؟ لماذا؟ هذا الشاب لم يكن معروفا لنا، وهو لا يعرفنا".

وقالت والدة حسنين إن المباحث قالت لها إن "هذا العمل الإرهابي هو ناتج عن ملابس ابنتها وارتدائها للحجاب".

وتزايدت جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال 2015 و2016، بنحو 584% مقارنة بالأعوام السابقة، وفقًا لدراسة قدمها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير".

وفي جنازة نبرة، أمس الأربعاء، حضر قرابة 5 آلاف شخص من المسلمين وغير المسلمين، بحسب وكالة أسوشيتد برس التي أشارت إلى أن موتها أثار مخاوف مجتمعها في ولاية فيرجينيا على سلامتهم وأمنهم.

ولفتت الوكالة إلى أن جميع المشاركين في الجنازة تركوا سياراتهم وقطعوا مسافة 1.5 كيلومتر على أقدامهم حتى وصلوا إلى المسجد الذي كانت تصلي فيه قبل موتها.

وكانت نبرة حسين تتميز باللطف والانفتاح على الآخرين أثناء مشاركتها في الخدمات العامة، وفقًا للوكالة، التي أشارت إلى قول محمد مجيد، داعية إسلامي، أثناء وقوفه للصلاة على جثمانها: "لا يوجد شيء يمكن أن يشبه فقد الابن؛ خاصة عندما يتم بالطريقة التي ماتت بها نبرة".

ولفتت الوكالة إلى أن الآلاف الذين حضروا الجنازة عبروا عن تضامنها، مشيرة إلى أن الجموع المشاركة تسببوا في تعطيل حركة المرور لمسافة تزيد من الكيلومتر.

وتابعت: "غالبية الحضور كانوا مسلمين، لكن كان هناك مشاركين مسيحيين ويهود في الجنازة، وقال رزوان جاكا، رئيس مجلس إدارة مسجد آدم سنتر، إن الجنازة حضرها أشخاص من كل الديانات للتعبير عن تضامنها مع أسرة نبرة، مشيرًا إلى أن ما حدث كان أمرًا مروعًا.

وقالت الوكالة إن الشرطة تواصل التحقيق في الحادث، لكنها لم تجد حتى الآن أي دليل على أن داروين مارتينيز توريس، 22 عامًا، قد ارتكب الحادث بدافع الكراهية ضد المسلمين، مضيفة إلى أنه يواجه تهمة القتل من الدرجة الثانية. ولفتت إلى أن هناك شكوك حول إمكانية أن يكون توريس مواطن سلفادوري دخل أمريكا بطريقة غير شرعية.

وتنديدًا بالحادث الشنيع، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان الثلاثاء، إن الوزارة تتابع عبر السفارة المصرية في واشنطن، حادث اختطاف ومقتل المواطنة المصرية "نبرة حسنين".

وأكد أبو زيد، على أن السفارة المصرية في واشنطن تواصلت فور علمها بالحادث مع أسرة الضحية والشرطة في إطار متابعة التحقيقات الجارية بشأن الحادث، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية ستتابع التحقيقات من أجل التوصل إلى الجاني ومحاسبته.

وأعرب المتحدث، عن خالص التعازي لأسرة الضحية، داعيًا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيدة برحمته.

وحددت المحكمة جلسة 19 يوليو المقبل للحكم على المتهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل