المحتوى الرئيسى

مع ماجدة خير الله: “ظل الرئيس”.. أعاد ياسر جلال لمنطقة النور

06/22 10:19

300 كلمة مع ماجدة خير الله:

دراما رمضان فرصة جيدة لظهور مواهب جديدة فى كافة عناصر العمل الفنى، أو لتألق بعض المواهب وتأكيد وجودها على الساحة، وأحيانا ما تكون فرصة لإعادة اكتشاف المخزون الفنى الذى يحمله بعض الفنانين الذين كنا نعتقد أنهم ذهبوا إلى منطقة الظل.

وفى الحقيقه أن ياسرجلال أحد أهم العلامات الإيجابية التى ظهرت فى دراما رمضان لهذا العام من خلال مسلسل “ظل الرئيس” الذى شارك فى كتابته محمد إسماعيل أمين وتامر عبد الحميد، وأخرجه أحمد سمير فرج.

المثير للإعجاب أن ياسر جلال إستطاع أن ينفض عن كاهله اتربة الزمن، وبدا وكأنه شخص آخر غير هذا الذى بدد أجمل سنوات عمره فى أفلام نادية الجندى الاستهلاكية، التى لن يذ​كرها التاريخ إلا بكونها دليلًا على بداية مرحلة انهيار السينما المصرية، ربما اعتبرها ياسر جلال وسيلة لحصوله على فرصة بطولة سينمائية، وهو إغراء صعب مقاومته وقع فيه كل من أحمد زكى ومحمود عبد العزيز، ولكنهما تداركا الأمر سريعًا وانسحبا من عالم نادية الجندى بعد فيلم واحد لكل منهما، بينما وقع فاروق الفيشاوى ومحمود حميدة، فتأجل إنطلاقهما الفنى.

أما ياسر جلال الذى جاء فى الأواخر، ليحصد كل مرارة الحصرم مع انتهاء زمنها، فكاد ينتهى معها، لولا العناية الإلهية التى حملت له فرصة أخرى لبطولة فيلم “شجيع السيما” التى أفسدها أحمد آدم، ثم نال فرصة أفضل فى فيلم “الفرح”، ورغم صغر حجم الدور إلا أنه كان لافتًا للنظر.

ولأن ربك قادر على كل شىء وأعاد للوجود الممثل الأمريكي مايكل كيتون بعدما كان قد سقط فى هوة النسيان لأكثر من تسعة عشر عاما، ولكنه فاجأ الجماهير ببطولته لفيلم “بيردمان” الذى رُشح عنه للأوسكار في عام 2014 وتلاها بترشيح عن فيلم “سبوت لايت”، وقدم بعد ذلك أداء ملفتا فى فيلم The founder.

لكن قد يكون الأمر أكثر صعوبة فى السينما المصريه التى لا تعترف إلا بالنجوم الشباب فقط، حتى لو كانوا ضعاف الموهبة، ولذلك جاءت عودة ياسر جلال وانطلاقته الثانية من خلال الدراما التليفزيونية ومع مسلسل مُحكم الصنع “ظل الرئيس”، الذى تدور أحداثه حول يحيى “ياسر جلال” الذى كان ضمن فريق الحراسات الخاصة لمبارك، وتم استبعاده بعد محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، فانتقل للعمل فى أمن الدولة، ولكن هذا التاريخ نعرفه ضمن حديث الآخرين عنه، ويبدو أن كفاءته ونزاهته قد أكسبته عداوة الزملاء قبل الأعداء، وكما قال له زميله حازم “محمود عبد المغنى” وهو يزوره بعد إصابته فى حادث أدى لغيبوبة، أنك تكاد تقترب من الكمال بحيث تجعلنا نبدو فى حالة مزرية مقارنة بك، إنت محدش بيحبك والناس كلها عايزة تتخلص منك حتى أهلك!

مع الحلقات الأولى يتعرض يحيى لمحاولة اغتيال عندما تطارده سيارة بها مجهولين يوجهون له رصاص رشاشاتهم فتكون النتيجة مقتل طفله وزوجته، وهو الحادث الذى قصم ظهره وأصابه بحزن شديد لم يبرح نفسه.

قدم المخرج أحمد سمير فرج مشاهد جنازة الطفل وإصرار الأب المكلوم على دفن طفله وحبيب قلبه بنفسه بحرفية وتفاصيل دقيقة تخلع القلب وتبروز مشاعر الممثل بحيث يظهر فى قمة الانهيار والثبات معًا، وتنطلق الأحداث فى عدة خيوط وخطوط تتصاعد وتتشابك لتتساقط الجثث وتتكشف بعض الحقائق داخل الأجهزة الأمنية المتصارعة، من خلال علاقة المال والسلطة بمساندة الفساد الذى يعشش فى معظم مؤسسات الدولة، ليؤكد أن عصر مبارك ترك لنا إرثا من العفن ضرب فى معظم مفاصل الدولة.

يحتفظ المسلسل بكثير من الأسرار ولا يكشف كل أوراقه، إلا كلما دعت الحاجة، وقد وصلنا إلى الأيام الأخيرة من رمضان والمسلسل قارب على الانتهاء وكان لابد وأن نكتشف أن حازم “محمود عبد المغنى” الصديق الأقرب ليحيى متورط فى محاولة إغتياله، ولكن لاتزال هناك الكثير من الأحداث الغامضة تركها المسلسل لحلقاته الأخيرة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل