السعودية وقطر وكرة القدم | المصري اليوم

اتسعت دائرة المواجهة السعودية مع قطر من السياسة والاقتصاد والإعلام، وانتقلت مؤخرا إلى ملاعب كرة القدم ومبارياتها وشاشاتها.. ووفقا لما أعلنته الصحافة السعودية أمس الأول.. فقد قامت السعودية بتشكيل لجنة تضم أربعة مسؤولين.. لم يتم الإعلان عن أسمائهم، لكن تمت الإشارة إلى أن أحدهم مسؤول فى الاتحاد السعودى لكرة القدم، والثانى خبير اقتصادى، والثالث والرابع من رجال القانون.. وستصبح مهمة هذه اللجنة إعداد ملف كامل ضد قناة «بى إن سبورت» القطرية وممارساتها الاحتكارية، والتعامل مع بث المباريات والبطولات بقواعد سياسية، ووفقا للعلاقات بين قطر وأى دولة عربية أخرى.. ولأن قواعد الفيفا ولوائحها تمنع ذلك الاحتكار والتعامل التليفزيونى وفق حسابات سياسية.. فستقوم هذه اللجنة السعودية بتقديم هذا الملف لـ«الفيفا»، تمهيدا للمطالبة بإنهاء تعاقد «بى إن سبورت» سواء الخاص بحقوق نهائيات كأس العالم أو مختلف البطولات الأفريقية.. وبالتأكيد لايزال مبكرا جدا الحكم على هذه اللجنة السعودية وما قد تنجح فى تحقيقه..

لكنها المرة الأولى على الأقل التى يكون فيها من يقرر خوض الحرب ضد الاحتكار والاستغلال الكروى دون انفعالات صاخبة وزائفة ودق طبول جوفاء على الطريقة المعتادة مصريا وعربيا.. المرة الأولى التى يكون فيها خبراء اقتصاد وقانون فى قضية كروية، وألا يتسابق هؤلاء الخبراء وراء كل صحيفة أو شاشة قبل أن ينجحوا فى تحقيق أى شىء.. وبالرغم من أن الدافع الأساسى وراء تشكيل هذه اللجنة وما ستقوم به وتقدمه كان الخلاف الحاد بين السعودية وقطر، إلا أن القضية بالفعل أكبر من أى خلاف سياسى، وقد كتبت عنها كثيرا قبل أن يقع أى خلاف أو صدام هناك على شطآن الخليج.. وأقول ذلك حتى لا يتعامل أى أحد تلقائيا مع الأمر على أنه خلاف كروى سعودى قطرى، فيكون هناك من يتعاطف مع السعودية ويؤيدها، وهناك فى المقابل من يقف فى الناحية القطرية.. إنما هناك بالفعل مظالم طالت كل مشاهد كروى عربى ولم تكن كل تعاقدات «بى إن سبورت» فوق مستوى الشبهات.. أى أنها قضية تخصنا هنا فى مصر أيضا بشكل مباشر جدا مثلما تخص كل البلدان العربية التى باتت تتحكم «بى إن سبورت» فى مزاجها الكروى وتستغل احتكارها لكل البطولات لتفرض أسعارها وسياسات بلدها أيضا..