المحتوى الرئيسى

طارق التلمسانى.. التوريث الحلال!! | المصري اليوم

06/21 00:57

الفن والوراثة مأزق صار كثيراً ما يلقى بظلال سيئة على الحياة الفنية برمتها، بعد أن اكتشفنا تقريباً أن كل الآباء صاروا يورثون المهنة لأبنائهم، الأمر يحمل نوعاً من العدوى تؤثر سلباً على الخريطة الفنية، إلا أن ذلك لا يمنعنى من أن أذكر تلك الحقيقة، وهى أن الأمر لا يخلو أيضاً من توريث حميد حلال، «جينات» نراها فى بعض العائلات ترتبط عادة بنوع محدد من الإبداع.

من أشهرها عائلة التلمسانى، الأشقاء الثلاثة: كامل مخرج روائى، وحسن مصور سينمائى، وعبدالقادر مخرج تسجيلى.

امتدت الموهبة للجيل التالى مع طارق التلمسانى الذى حصل مؤخرا على جائزة التفوق فى التصوير، هو ابن حسن أشهر مصورى السينما التسجيلية، والمكتبة تحتفظ وأيضاً تدين بالكثير لهذا الرجل الذى منحنا توثيقا بالصورة يشهد على تاريخ مصر المعاصر قبل وبعد ثورة يوليو 1952.

تشرّب طارق المهنة، فكان هو المصور الأول على خريطة أهم المخرجين فى السينما التسجيلية والروائية.. عمه «عبدالقادر التلمسانى» أسند له تصوير أفلامه الأخيرة، وبعدها بدأ فى السينما الروائية ثلاثة أفلام متتابعة للمخرج محمد خان «خرج ولم يعد» و«مشوار عمر» و«يوسف وزينب».. ثم الفيلم الذى حقق قفزة إبداعية على مستوى الصورة، حيث إن الإضاءة لعبت دور البطولة «الطوق والأسورة» لخيرى بشارة، نقطة فارقة جداً فى مشوار طارق، ثم مجددا مع بشارة وبطولة فاتن حمامة فى فيلمها «يوم حلو ويوم مر».. المؤكد أن «فاتن» أرادت أن تتغير إبداعياً ولهذا رحبت بالمخرج خيرى بشارة، وهو بدوره رشح طارق، أكبر تحد واجهه هو كيف يحظى بثقة فاتن حمامة؟ فاتن تجمعها ثنائية مع مدير التصوير وحيد فريد، صاحب القسط الأكبر من أفلامها، أدركت «فاتن» أن عليها أن تخوض التجربة حتى نهايتها، وأنها طالما وافقت على أن تقدم سينما مع «بشارة» فإنها ينبغى أن تكمل الطريق، تذكروا اللقطات الداخلية الحميمة الدافئة داخل هذا البيت الفقير المتهالك فى شبرا.. كيف عبّرت الإضاءة عن معاناة فاتن، ومع «سعاد حسنى» فيلمها الأخير «الراعى والنساء» لعلى بدرخان، و«سعاد» أيضاً لديها مدير تصوير حميم ودائم، محسن نصر، ولكنها قررت أن تتعامل مع طارق، لا أنسى لقطة غضبها فى حجرتها كيف عبرت عنها تفاصيل الإضاءة على وجهها.

«طارق التلمسانى» تجد على خريطته كمدير تصوير النسبة الأكبر من الأفلام المصرية المهمة فى الخمسة والثلاثين عاما الأخيرة، كما أنه أخرج فيلما واحدا (ضحك ولعب وجد وحب)، ورغم كل التعضيد النقدى الذى حظى به، افتتح به مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1993، إلا أن طارق كما قال لى راض عنه بنسبة لا تتجاوز 30%.

عم والده هو الداعية الإسلامى عمر التلمسانى. سأله طارق فى منتصف الثمانينيات: «هل الفن حرام؟!» أجابه ساخراً: «حمار مين قالك كده؟»، سألت طارق قبل سبع سنوات عن الإيمان فى حياته، قال لى: «بينى وبين ربنا علاقة خاصة أشعر أنه قريب منى مثلما أنا قريب منه.. ربما ليس هو إيمان الشعائر، إنه إيمان التقرب والتوحد مع الله!!».

قلت له: ما هى البطاقة التى سوف تحملها لتدخل تاريخ الإبداع السينمائى، مصوراً أم مخرجاً أم ممثلاً؟.. أجابنى: الوقوف وراء الكاميرا مصوراً عشقى الأول.. لكنه ليس الوحيد، فسوف تجدنى أمارس الخيانة، أقف وراءها مخرجاً مرة، ومرات أقف أمامها ممثلاً!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل