"حمدي" يبيع الكعك والبسكويت قطاعي: "خلِّي الكل يدوق"

"عايزة بـ5 جنيه كعك و3 جنيه بسكويت"، كلمات عفوية خرجت على لسان سيدة أربعينية، بعدما أصر طفلها الذي لم يتجاوز الـ7 سنوات على شراء بعض الكعكات، انتفض على أثرها "حمدي" من مجلسه، ممسكاً في يديه كيسين، يضع فى كل منهما ما تريده، لتغادر محله مرددة "ربنا يباركلك يا شيخ حمدي ويفرح قلبك بحق الأيام المفترجة دي".

"كل منطقة وليها وضعها، والناس هنا ظروفها المادية على قدها، فلازم نراعى ده عشان الكل يشتري"، يقولها حمدي سيد، صاحب مخبز بمنطقة بولاق الدكرور، مضيفاً: "الأسعار زادت عن السنة اللي فاتت والناس نفسها تفرّح عيالها وما أقدرش أكسف حد أو أقول له معنديش وخاصة أن ده موسم وبنستناه من السنة للسنة".

اعتاد "حمدي" منذ سنوات طويلة بيع الكعك والبسكويت بالتجزئة لأهالى المنطقة بعد انتهاء الموسم، إذ يتخلص مما تبقى بمحله من مستلزمات العيد بيبعه للأطفال بأى سعر، لكن ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الماضى دفعه إلى بيعها قطاعى مع بداية الموسم، بحسب كلامه: "لو فضلت أستنى الزبون اللي هياخد بالكيلو والاتنين مش هبيع، لأن أغلب الناس لما بتعرف الأسعار بتصرف نظر إنها تشتري، لكن إحنا كده بنمشي حالنا بدل ما الحاجات تتركن وفى نفس الوقت الكل هيدوق حاجة العيد".

ويتابع "حمدي"، الذى يعمل بالمخبز بجانب عمله فى أحد مكاتب المحاماة، حديثه قائلاً: "بنحاول نعوض ده بإننا نوفر العمالة وبدل ما نجيب صنايعية باشتغل وإخواتي بنفسنا فى الفرن، وبنقسمها ورديات ما بيننا، كل واحد بيقعد 12 ساعة أو أكتر فى المحل على حسب الشغل، والمكسب يتوزع علينا".