المحتوى الرئيسى

دستور يا أسيادنا: المسجد الكبير.. والحريق الكبير | المصري اليوم

06/20 02:00

- «شكراً رمضان».. «رمضان أنقذ حياتنا» هذه بعض مقولات لسكان «برج جرينفل- Grenfell Tower»، غرب لندن.. وهذه لم تكن عبارات في برنامج تليفزيوني مثلاً، بل هي لمواطنين انجليز، كادوا يموتون حرقًا في مسكنهم بالبرج، لولا قيام بعض الشباب المسلم الصغير الذي كان عائداً من الصلاة بالمسجد «صلاة الفجر».. بإنقاذ كل سكان هذا البرج الكبير، والناس نيام وقت الفجر، حيث قام هؤلاء الشباب بطرق كل الأبواب وإيقاظ السكان، وإلا لتضاعف أعداد الموتى والضحايا، ويشهد معظم السكان كيف انه للحظ السيئ، لم يكن هناك أي إنذار للحريق «بالبرج» ولولا شهامة هؤلاء المسلمين الصغار، وحملهم المياه لإطفاء هذا الحريق، لكانت كارثة بشعة بكل المقاييس..

- إلى هنا والأمر يبدو منطقيًا، يتسق وأخلاق وشهامة أي مسلم، وطبعًا لكونهم يعيشون في لندن، فهم بالنسبة لأهلها جالية- عليها العين- مرصودة، وبالنسبة لهم حادث ايجابي وسلوك محترم في إطار اتهام المسلمين بالإرهاب في حوادث أخرى كثيرة ومتعددة.. وهذا بالتأكيد يشير لمعاني وقيم محترمة يحفرها المسلمون هناك أمام كل الدعايات المضادة، وحركات التطرف والإرهاب من الجانب الأخر، الذي غالبًا ما يكون نوع من الرد على الحوادث الكبرى الإرهابية في بلدهم.

- على النقيض.. حادث غير منطقى.. وغير مبرر يفصله ساعات قليلة عن ذلك الحادث وفى العاصمة البريطانية أيضًا ولكن شمالها، حيث قام إرهابى يمينى، عنصرى، متطرف، يعانى من الإسلاموفوبيا بدهس المسلمين خارج مسجد «فينسبرى بارك Finsbury-park» وهو ما يطلق عليه المسجد الكبير حيث كان المصلون المسلمون خارجون لتوهم من صلاة التراويح، فإذا بسائق سيارة «أتوبيس صغير» مجنون يصرخ بهيستريا وهو يهجم على المسجد: «سأقتل جميع المسلمين».. فليكن مجنون- ولكنه في النهاية إرهاب.. ونحن بالتأكيد نراه إرهابًا غير مبرر..

- وسالت دماء المسلمين على أرصفة واسفلت لندن دون رحمة وقتل من قتل، وأصيب من أصيب ما ذنب هؤلاء؟ وبأى ذنب قتلوا؟ وهم خارجون من صلاة التراويح.. لا إجابة إلا أن الإرهاب هو الإرهاب في لندن في باريس في مصر في سوريا في العراق في أمريكا الإرهاب لا دين له ولا ملة..

- وربما هذا ما يؤكد ان الجميع لابد وان يضعوا أيديهم في ايادى بعضهم البعض للحفاظ على امن الإنسانية، ولابد من وقف حملات تشويه الإسلام بسبب وبدون مبرر حتى ان البعض أصبح يقرن الإسلام بالإرهاب، وهذا تضليل متعمد والجميع يعرف ان الإسلام لا يمكن ان يحرض على أذى الغير وليس قتله..

- في حادث المسجد الكبير أو جامع فينسبرى بارك لم نقرأ عنوان واحد لأى صحيفة محترمة هناك عن ديانة «الجانى» كما يفعلوا مع المسلمين، ولم يصف الحادث أحد بأنه «إرهاب» حتى ان رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى قالت عن حادث الدهس البشع انه ربما يكون حادث إرهابى محتمل!! ولكن لم تخرج الأقلام لتسب ديانة السائق أو تصفه بالإرهابى!!

- رغم ان إمام الجامع «فينسبرى بارك» قام بحماية السائق حتى لا يقتله المسلمون المعتدى عليهم مناشداً فيهم قيم الحضارة بان يسلموه للشرطة ولا يقتلوه..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل