المحتوى الرئيسى

أحمد عبد الغني يكتب: نشرة البهجة لصاحبها عمر طاهر - E3lam.Org

06/20 00:50

شاركها Facebook Twitter Google +

عمر طاهر وأحمد عبد الغني

أن تكتب عن قيمة وعلامة مميزة فى تاريخ الأدب فى مصر شىء عظيم وجليل .. وأن يكون هذا المارد عمر طاهر .. هو أمر أعظم وأشد وأصعب .. أمر فيه حرج وقد لا أستطيع أن أوفيه حقه .. ولكننى سأحاول بقدر أستطاعتى أن أكتب عنه ولو شىء بسيط .. عسى أن يدخل هذا الأمر السعادة والبهجة له كما يفعل هو لنا فى كل يوم فى أيام رمضان ..

عمر طاهر .. صانع البهجة فى العصر الحديث .. صانع السعادة بمنتهى البساطة والهدوء بدون تكلف وبدون أغراض ولا أطماع فى مناصب أو مكافآت أو هدايا أو منح وجوائز .. هو فعلا صانع البهجة والفرحة لملايين من المصريين لأنه فعلا واحد منهم يشعر بهم .. وبأحزانهم وباحتياجاتهم .. لم يعطه الناس تفويض ليمنحهم السعادة وإنما هو يفعل ذلك من تلقاء نفسه .. من أجل إسعاد الآخرين وهذه نعمة لو تعلمون عظيمة أن تسعد الآخرين بقدر المستطاع ..

عمر طاهر .. شاب مصرى جميل من صعيد مصر الأصيل وهو يفتخر بذلك .. لايتحدث كثيرا عن نفسه .. كم من التواضع الجميل والبساطة تجدها فى عينيه وفى كلامه وفى مصافحته للكل وفى حديثه مع الآخرين .. عرفته منذ ما يقرب من عشرين عاما .. كنا زملاء وأصدقاء فى كلية التجارة الخارجية فى الزمالك معا .. كان يعمل فى صمت .. كان يبنى سلم المجد وحده .. بينما كنا نحن نلهو ونلعب ونخرج مع البنات .. كان هو يجتهد ويكافح من أجل العل فى الصحافة واحتراف الكتابة والأدب .. كان يكتب فى مجلة نص الدنيا مع العملاقة سناء البيسى ولم يكن يتباهى أو يفتخر بذلك فى وقت كان أى شخص بيعمل مجلة حائط بيفتخر بيها وبيتغر وبيمشى بين الناس بالخيلاء .. لكن عمر لا .. لم يفعل ذلك .. كلنا كنا بنذاكر محاسبة وإدارة .. وهو كان بيذاكر صحافة ويكتب ويقرأ ويتابع الأدب فى وقت كانت الكتب محدودة ودور النشر معدودة على اليد الواحدة والصحف والمجلات عددها قليل جدا مقارنة بهذا الوقت .. كان عمر بيكافح علشان يكون واحد من الكتاب اللى اسمهم بينزل فى الصحف والمجلات .. كان بيشق طريقه فى صمت .. كان عنده هدف وبيسعى جاهدا أنه يحققه .. كان عنده أمل وبيعافر علشان يحققه .. على عكس ناس كتير من أبناء جيله .. أنا وغيرى كتير كنا بنذاكر وبس .. كنا بنخبط فى الدنيا وبس .. أما هو كان مركز .. دخل الكلية علشان المجموع ومكتب التنسيق وبس .. عرف أنها بلد شهادات ففكر أنه يأخد شهادة وبس .. أما فنه ومواهبه وأدبه وعلمه وتفكيره كله فكان فى اتجاه آخر .. كان فى كيفية تنمية موهبته والحفاظ عليها .. كان فى كيفية الوصول لهدفه والحفاظ على تلك الموهبة وهذا الفن .. اجتهد ولكل مجتهد نصيب .. اجتهد حتى أصبح عمر ما هو عليه الآن .. أصبح قدوة لجيل كامل .. حمل راية الساخرين ولواء الأدب الساخر واستلمه من جيل العملاقة أحمد رجب ومحمود السعدنى ..

عمر طاهر .. أصبح رائد الأدب الساخر فى العصر الحديث فى مصر . . ظهر فى وقت كان فيه العملاقان أحمد رجب ومحمود السعدنى .. وشاب مثله فى مقتبل العمر قد يخاف ويخشى ويهرب من المواجهة إلا أن إصراره وثقته فى نفسه دفعته للاستمرار والتفوق .. دفعته لمزيد من الجهد والعمل حتى أصبح علامة مميزة فى هذا المجال .. ورغم أنه يرفض التصنيف فى الأدب وتقسيمه بين ساخر وغير ساخر .. إلا أنه يستحق أن يكون فى مكانة مميزة وفى موقع خاص فريد به ..

عمر طاهر الذى عزف بكلماته على أوتار الزمان فأخرج لنا أبدع الألحان وأخرج لنا أعظم الأعمال التى أثرت فى جيل كامل وغيرت فيه وغيرت من اتجاهاته فى القراءة .. عمر طاهر الذى دفع عجلة الثقافة وقذف بحجر فى الحياة الثقافية الراكدة وغير من مفاهيم القراءة والثقافة والأدب فى مصر بصورة عامة .. تحول الجيل من قراءة رجل المستحيل وملف المستقبل فقط .. إلى قراءة كابتن مصر وشكلها باظت .. جيل كان يبتعد عن القراءة والثقافة .. كان يبتعد عن أدب أنيس منصور وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ .. فجذبه عمر بكتاباته وأدبه السهل الممتنع .. جذب عمر جيل بأكمله ليمسك الكتاب مرة أخرى ويدخل المكتبات مرة أخرى للبحث عن الكتب .. فتقع عيناه على كتب توفيق الحكيم ويمسك بيده كتب عمر طاهر ويقرر شرائهما .. لينطلق ليقرأ لعمر طاهر وبلال فضل ومصطفى محمود وعلاء الأسوانى ومحمد سلماوى وغيرهم .. أطلق عمر الشرارة لمحبى القراءة .. فأنطلقوا من خلفه .. وأطلقها أيضا لمحبى الكتابة والمبدعين فأنطلقوا فى إبداعاتهم وتعددت الأقلام من بعده .. لكنه بقى على وضعه .. حالة خاصة يكتب فى منطقة أخرى بعيدا عما يكتب فيه الأدباء والكتاب الشباب .. ابتعد عن الرومانسية والحب والعشق والخيانة والغدر .. وكتاب رصف مصر ..وصنايعية مصر وإذاعة الأغانى .. كتب عن مصر والمصريين وتاريخهم وعظمتهم ومجدهم الذى طالبهم بالمحافظة عليه .. كما طالب بالمحافظة على أرضها وحدودها وترابها ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل