المحتوى الرئيسى

عزومة الرئيس! | المصري اليوم

06/19 22:42

كان السؤال منذ أول لحظة: مَن هؤلاء؟.. كيف وصلوا للرئيس؟.. وكيف تم انتقاؤهم؟.. هل الأجهزة هى التى اختارت رجالها؟.. هل هم جنود أمن مركزى، أم يعملون فى الجيش والشرطة؟.. هذه الأسئلة وغيرها ترددت على ألسنة الحاضرين فى إفطارات حضرها صحفيون وكتاب كبار.. الدهشة كانت على وجوه الجميع.. لا أحد لديه فكرة كيف تم ترتيب اللقاء؟.. المفاجأة أنهم كانوا بشراً عاديين لا تعرفهم الرئاسة!.

وفى تراثنا نعرف أن هذه اللقاءات مصنوعة.. تدبرها أجهزة الأمن.. فى هذه المرة لا هى مصنوعة ولا مدبرة.. ناس عادية عزمت الرئيس، فرد الرئيس العزومة.. تمنوا أن يعزموه فعزمهم.. وتحدث معهم فى كل شىء.. احترم حقهم فى المعرفة.. كأنه يتكلم مع كبار الكتاب.. قال لا نريد أن نشكك فى بعضنا.. كأنه يشير إلى اللغط حول قضية تيران وصنافير.. جيناتهم الحضارية اشتغلت، بغض النظر عن مستوى التعليم!.

والمفاجأة أنهم كانوا من ضيوف مبادرة أطلقتها «المصرى اليوم».. كانوا بسطاء.. ليس لهم فى السياسة، وليس لهم إلا فى لقمة العيش.. أصبحوا نجوماً تتهافت عليهم الفضائيات.. تحدثوا فى كل شىء بالنيابة عنا.. كانوا أفضل من أى مؤتمر صحفى، تعقده مؤسسة الرئاسة.. عبروا عن المواطنين فى قضية تيران وصنافير، وأزمة قطر، وقضيتى الإرهاب والبطالة.. قال النقاش للرئيس: إحنا غلابة يا ريس!.

تخيلوا كيف أصبحوا «متحدثين رسميين» على بساطتهم؟.. نقلوا لقاء الرئيس دون تزويق أو ترتيب.. طالبوا بضرورة التصدى للفساد.. فلم يقل لهم أحد: لا تتكلموا بعد الإفطار مع أحد.. تركوهم كما يحبون.. عرفنا من تكلم منهم وفيم تكلم؟.. عرفنا من فجر قضية الأسعار والمعاشات.. عرفنا من لم يتكلم ليترك الفرصة لغيره.. فى اللقاءات الرسمية، كل واحد يريد أن يقول نحن هنا.. هؤلاء الناس تحدثوا بتحضر شديد!. ولو كان اللقاء يجمع الرئيس بصحفيين وإعلاميين، ما خرج اللقاء عن هذه الأمور.. المواطن المصرى ناصح وواع.. يعرف ما يحيط به دون أن يتفلسف.. يعرف كيف يتكلم؟.. ومتى يتكلم؟.. يعرف أيضاً مكانة رمز الدولة.. لا ينسى للسيسى أنه أنقذ مصر.. ولا ينسى أنه أعاد لها هيبتها.. كيف أصبحت آمنة مستقرة؟.. لكنه يطلب حياة أفضل.. ولا يعنى هذا أنه ضد الرئيس.. ولا يعنى هذا أن شعبية الرئيس انهارت!.

كان ضيوف الرئيس على الإفطار يمثلون عينة حقيقية للشعب المصرى.. عينة مختلفة ينقصها فقط الفلاسفة والنخبة والمتفذلكون.. مواطنون من حى الأسمرات ومصر القديمة، ومن المحافظات بنى سويف ودمياط.. لا يعرفون بعضهم، لكن يجمعهم حب الوطن.. ولو كان أى واحد مكانهم، ما كان له أن يقول أكثر مما قالوا.. هؤلاء يعيشون كل هموم المصريين.. وقد لاحظوا أن الرئيس يعيش هذه الهموم أيضاً!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل