المحتوى الرئيسى

احاديث شق صدر الرسول عليه السلام | المصري اليوم

06/19 00:47

هناك الكثير من الأحداث التي يتخذها البعض مثارا لنقد السنة النبوية وهى في غالبها تدور حول الرسول- عليه السلام- منها مدى صحة حادثة شق صدر الرسول- صلى الله عليه وسلم- فبعض المستشرقين، وأذيالهم من أعداء السنة المطهرة ينكرون الشق الحسى لشق صدر رسول الله، فبعض المستشرقين مثل «نيكولوسون» يرجعه إلى حالة عصبية كانت تنتابه صلى الله عليه وسلم- في فترات وهناك «شبرنجر» يؤيده أيضاً ويتلمس مخرجاً لظهور هذه الحالة عنده، فيعللها بأنها موروثة له عن أمه بسبب الرؤيا التي كانت تراها أثناء حمله… وما هي إلا من قبيل الخرافات وهو يقصد أن أمه آمنة كانت مصابة بداء الصرع. وهناك من المسلمين من يريد التأكد من مدى صحة الأحاديث الواردة بهذا الصدد مع العلم أنًّ أكثرها عن حليمة السعدية التي توفيت قبل البعثة. ولكن اتفقت كتب الحديث على صحة أحاديث شق الصدر فعن أنس- رضي الله عنه: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل- عليه السلام- وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج القلب، واستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمهُ (أي ضمّ بعضه إلى بعض) ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسمعون إلى أمه، فقالوا: إن محمداً قد قُتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره. وعن عتبة بن عبدٍ السلمي أن رجلاً سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زاداً، فقلت: يا أخي، إذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم .فأقبلا يبتدراني فأخضاني فبطحاني إلى القفا، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء بردٍ فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذرّاها على قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه، اجعله في كفه، واجعل الفاً من أمته في كفه، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي، أشفق أن يخرعليّ بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقاً شديداً، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت عليّ أن يكون ألبس بي، قالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيراً له فجعلتني على الرحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيتُ، فلم يرعها ذلك، فقالت: أني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام. ولهذا الحديث شواهد الصحة والحسن. وهناك من يشكك في حدوثها المرة الثانية في ليلة الإسراء والمعراج مثل ابن حزم وعياض، وادعيا أنها تخليط من «شريك» يقول ابن حجر: «وقد استنكر بعضهم وقوعَ شَقِّ الصدر ليلة الإسراء، وقال: إنما كان ذلك وهو صغير في بني سعد، ولا إنكار في ذلك، فقد تواردت الروايات به. وثبت شقُّ الصدر أيضًا عند البعثة كما أخرجه أبونعيم في "الدلائل"، ولكل منها حكمة؛ فالأوَّل وقع فيه من الزيادة كما عند مسلم من حديث أنس: "فأخرج علقةً، فقال: هذا حظُّ الشيطانِ منك". وكان هذا في زمن الطفولية، فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان، ثم وقع شقُّ الصدر عند البعث زيادة في إكرامه ليتلقَّى ما يُوحَى إليه بقلب قويٍّ في أكمل الأحوال من التطهير، ثم وقع شقُّ الصدر عند إرادة العروج إلى السماء ليتأهَّب للمناجاة، ويُحْتَمَل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرَّة الثالثة كما تقرَّر في شرعه- صلى الله عليه وسلم- ويُحتمل أن تكون الحكمة في انفراج سقف بيته الإشارة إلى ما سيقع من شقِّ صدره، وأنه سيلتئم بغير معالجة يتضرَّر بها. وجميع ما ورد من شقِّ الصدر واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة ممَّا يجب التسليم له دون التعرُّض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك، قال القرطبي في (المفهم): "لا يُلْتَفَتْ لإنكار الشقِّ ليلة الإسراء؛ لأن رواته ثقات مشاهير. ثم ذكر نحو ما تقدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل