المحتوى الرئيسى

التلاحم الوطنى أساس الأمن القومى

06/18 22:41

مصر أقدم دولة فى التاريخ. ولأنها فعلاً «أم الدنيا» فقد تعرضت للكثير من المحن، وكانت دائماً مطمعاً للاستعمار، ولكن تماسُك الجبهة الداخلية كان طوق النجاة، حتى وُصفت بالدولة الوحيدة التى أثّرت فى الاستعمار. وفى العصر الحديث تعرضت مصر لكوارث كانت كفيلة بتفتيت وحدتها، لعل أبرزها نكسة 67، ولكن اللُحمة الوطنية وقفت حائلاً دون ذلك، بل وصل الأمر بالشعب المصرى العظيم إلى خروجه بالملايين يناصر الرئيس المهزوم ويطالبه بالرجوع عن قراره بالتنحى، وبعد 5 أيام فقط من الهزيمة كانت مصر تهاجم إسرائيل بفضل تماسك ودعم الجبهة الداخلية للجيش والرئيس. وفى أكتوبر 73 اللحمة الوطنية جعلت «الحرامية» واللصوص يتوقفون عن السرقة، وفعلوا الأمر نفسه فى ثورتَى 25 يناير، و30 يونيو، وعشنا أياماً كثيرة بدون حكومة ورئيس وبرلمان، وقام الشعب المحترم بحماية نفسه ومؤسساته بفضل تماسك الجبهة الداخلية. الرئيس السيسى نفسه دائماً يقول إنه يستطيع مواجهة كل التحديات طالما أن المصريين متحدون وعلى قلب رجل واحد. كل أعداء الوطن يلعبون على تفتيت الجبهة الداخلية وتلاحمها الوطنى من خلال إثارة الفتنة الطائفية والحوادث الإرهابية وإحباط المواطنين، مستغلين فى ذلك وسائل الإعلام المعادية والكتائب الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، ولا يمكن تبرئة بعض القرارات والسياسات الحكومية الخاطئة التى أعطتهم الفرصة لإشاعة الإحباط بين المواطنين ومحاولة تفتيت الجبهة الداخلية. ولا بد من الاعتراف أيضاً بأن أزمة «تيران وصنافير» أحدثت شرخاً فى اللحمة الوطنية، ويحاول أعداؤنا استغلاله، ولن يتوقفوا عن إشعال الفتنة. وإذا كانت الحكومة تراهن على الزمن حتى ينسى الشعب فإنها مخطئة لأن المتربصين لن يضيعوا هذه الفرصة، نحن فى أزمة تهدد بلدنا الذى لا نمتلك سواه، ولكن تلاحمنا الوطنى كفيل بالمواجهة، وهناك واجب على المواطن والحكومة والرئيس.

المواطن، رغم أنه لم يقصر ولم يتأخر عن تلبية كل النداءات الوطنية، قدره أن يساند ويدعم ويصبر على أمل جنى الثمار، ودوره الآن غاية فى الأهمية، أن يكون كالعهد به دائماً ولا ينساق وراء الشائعات ولا يستسلم لليأس ولا يستجيب لدعوات الفوضى لأنه هو الذى يدفع الثمن فى النهاية.

أما الحكومة فيجب عليها التخفيف من معاناة المواطنين وألا تراهن كثيراً على صبرهم، وأن تؤجل أى قرارات تؤدى إلى رفع الدعم وزيادة الأسعار حتى لا تسكب البنزين على النار.

أما الرئيس فعليه الدور الأكبر، وهذا قدره، فإذا كانت هناك فرصة لتأجيل تنفيذ الاتفاقية فليفعل بالتفاهم والتشاور مع السعودية، ويجب أن يعلم المسئولون هناك أن مصيرهم مرهون باستقرار مصر كدولة قوية ومتماسكة، وإذا حدث أى مكروه لا قدّر الله لنا، فالسعودية نفسها سوف تصبح أربع دول كما تخطط لها إيران وإسرائيل وأمريكا.

سيدى الرئيس، هناك قرارات يجب اتخاذها لتصحيح المسار، أهمها إعادة تقييم المشروعات وأداء القيادات، نحن فى مرحلة تحتاج فدائيين يتحملون معك المسئولية، ومصر مليئة بالكفاءات والكوادر القادرة على ذلك، فلماذا الإصرار على بقاء الفاشلين وتحمُّل خطاياهم؟

تماسُك الجبهة الداخلية يتطلب تقوية مؤسسات الدولة المدنية وإعادة الثقة فيها، فليست كلها ضعيفة وفاسدة، ويتطلب أيضاً سرعة فحص أوراق المسجونين على ذمة قضايا الرأى، وفتح صفحة جديدة مع الشباب المُغرر به، وكذلك تقوية المعارضة حتى تكون السند والداعم والمتنفس فى الأزمات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل