المحتوى الرئيسى

رسالة روسيا (1) العائق الأكبر، وخاطف الأضواء الأعظم! - Goal.com

06/18 16:22

سان بطرسبيرج | محمود ماهر | فيسبوك | تويتراُفتتحت بطولة كأس القارات 2017 في مدينة سان بطرسبيرج شمال البلاد، يوم أمس السبت الموافق 17 يونيه، بمباراة روسيا ونيوزيلاندا التي جرت على ملعب زينيت الجديد، في حضور الرئيس الروسي «فلادمير بوتن» ولفيف من الشخصيات السياسية المرموقة.الوصول إلى ملعب المباراة كان عسيرًا بسبب وضعه في إحدى المناطق المحمية طبيعيًا، ما يُجبر الجماهير على الترجل لمدة 40 دقيقة على أقل تقدير، وتصعبت المأمورية أكثر على الصحفيين الذين تأخروا في الوصول إلى روسيا، وكنت من بينهم، حيث أقلعت طائرتي من القاهرة فجر يوم السبت وحطت في تركيا ومن هناك انتقلت بطائرة أخرى إلى سان بطرسبيرج.لكن باستطاعتك التغلب على عائق الوصول إلى أرض الملعب بدفع المزيد من الروبلات لسيارة أجرة خاصة بدلاً من الحافلات البطيئة، وبطبيعة الحال يمكنك التغلب على مسافة أربعة كيلومترات بدءًا من نهاية طريق بريمورسكي حيث المنطقة الطبيعية المحمية إلى أرض الملعب، بالسير بسرعة مضاعفة وتقمص دور أبطال ألعاب القوى.كل المصاعب الممكنة سواء مسافات طويلة وإرهاق بفعل الصيام، تستطيع التغلب عليها، بالاستعانة برخصة الإفطار في السفر وشحن الطاقة الجسدية بالماء والنسكافيه مع بعض المعجنات الروسية الممزوجة بالليمون والبرتقال.العائق الوحيد الذي لم أستطع التغلب عليه في هذه الرحلة الشاقة كان “عامل اللغة”، من الطبيعي ألا يتحدث عامة الشعب عدة لغات من ضمنها الإنجليزية، لكن ما لم يكن طبيعيًا بالنسبة لي هو عدم إجادة (النخبة) وأقصد المتطوعين في تنظيم الحدث للغات المختلفة، وتحدث القليل منهم باللغة الإنجليزية بطلاقة، سواء في محطات القطارات والمترو وفي الطرقات المؤدية إلى الملاعب وحتى داخل مرافق الملعب.عامل اللغة أكبر تحدي أمام روسيا حاليًا لإخراج تنظيم قوي لمونديال 2018، البلد جميل ومنظم وسريع، ويمتلك خدمات لوجيستية رفيعة المستوى، وبينية تحتية “تغلق عين الشمس”، يمكن توزيعها على 10 دول أخرى في أوروبا، و20 دولة في أفريقيا، إلا أن نجاح تنظيم أي بطولة في أي دولة مرتبط إرتباطًا وثيقًا بعامل اللغات فهي ما يُسهل مأمورية الصحفيين ويُخفف على الجمهور الضيف الكثير من الأعباء ويوفر عليهم الوقت وبالتالي تكاليف التنقلzحرق 2 كيلو!حرق 2 كيلو!عدم وجود مَن يُرشدني بلغة سليمة إلى مكان طبع الاعتماد الخاص بالفيفا أو إلى المركز الصحفي الذي توزع فيه بطاقات دخول المباراة والمؤتمر والمنطقة المختلطة على الصحفيين، أدى إلى حرقي لـ 2 كيلوجرامات من وزني على الأقل عقب وصولي إلى ملعب سان بطرسبيرج، في عز الصيام، الأمر الذي أنهكني كثيرًا، وأثر بالسلب على مردودي المهني وتأخري في كتابة أي مقال ليلة أمس، حيث عدت إلى فندق الإقامة أتلفظ أنفاسي الأخيرة بمعنى الكلمة.فور وصولي إلى الملعب صعدت على الفور إلى مقصورة الصحفيين، على أمل وجود المركز الصحفي داخل الملعب نفسه، لكنني فوجئت بمَن يمنعني من الولوج لمتابعة المباراة بعد أن فاتني منها 15 دقيقة تقريبًا.ومن هنا إلى هناك، وبعد شد وجذب مع أكثر من متُطوع، فهمت منهم أن المركز الصحفي (media center) ليس مُلحقًا بمقصورة الصحفيين داخل الملعب بل في مبنى خشبي تم إنشاءه خارج الملعب، وكي تصل إلى ذلك المبنى مطلوب منك السير على الأقدم (ذهابًا فقط) لمدة 10 دقائق ونزول وصعود “درج” من ستة إلى سبعة طوابق.لا أخفيكم، وقتها بالذات شكرت الظروف لأنني تحت سن ال35 وليس فوق ال45 كما سبق وشكرت الظروف عند زيارتي لمقابر الفراعنة في الأقصر (وادي الملوك) قبل سنتين، فمن المستحيل على كبار السن التعاطي مع مثل هذه المعوقات أو دعوني أصفها بـ “العَلقة السخنة”!.هذا السيناريو، إذا ما تكرر مع الصحفيين الأجانب خلال مونديال 2018، سيتأثر التنظيم الروسي كثيرًا، لأن اللغة ستعطل قيامهم بتغطية صحفية حيوية، ومن ثم ستتراجع البطولة إعلاميًا، لا سيما مع عدم اكتراث الشعب الروسي أصلاً بأمر كرة القدم.والأكيد مع صعوبة التعامل “الثقافي واللغوي” سيفوت الجمهور في كل مكان التفاصيل الخاصة بالبطولة بالإضافة لحرمانهم من قراءة وجهات نظر وتحليلات سريعة من الكتاب والمراسلين المفضلين بالنسبة لهم ممَن قرروا خوض تجربة السفر إلى روسيا لتحقيق الإستفادة المهنية المرجوة.بوتن يخطف الأضواءبوتن يخطف الأضواءدفعتني الإجراءات الأمنية المُشددة عند دخولي إلى الملعب للسؤال عن أسباب كل هذا التفتيش والتدقيق في أوراق السفر ودعوة التغطية الصادرة من الفيفا، فأخبروني بأن هذا الطبيعي عند حضور “فلادمير بوتن” لأي حدث رياضي أو غير رياضي، مؤكدين على أن الأمور الأمنية ستكون أخف خلال المباريات القادمة… سنرى ما سيحدث!.ورغم استخدام بوتن لموكب مكون من ثلاث طائرات هيلكوبتر للوصول إلى أرض الملعب، إلا أن حضوره للمباراة الافتتاحية تسبب في أزمة مرورية خانقة وإجبار الجماهير على الترجل من مسافة أبعد من المسافة المعتادة للوصول إلى الملعب.وأثر قرار حضور بوتن على الكثافة الجماهيرية في المدرجات، فقد خلى حوالي سبعة آلاف مقعدًا على الأقل، ومع ذلك أستقبل بوتن بتحية شعبية كبيرة، وعند مغادرته للملعب بعد الفوز بهدف المنتخب الروسي بهدفين دون رد (مع الرأفة)، أسطف الجمهور لتصوير لحظة إقلاع الثلاث طائرات، في مشهد ينم عن حب وولع هذا الشعب بالرئيس العسكري!.هذا ما كان..أراكم في الرسالة الثانية التي ستكون عن زيارتي الأولى يوم الأحد الموافق 18 يونيه للعاصمة «موسكو» حيث ستقام هناك مباراة بين البرتغال والمكسيك وأخرى بين الكاميرون وتشيلي. إلى الملتقى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل