المحتوى الرئيسى

تأجيل دعوى وقف عرض مسلسل الجماعة 2

06/18 13:45

أجلت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، برئاسة المستشار سامي عبد الحميد، نائب رئيس مجلس الدولة، دعوى وقف عرض مسلسل الجماعة="/tags/153173-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-2">الجماعة 2 ،  والتي إختصمت قناة on e و الهيئة العامة للاستثمار والمجلس الأعلى للإعلام لجلسة ٢ يوليو المقبل .

قالت الدعوى التي أقامها الدكتور سمير صبري المحامي، إن الوطن والمواطن تائه بين حقيقة التاريخ والرغبة الجامحة في تزويره، وتزييف الحقائق، في مسلسل يذاع على قناة on e تحت مسمى "الجماعة 2"، بدأت الأصوات المهاجمة لهذا المسلسل، حيث اتهم البعض مؤلفه بتزييف التاريخ، وآخرون يرون أن المؤلف ذاته قدم الإخوان في صورة يمكن أن تجلب لهم التعاطف، ويرى فريق ثالث أن الجزء الأول بقدر ما ينتقد الإخوان فهو يقدمهم كجماعة سياسية، كل هذا يشير إلى أمور عدة أن أنصار التيارات السياسية يتعاملون مع تاريخ زعمائهم من منظور الانحياز، وغالبًا من حكايات وحواديت سياسية وليس تاريخًا، ولهذا يبدي هؤلاء صدمة عندما يكتشفون رواية أخرى، وعلى ذلك يمكن القول إن التاريخ فيه روايات كثيرة، لكن كل فريق سياسي، يطالب بأن يكون التاريخ بحسب هواه.

 أضافت الدعوى أنه لا يقبل النقاش أو الجدل وهي آفة من آفات تعاملنا مع التاريخ والسياسة، ومن المعروف أن الدراما سواء السينمائية أو التلفزيونية ليست أداة من أدوات التوثيق التاريخي، ولا يمكن الاعتماد عليها مطلقًا كمرجع تاريخي، وقيل إن مسلسل الجماعة 2 تعمد تشويه وتزييف التاريخ.

وأوضحت الدعوى أن مؤلفه وحيد حامد لديه إصرار عجيب على أن ما سرد في مسلسله هو الحقيقة المطلقة، وأنه استوثق بشكل علمي بكل حرف كتبه، ويرد على ذلك البعض بأنه جانبه الصواب وارتكب خطيئة في حق تاريخ الوطنية المصرية، وقدمت خدمة جليلة لحركة الإخوان الإرهابية.

عندما نسب تنظيم الضباط الأحرار لذلك التنظيم الإرهابي ، وخلقت شبهة الارتباط بينهما، وأن  المعلومات كافة التي ذكرت في المسلسل ليس لها أصل تاريخي سوى في كتب قادة ومؤرخي الإخوان.

وأكد البلاغ أن مؤلف هذا المسلسل استند لأحد هؤلاء المؤرخين المعروفين بانتمائهم أو إعجابهم أو تعاطفهم مع مشروع تلك الجماعة الضالة، ووصل به الأمر أنه جعله مراجعًا تاريخيًا لأحداث مسلسله ومرجعية له.

وأشار البلاغ لا نعلم من أين أتاه هذا اليقين بأن الزعيم جمال عبدالناصر انضم إلى تنظيمهم وتتلمذ على يد سيد قطب، على رغم أن المعروف أن الزعيم جمال عبدالناصر، وبدوافع وطنية، بحث في كل التنظيمات والأحزاب والحركات السياسية عن ضالته فلم يجدها، ويئس في أن يجد فيهم الكيان الوطني الخالص الذي يستطيع أن يحرر من خلاله البلاد والعباد، ومر وتعرف عن قرب ودرس وحلل أفكار ومناهج وأساليب وبرامج حزب مصر الفتاة والإخوان والحركات الشيوعية، والحزب الوطني والطليعة الوفدية والسعديين وغيرهم، وانضم شكليًا لبعضهم ليستطيع التقييم الصحيح.

 وعندما يئس من أن يجد في أيٍ منهم ما ينشده، بدأت فكرة تنظيم الضباط الأحرار تفرض نفسها حلًا وحيدًا للخلاص، ولا يوجد مرجع تاريخي واحد ولا مذكرات أيًا ممن عايشوا هذه الفترة غير مراجع الإخوان ومؤرخيهم عن ذلك الانتساب المزعوم لجمال عبدالناصر للإخوان ولا غيرهم. 

وتساءل البلاغ، كيف لوحيد حامد أن ينزلق ذلك المنزلق، متأثرًا بأستاذ تاريخ، إخواني الهوى، ناقم على ثورة يوليو، ويكره جمال عبدالناصر كراهة التحريم؟! وكيف له أن يسبغ على هذه الجماعة الإرهابية الضالة هذا الشرف، وهذا المجد، أو تنسب لهم أي فضل في نجاح ثورة يوليو؟!

 وأضاف البلاغ أن ما فشل فيه الإخوان طوال سبعين عامًا من إقناع الناس بأنهم الأصحاب الحقيقيون لثورة يوليو، وأن جمال عبدالناصر سرقها منهم قد نجح فيه مؤلف هذا المسلسل بامتياز، باعتباره من أكبر أعداء الجماعة، وعندما يشهد هذه الشهادة يصبح الأمر وكأنه "شهد شاهد من أهلها"!

 والمشهد المحزن العبثي الذي ظهر في هذا المسلسل كان الذي يجلس فيه الزعيم  جمال عبدالناصر ـ أمام سيد قطب، تلميذًا مطيعًا يهابه ويسمع تنظيراته بانبهار، ويستسمحه أن يأتي له في المقابلة المقبلة بأعضاء التنظيم كي يستمعوا إلى الدرر الصادرة من فم الأستاذ والنصح والتنظير الصادرين من عقل المعلم، وبالفعل يأتون! ولم يسأل أحد من صانعي المسلسل: مَن يكون سيد قطب في هذه الفترة كي تكون له كل هذه المكانة؟!

وذكر البلاغ أن سيد قطب في هذه الفترة لم يكن أكثر من ناقد أدبي، ولكنه لم يقترب بعد من السياسة ولا العمل الجماهيري، وكل تنظيراته كانت محصورة في هذا المجال، بل لم يسأل أحد نفسه: كيف لتنظيم سرى داخل الجيش لم يُطْلِع الرجل ـ الذي اختاروه فيما بعد (اللواء محمد نجيب) لتصديره للجماهير على اعتبار أنه قائد الثورة، أو الحركة في حينها - ولم يستأمنه على أسرارهم أو خططهم أو عددهم أو أسمائهم، ويحرص على عدم انكشاف أمره، بل حرص قائده جمال عبدالناصر على ألا يعرف أعضاء التنظيم بعضهم البعض، فلم يكن أي عضو يعرف أكثر من خليته المكونة من خمسة أعضاء، ولم يكن يعرف أسماء  أعضائه كافة غير جمال عبدالناصر فقط.

كيف لتنظيم كذلك أن يأمن لشخص (سيد قطب) مهما كان ويُطْلِعه على خططه ومجلس قيادته بهذه السهولة؟! إن أجواء المسلسل كلها تعبرمن دون أن تقصد عن ذلك عندما تُضخِّم في إمكاناتهم وتأثيرهم في ذلك الزمان، وتصور الأمر كله على أن المجتمع كله - بدءًا من الملك مرورًا برؤساء الوزارات، انتهاءً بالجيش وضباطه الأحرار - لا يتحرك حركة إلا آخذًا في الاعتبار موقف الإخوان، وكأنه لا شيء ينجح إلا ووراءه الإخوان، ولا شيء يفشل إلا ووراءه الإخوان، بل يعود لهم الفضل فيحصل الوفد على الأغلبية البرلمانية وتشكيله للحكومة، مع أنهم لم ينجحوا في الحصول على مقعد واحد في الانتخابات ذاتها!

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل