المحتوى الرئيسى

18 يونيو في مصر.. مفارقات صعود وسقوط حكام ومحتلين

06/18 11:43

18 يونيو سقوط وصعود لحكام ومحتلين (العين)

18 يونيو/حزيران جمع 3 مناسبات فارقة ومتعارضة في تاريخ مصر الحديث، وخاصة مسيرة نضالها في التحرير من الاحتلال.

ففي 18 يونيو/حزيران 1805 أعلن السلطان العثماني رسميا موافقته على تولي محمد علي حكم مصر تحت مسمى والي؛ لتبدأ مسيرة تحرر مصر من هيمنة الاحتلال العثماني تدريجيا؛ حيث نجح محمد علي في الحصول على ما يشبه الحكم الذاتي لمصر. 

وجاء تنصيب محمد علي بعد ثورات شعبية ضد الاحتلال الفرنسي الذي دام 3 سنوات، وضد الولاة العثمانيين المرسلين رأسًا من الأستانة إلى مصر، وآخرهم خورشيد باشا، نظرًا لما عاناه الشعب المصري من مظالم تحت حكم معظم هؤلاء الولاة. 

وكان تولي محمد علي علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث؛ حيث ساهم في أخراجها من ظلمات 300 عام من الحكم العثماني الذي انفصلت فيه عما يحدث في العالم من تقدم وتطور في العلوم والصناعات.

فقد قام بإنشاء العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية والمصانع، وأرسل بعثات مصرية للإطلاع على أحدث العلوم في الخارج.

كما أعاد المصريين إلى التجنيد في الجيش لأول مرة منذ زمن طويل كان المحتلون يستبعدونهم فيها من التجنيد ويحلون محلهم قوات أجنبية أو مرتزقة.

توارث الحكم بعد محمد علي الذي توفي 1848 أبناؤه وأحفاده حتى عام 1953، وحاول بعضهم استكمال مسيرته في بناء مصر الحديث والنهوض بها تعليميا واقتصاديا مثل الخديوي إسماعيل، فيما أخفق آخرون وكانوا من أسباب احتلالها على يد الإنجليز مثل الخديوي توفيق.

من غرائب القدر أن نفس اليوم 18 يونيو/حزيران شهد كذلك سقوط حكم أسرة محمد علي عام 1953 بعد عام واحد من قيام ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الجيش المصري وتأييد شعبي جارف. 

ففي ذلك اليوم أعلن مجلس قيادة الثورة إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وتولي اللواء محمد نجيب حكم البلد بصفته رئيسًا؛ وكان ذلك أول حاكم مصري لا ينتمي لأسرة أجنبية منذ مئات السنين. 

وعلى إثر هذا الإعلان غادر الملك فاروق الأول وأسرته مصر إلى إيطاليا التي توفي ليها، ولكن دفن في مصر.

وكان آخر ملك لمصر من أسرة محمد علي هو الملك الطفل أحمد فؤاد؛ حيث تنازل له والده الملك فاروق الأول عن الحكم قبيل إلغاء الملكية. 

وبعد 3 أعوام من هذا الحدث الجلل، حدث في نفس اليوم 18 يونيو حادث جلل آخر وهو رحيل آخر جندي بريطاني من مصر، لتخلو مصر من الاحتلال الأجنبي لأول مرة في تاريخها منذ مئات السنين. 

وجاء جلاء جنود الاحتلال الإنجليزي تنفيذا لاتفاقية الجلاء التي كانت من أهم أهداف ثورة 23 يوليو، وتم توقيعها في أكتوبر/ تشرين الأول 1954، وقضت برحيل قوات الاحتلال عن منطقة قناة السويس، وهي المنطقة التي كانت متمركزة بها تحت ذريعة حماية القناة. 

ودام الاحتلال البريطاني لمصر أكثر من 70 عاما شهدت انتفاضات وثورات مصرية متواصلة ضده، من أشهرها جولات مصطفى كامل في الخارج لكشف ممارسات الإنجليز ضد مصر، وثورة 1919 ومظاهرات شبة متواصلة في الثلاثنيات والأربعينات، والكفاح المسلح ضد الإنجليز في منطقة القناة في مطلع الخمسينيات. 

ورفرف العلم المصري على مدينة بورسعيد وحيدا مستقلا بدون مشاركة أعلام الاحتلال له.

ورفع العلم جمال عبد الناصر على مبنى القاعدة البحرية التي كانت ثكنة للإنجليز، وهو آخر مكان تواجد فيه الإنجليز وأخلوه في 18 يونيو 1956، لتخلو مصر من أي أعلام لحكم أجنبي لأول مرة منذ مئات السنين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل