المحتوى الرئيسى

مشوار الثعلب الصغير: سخرنا من الجوهرى عندما تمسك بتنفيذ جملة الـ«فاول» فى جنوب أفريقيا.. فسجل طارق مصطفى هدف البطولة | المصري اليوم

06/18 01:42

بدأت بطولة أمم أفريقيا 98 التي أقيمت في بوركينافاسو تأخذ طابعاً مختلفاً، بعد التأهل للمربع الذهبى عقب الفوز على كوت ديفوار بركلات الترجيح التي سددت فيها ركلة الترجيح التي حسمت تأهلنا إلى الدور قبل النهائى لمواجهة بوركينافاسو.. وقلت لكم إن القدر لعب دورا كبيرا في اختيارى لركلة الترجيح الحاسمة، فبعد أن اختارنى الجوهرى لأسدد الركلة الخامسة تراجع عن قراره وطالبنى بتسديد الركلة الرابعة، ولم يكن يعلم أنها ستكون الحاسمة.. ومن وقتها وهذا الأمر عالق في ذهنى، لأن القدر هو الذي اختارنى لهذه المهمة حتى تزداد شهرتى ويرتبط اسمى بإنجاز التأهل للمربع الذهبى وأكون سببا مع زملائى في تخطى عقبة كانت صعبة بالنسبة للمنتخب الوطنى واللاعبين والجماهير التي كانت تتابعنا وهى مواجهة الأفيال، وذكرت أيضا أن هذا الجيل للمنتخب الإيفوارى كان من أفضل الأجيال التي تعاقبت عليهم، وأصابونا بصدمة عندما نزلوا إلى التسخين قبل بداية المباراة بسبب أجسادهم وبنيانهم القوى وكنت أخشى من مواجهتهم وتحدثت مع عبدالستار صبرى قبل المباراة عن قوتهم وسرعتهم التي اتسموا بها.. لكن كل ذلك لم نتذكره بعد أن أطلق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة بفوزنا وتأهلنا إلى المربع الذهبى.

عقب عودتنا إلى فندق الإقامة لم يمنح الجوهرى الفرصة لأى لاعب في الاحتفال، وطالبنا بالتركيز في مواجهة بوركينافاسو.. فقد كان الجنرال يرغب في حصد البطولة وكان يخشى من تعاطف الجماهير مع أصحاب الأرض، وأن يؤثر ذلك على أداء الحكم في المباراة.. وبات القلق يتسرب إلى بعض اللاعبين.. لكننى كنت واثقا من الفوز.. لم يخطر ببالى أن منتخب بوركينافاسو سيتمكن من الفوز علينا.. فقد أصبحت الثقة كبيرة لدى معظم اللاعبين وكانت الجماهير تعشقنا وتقدرنا، وعندما كنا نسير في الشوارع كانوا يقولون لنا «عذرا سنضطر نشجع منتخب بلادنا».. وجماهير بوركينافاسو من الجماهير الأفريقية المحترمة والتى أقدرها، لأنهم كانوا يقدرون منتخبنا بشكل كبير.. حتى تمكنا من الفوز عليهم بهدفين مقابل لا شىء، سجلهما العميد حسام حسن وكنت سببا في صناعاتهما.. ولم أتخيل أن صناعتى للهدف الثانى للعميد عندما راوغت أكثر من لاعب ومررتها له بـ«كعبى» وسددها هو بيسراه أننى سأحصل على هذه الإشادة منذ أن سجل العميد الهدف وحتى كتابة هذه السطور.. وكلما أسير في الشارع يستوقفنى جمهورنا العظيم العاشق للمنتخب الوطنى ويحدثنى عن هذا الهدف وكأننى أنا الذي سجلت الهدف.. لدرجة أننى كنت في إحدى المرات أجلس إلى جوار حسام حسن وجاءت الجماهير تهنئنى بعد البطولة بالهدف الذي صنعته إلى العميد.. فكان يرد على حسام حسن يقول لى: «يابنى أنا اللى جبت الجون مش أنت.. هي الناس بتحتفل بيك ليه ده أنا لعبتها حلو أوى وكانت صعبة أوى».. فكنت أضحك من خفة ظل العميد وكما قلت لكم في حلقات سابقة فإن حسام حسن من الشخصيات التي تستمتع بها عندما تجلس معهم بسبب خفة ظله.

ودخلنا مرحلة جديدة بعد الفوز على بوركينافاسو بالإعداد إلى المباراة النهائية أمام جنوب أفريقيا.. وأذكر أن الجوهرى انفعل على جميع اللاعبين في الأتوبيس الخاص بالفريق قبل المران الرئيسى للقاء، عندما شاهد مران منتخب جنوب أفريقيا الذي سبق تدريبنا على نفس الملعب الذي استضاف المباراة.. واتسم مرانهم بالقوة والسرعة وقاموا بختام المران بطريقة تسمى «برازيلى» ففوجئنا بالجوهرى يقول لنا «شايفين النظام.. شايفين القوة.. شايفين السرعة.. أنا مش هاسمح غير بالبطولة.. ولازم نرجع باللقب».

وكان الجنرال في قمة انفعاله وهذه الواقعة من الأسباب التي حفزتنا قبل اللقاء.. وأجرى الجوهرى تعديلا في التشكيل، عندما لعب بطارق مصطفى في المباراة النهائية بدلا من عبدالستار صبرى بسبب تراجع أدائه في مباراة كوت ديفوار.. لكن القدر والتوفيق حالفنا في هذه المباراة، سواء بالهدف الذي سجله أحمد حسن والذى لا أعلم حتى الآن كيف استدارت الكرة بهذا الشكل حتى سكنت الشباك.. أو الهدف الثانى الذي سجله طارق مصطفى بجملة تكتيكية حاولنا أكثر من مرة تنفيذها في مباريات سابقة ولم تفلح، لكنها نجحت هذه المرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل