المحتوى الرئيسى

كاثرين والشيخ يحيى ومليكة | المصري اليوم

06/17 23:27

مازلنا مع شخصيات رواية «واحة الغروب». كاثرين زوجة المأمور «محمود عزمى» الأيرلندية كانت تكابد نفس إحساسه بالذنب لذكرى بعيدة حزينة. لقد وقعت فى حب مايكل برغم أنها كانت تعلم أن هناك اهتماما متبادلا بينه وبين أختها الجميلة فيونا. وحينما طلبها للزواج قالت لنفسها إن فيونا الجميلة ستجد بالتأكيد فرصا أفضل. تبين بعد ذلك أنه كان زواجا تعيسا مع رجل قاسٍ وبخيل فى عواطفه. لكنها ظلت تعتبر شقاءها عقوبة تستحقها. وحينما مات زوجها ارتاعت حينما وجدت نفسها تتنهد تنهيدة النجاة.

سافرت كاثرين إلى مصر لتحقيق شغفها القديم بالآثار. وهناك التقت بمحمود وأحبته بقامته الفارعة وشعره الأشيب وكبريائه الدفين. ولم يستجب لعواطفها إلا حينما عرف أنها أيرلندية، وأنها تكره الإنجليز مثله، وتتمنى أن تسترد بلادها استقلالها.

تزوجته وعرفت معه سعادة لم تتصور أنها ممكنة فى هذه الدنيا لولا ما كانت تشعر به من حزن لتقلباته النفسية وحزنه الذى يزداد عمقا وانسحابا داخل نفسه، لكنها كانت مصممة على مساعدته ليستعيد نفسه من جديد. أصرت على الذهاب معه لسيوة لأنها كانت مسكونة بحلم العثور على دليل يقودها لقبر الإسكندر الذى ارتبط تاريخه بواحة سيوة.. حاولت أن تكسر أسوار العزلة التى تحجبها عن سكان سيوة الذين كانوا يتجاهلونها وينفرون منها. لحقت بها فى واحة سيوة أختها فيونا، التى قدمت من أيرلندا لمحاولة الاستشفاء من مرض الصدر فى البلاد الدافئة. ثم ازدادت المسافة بينها وبين محمود الذى صارت تشعر بالغربة التامة عنه، وكأنهما لم يكونا زوجين فى يوم من الأيام. أدركت أن الواحة هزمتهما، ثم ماتت فيونا ليقتلها الحزن والشقاء.

الشيخ يحيى كان فى شبابه فارس الغربيين الذى لا ينهزم فى قتال. ضاق صدره بالمجازر المتبادلة بين عشائر الواحة الشرقيين والغربيين ورفض أن يشارك فى معارك العار، وحينما توسل إليه الإخوة والأعمام والأخوال كى لا يتخلى عنهم، فاض به الكيل وقال إن كنتم تريدونها حربا فلتكن آخر الحروب. نقاتلهم حتى يفنوا هم أو نفنى نحن، لكنهم انسحبوا لحظة الهزيمة غير مبالين بالقسم. وقف يحارب الشرقيين الذين رفضوا قتله لشجاعته الفذة وعرضوا عليه البقاء وسطهم لكنه ركب حماره وتقدم نحو الصحراء مفارقا أرضه وعشيرته. تمر الأعوام ويعود لواحة سيوة شاعرا بالغربة العميقة، لا سلوى فى حياته سوى ابنة أخته الجميلة «مليكة».

«مليكة» كانت طرازا لا يتكرر من البنات. جميلة، عنيدة، متمردة على تقاليد القبيلة، تكسف بجمالها كل جميلات الواحة فتسجنها أمها فى البيت فتلبس جلابيب الصبيان وتخفى شعرها الناعم تحت طاقية وتجول فى البلد على راحتها وتستهويها معابد الفراعنة وتستخرج الجعارين والفخار التى تحطمها أمها خوفا من السحر المخبوء فيها ثم تضربها بقسوة بالعصا لإخراج الشياطين من جسدها المتمرد فيسرع إليها خالها الشيخ يحيى ليحميها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل