المحتوى الرئيسى

.. وجريمة تلويث البحيرات | المصري اليوم

06/17 22:21

ولكن ماذا عن معاقبة الدولة لنفسها بسبب الجرائم التى ارتكبتها هى فى حق هذه البحيرات.. وهى فى رأيى لا تقل خطورة عن تجفيف البحيرات الذى مارسته الدولة نفسها.. مما شجع الناس على الاندفاع هم أيضاً فى تجفيف مساحات كبيرة من البحيرات، تطبيقاً لمقولة «الناس على دين ملوكهم».. وأرى أن جريمة الدولة «الأخرى» هى إلقاء مياه الصرف الصحى، والصرف الصناعى فى هذه البحيرات الشمالية، دون أى معالجة.. فتحولت هذه البحيرات إلى «مجرور رهيب» أى خزانات للمياه الملوثة.. دون معالجة إذ كنا أيام الأزمات التى طالت من زمن العصر الناصرى نلقى مياه الصرف الصحى والصناعى لمنطقة القاهرة الكبرى، من خلال مصرف بحر البقر وغيره فى بحيرة المنزلة.. ومن خلال مصرف كتشنر فى بحيرة البرلس.. أما بحيرة مريوط فقد قتلناها منذ أخذنا نلقى فيها مجارى الإسكندرية.. دون معالجة.. حتى كان مستخدمو الطريق الصحراوى يسدون أنوفهم بسبب الروائح الناتجة عن إلقاء الصرف الصحى بها.

وبذلك انهارت الثروة السمكية فى هذه البحيرات.. واختفت منها الأنواع الجيدة، ولم يتحمل الحياة فيها إلا الأنواع الأقل جودة.. التى أصيبت بالطفيليات.. أما الدنيس والقاروص والوقار والبورى.. فقد اختفت.. فضلاً عن انهيار كميات الصيد.. فهل تصدر الدولة قرارا بحبس من سمح بإلقاء هذه الملوثات فى هذه البحيرات.. وهل تغرمهم ملايين الجنيهات عقابا لهم.. أم نلزمهم بإيقاف إلقاء هذه الملوثات.. وتطهير قاع البحيرات مما ترسب فيها من ملوثات.

وها نحن الآن بعد خراب مالطة- نقصد البحيرات- ننطلق لنعوض ذلك من خلال مشروعات استزراع سمكية حول محور قناة السويس شرقاً وفى منطقة غليون قرب كفر الشيخ، أى قرب بحيرة البرلس، بعد أن لجأنا إلى استيراد الأسماك!! وبعد محاولات أهلية بإقامة الأقفاص السمكية للأسف فى فرعى النيل دمياط ورشيد.. بعد أن تيقنا أن الفدان المائى يعطى عائداً أكبر من الفدان الزراعى.. وبعد أن قتلنا- أو كدنا- بحيرة المنزلة التى لم يعد فيها إلا أسوأ أنواع الأسماك.. أما الأنواع الجديدة السابقة فقد اختفت من البحيرة.. بفعل التلوث بمياه الصرف الصناعى والصحى.. فضلاً عن الصرف الزراعى.

■ ■ وهكذا جاء قرار مجلس الوزراء أمس الأول ليصحح خطأً رهيباً. ويوقف مذبحة تجفيف البحيرات ويجرم من يفعل ذلك.. وإن كان المطلوب ليس مجرد الاكتفاء بالتعديل التشريعى.. ولكن تفعيل هذا التعديل ومطاردة أى مجرم، وكفى ما ضاع.

■ ■ ومن المؤكد أن البحيرات كمزارع سمكية أفضل كثيراً من أى مزارع صناعية تنفذها الدولة الآن. لأن المياه المفتوحة فى البحيرة تعطى أسماكاً أفضل من الأسماك المحبوسة داخل مساحة مائية محددة. حسب نوعية المياه، ونوعية الغذاء الذى يقدم لهذه المزارع.

■ ■ وواضح أن البروتين السمكى يقلل من الطلب على بروتين اللحوم الحمراء والداجنة.. ويسيطر على أسعار هذه اللحوم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل