المحتوى الرئيسى

الطلاق والميراث والثأر على رأس أسئلة المواطنين التى تصل «الإفتاء» يومياً

06/17 10:17

شهدت دار الإفتاء تطوراً ملحوظاً خلال العقد الأخير، الأمر الذى أدى إلى إقبال السائلين عليها ووضع ثقتهم بها فى ظل وجود قطاع كبير يضم العديد من الإدارات، وينتظم فيه الفقهاء والعلماء للرد على أسئلة الناس التى تتغير من شخص لآخر ما بين أسئلة فى العقيدة والشريعة والأخلاق، حيث الإيمان بالله والرسل، ومن هذا المنطلق تواجه الدار الأفكار الإلحادية وغيرها من الأفكار الغريبة والشاذة عن الواقع المصرى، أما أسئلة الشريعة فتكون غالباً فيما يتعلق بمسائل الطلاق، الذى تعد فيه دار الإفتاء المرجع الأهم والأبرز فى العالم الإسلامى نظراً لتعدد الحالات التى تمر على كل فقيه وأمين فتوى بالدار، الأمر الذى أدى لتشعب أمانة الفتوى وكثرة الأمناء بها.

«وسام»: نصدر 500 فتوى مكتوبة شهرياً وهناك حالات نكتفى فيها بـ«الشفوية»

وقال د. مجدى عاشور، مستشار المفتى، لـ«الوطن»: أُنشِئت أمانة الفتوى فى عهد د. على جمعة، مفتى الديار السابق، نظراً لكثرة النوازل وتعدُّد الوقائع، والحاجة إلى الاجتهاد الجماعى الذى هو أبعد عن الخطأ من الاجتهاد الفردى، وتلبيةً لما أحدثته ثورة التكنولوجيا من كثرة الأسئلة الواردة إلى دار الإفتاء وتنوعها؛ سواء عن طريق الحضور الشخصى، أو الاتصال الهاتفى، أو عبر شبكة الإنترنت، أو بالبريد، أو بالفاكس، مع الإقبال الشديد من الجمهور على الدار لمعرفة رأى الشرع الشريف فى شتَّى مناحى الحياة، بعد أن كثرت الفتاوى من غير المتخصصين بين الناس. وأضاف: «الدار بها 11 إدارة شرعية، بالإضافة لأمانة الفتوى برئاسة د. شوقى علام، التى تجتمع لبحث الفتوى الخاصة بالمسائل الكبرى المستحدثة يشارك فيها متخصصون وأساتذة علميون بحسب القضايا المثارة، ففى قضية مثل قضية الختان شُكلت لجنة مكونة من خبراء طبيين وأمانة الفتوى بالدار، حيث قام الأطباء بشرح آلية الختان بشكل طبى، وفى ضوء ذلك يخرج الحكم الشرعى».

وتعد إدارة الفتوى الشفهية هى الأبرز فى ذلك، فداخل مقر خاص بها وملاصق للدار تستقبل أمانة الفتوى الشفهية السائلين، حيث يقوم السائل بالدخول على الاستعلامات وتسجيل بياناته وتشمل الاسم والسن والمحافظة والرقم القومى، حيث يتم استخدام البيانات فيما بعد لتحليل الفتاوى المتكررة من بعض الشخصيات التى تستقبلها الدار، وبعد تسجيل البيانات يتم إعطاء السائل رقماً وينتظر فى غرفة مع السائلين.

وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير الإدارة: «يتم لقاء المستفتين وأخذ بياناتهم، وتسجيل السؤال، وكتابة الإجابة وتسجيلها فى نظام معد لحفظ الفتاوى، وأكثر الحالات التى تحضر للدار تكون حالات طلاق، وتتراوح الأسئلة التى تأتى إلى إدارة الفتوى الشفوية ما بين 500 إلى 700 سؤال يومياً». وأضاف: «هناك أسئلة يتم الإجابة عليها خلال الجلسات، وهناك أمور أخرى تحتاج إلى لجان فتوى كبرى لأخذ الموقف الشرعى فيها، وهناك آخرون يطلبون فتوى مكتوبة فيتم تحويلهم إلى قسم الفتاوى المكتوبة أو الحساب الشرعى حسب نوع الفتوى».

«العجمى»: نتحدث بلسان الدين الحنيف ونرفع لواء البحث الفقهى بين المشتغلين به

وقال د. محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة: «بعد تحويل السائل من إدارة الفتوى الشفوية إلينا، نقوم بفتح ملف يحتوى على طلب مقدم إلى مفتى الديار المصرية بطلب فتوى مكتوبة ويتم أخذ بعض الأوراق الرسمية من قبَل السائل، كشهادة وفاة حال طلب فتوى ميراث، ونصدر 500 فتوى مكتوبة شهرياً، وهناك بعض الفتاوى لا نصدر فتوى مكتوبة بها مثل تفسير الأحلام فتلك أمور لا نجيب عنها».

الفتوى الهاتفية ثالث إدارات الفتوى التى انتقلت لها «الوطن»، ويتولى إدارتها الشيخ محمود شلبى، الذى قال: نتلقى الفتاوى عبر الهاتف 12 ساعة يومياً، فهناك خدمة هاتفية للاستفتاء عن طريق الاتصال برقم مختصر يسهل على طالب الفتوى استخدامه سواء كان داخل أو خارج البلاد، وعند اتصال السائل بخدمة الهاتف يتم استقبال مكالمته من خلال أحد موظفى مركز الاتصالات فيقوم بأخذ بياناته، ثم يساعده فى متابعة الإرشادات الصوتية الآلية حتى يستطيع السائل تسجيل سؤاله، ثم يعطيه النظام الآلى رقماً سرياً خاصاً بسؤاله، وبعد ذلك يتم تحويل السؤال آلياً إلى أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الأسئلة الهاتفية للإجابة عنه فى خلال ساعة، فإذا دخل السائل إلى الخدمة الهاتفية بعد نحو الساعة، واتبع الإرشادات الصوتية الآلية -حيث يطلب البرنامج منه الرقم السرى الخاص بسؤاله- استطاع سماع الإجابة عن سؤاله.

وأضاف: «تتراوح الأسئلة التى تأتى إلى إدارة الفتوى الهاتفية ما بين 1500 سؤال فى اليوم الواحد، وكذلك تم إضافة خدمة الفتاوى المباشرة وذلك عن طريق رقم موحد مخصص للفتوى الهاتفية يتم من خلاله الإجابة مباشرة على السائلين وقد تصل الأسئلة التى تأتى إلى الفتاوى المباشرة إلى 500 سؤال مباشر فى اليوم.

إدارة الحساب الشرعى تعد أعقد الإدارات التى يخوضها المفتون، فيقول الشيخ على عمر، مدير إدارة الحساب الشرعى: «لا بد للمرشح للعمل فى هذه الإدارة أن يكون مطلعاً على مبادئ العلوم التطبيقية كالرياضيات وغيرها، ولدينا مجموعة من المتخصصين فى العلوم الشرعية والاقتصادية ونعمل وفق وحدة معلومات متطورة وإدارتنا تختص بكل ما يستخدم فيه الحساب والرياضيات أو له علاقة بالمعاملات المالية كالزكاة والوقف والحكر وتقسيم التركات والمناسخات والوصايا والديات والنفقة والقسمة والفلك وجميع العقود المالية الموروثة والحديثة وغير ذلك من الفروع والمسائل».

الإدارة الخامسة بالدار هى إدارة فتوى المواريث، وتستقبل الإدارة المستفتين فى مجال المواريث بعد تقديمهم طلباً رسمياً، والاطلاع على ما معهم من الخطابات الموجهة رسمياً من المحاكم والنيابات أو الخطابات الموجهة رسمياً من الهيئات والمؤسسات والشركات المختلفة، وكذلك الرد على الأسئلة التى ترد بالبريد أو الفاكس. وقال الشيخ على الفاروق، المشرف على الإدارة: «نتلقى 500 فتوى شهرياً خاصة بالمواريث، تتوزع على مستوى الجمهورية وتساهم فى إنهاء الخلافات العائلية وهذا يعد الدور الاجتماعى لدار الإفتاء، كذلك يطلب منا غير المسلمين المشورة فى بعض الأمور الخاصة بالمواريث والديات».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل