المحتوى الرئيسى

ردود أفعال ألمانية ودولية واسعة النطاق على وفاة هيلموت كول

06/16 20:36

صدرت ردود فعل واسعة النطاق داخل ألمانيا وفي القارة الأوروبية بعد الإعلان عن وفاة المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول. وألقت المستشارة أنغيلا ميركل كلمة قصيرة أشادت بها بمآثر المستشار الراحل. ووصفت ميركل كول بأنه "رجل ألماني وأوروبي عظيم". وأضافت :"أحيي ذكراه". وأضافت أن كول "فآل سعيد لألمانيا". وقالت المستشارة عن مساهمة كول في الوحدة الألمانية "إن المرء يحتاج بعض الوقت حتى يدرك ويشيد بأبعاد أعماله السياسية".

فيما قال الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتتينماير إن ألمانيا فقدت "رجل دولة" بوفاة كول.

قضت محكمة ولاية شمال الراين فيستفاليا في كولونيا للمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول بدفع تعويض قدره مليون يورو جراء ما رأته المحكمة انتهاكا لخصوصية كول من قبل مؤلف كتاب "الوصية، بروتوكولات كول" والذي حقق مبيعات قياسية. (27.04.2017)

بوفاته يترك المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، صاحب أطول فترة في منصب المستشارية الألمانية، إرثا ضخما تكلله النجاح في توحيد شطري ألمانيا وأحد مؤسسي وحدة أوروبا الحالية، كما يرى رئيس تحرير DW السابق ألكسندر كوداشيف. (16.06.2017)

وأعرب نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" عن تقديره الكامل للمستشار الأسبق كول. ووصف لامرت كول بأنه "شخصية تاريخية عظيمة". وقال لامرت إن كول "أسهم بصورة حاسمة في تحقيق اسعد العصور التي عاشها الألمان على الإطلاق". وأضاف لامرت قائلا: "لن ننسى له هذا أبدا، وميراثه في جعل ألمانيا بلدا محترما في العالم كله داخل أوروبا، دولة سلمية موحدة، سيبقى هاديا لتعاملاتنا وسيبقى أمانة في أعناق الأجيال القادمة". وأعرب لامرت في خطاب لزوجة كول مايكه كول ريشتر عن مواساته باسم البرلمان الذي انتمى له كول أكثر من ربع قرن.

وأشادت رئيسة المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا سابقا شارلوته كنوبلوخ اليوم الجمعة بسياسة المستشار الألماني الأسبق شاكرة له ما أسداه لعلاقة المجتمع الألماني باليهود من خدمات. وقالت كنوبلوخ "أتوجه إليه بشكر خاص لالتزامه الذي لم يكل بتحقيق المصالحة، والتعايش بين اليهود وغير اليهود في ألمانيا". وأوضحت كنوبلوخ أن الاتفاق الإنساني بين كول ورئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا آنذاك هاينس جالينسكي بخصوص استقبال اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق كانت له أهمية قصوى.

توفي المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول عن 87 عاماً في منزله بلودفيغسهافن في جنوب غرب ألمانيا، تاركاً إرثاً سياسياً ضخماً أبرزه توحيد شطري ألمانيا ووضع الأسس العملية لتوحيد القارة الأوروبية.

أصبح هيلموت كول مستشارا لألمانيا في أول أكتوبر/ تشرين الأول 1982، وبقي في منصبه 16 عاماً، وهي أطول مدة لمستشار ألماني. وخسر الانتخابات عام 1998، فاستقال من رئاسة حزبه.

بدأ ظهور كول على الساحة السياسية في عهد المستشار آديناور. فانضم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي عام 1947، ودرس القانون أولا ثم التاريخ وعلم نظم الدولة.

1966 أصبح رئيسا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية راينلاند بفالتس وبعدها بعامين حل محل رئيس وزراء الولاية ثم حصل لحزبه على الأغلبية المطلقة في انتخابات 1971.

في يونيو/ حزيران 1973 انتخب رئيسا للحزب الديمقراطي المسيحي، وبقي في هذا المنصب 25 عاماً. ابتسامة تعبر عن سعادته عند اختياره في بون، وبجواره الأمين العام الجديد للحزب كورت بيدنكوبف.

في 1982 حدث خلاف بين شركاء الحكم، الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي. وتحالف الليبراليون مع المسيحيين فأسقطوا المستشار هيلموت شميت، الذي توجه لتهنئة خليفته هيلموت كول.

صورة لتصالح تاريخي. كول يضع يده في يد الرئيس الفرنسي ميتران خلال احتفال بالمصالحة الألمانية الفرنسية عام 1984 في مقبرة الجنود قرب فيردون، التي شهدت 1916 قتالا عنيفا بين جنود البلدين.

بعد سقوط جدار برلين في 1989 نجح كول في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1990. وفي أكبر لحظاته السياسية يلوح كول وزوجته آنذاك هانيلورا إلى الجماهير من شرفة مبنى البرلمان المحلي في برلين.

في التسعينات كان كول يستقبل بحماس أسطوري في شرق ألمانيا، كصانع للوحدة. لكنه بعد ذلك لاقي انتقادات عديدة بسبب عدم تنفيذ وعده بأن يجعل من "شرق ألمانيا" أرضا مزدهرة من جديد.

بدون هيلموت كول، كان سيصعب تصور النجاح الحالي للمستشارة أنغيلا ميركل، فقد كان مرشدا لها، وعين ميركل القادمة من الشرق وزيرة للأسرة ثم بعدها وزيرة للبيئة.

في سبتمبر/ أيلول 1998 خسر المسيحيون بقيادة كول الانتخابات البرلمانية، تاركا السلطة لأول حكومة من الخضر والاشتراكيين بزعامة غيرهارد شرودر، ليودع كول منصبه باستعراض عسكري كبير.

أثرت فضيحة تبرعات داخل الحزب عام 2000 على كول بشدة. وتعرض الحزب بسببها لغرامة قدرها 40 مليون مارك. ووقع خلاف داخله، فتخلى كول عن رئاسته الشرفيه للحزب.

في عام 2001 انتحرت زوجته هانيلورا كول التي كانت تعاني من مرض شدة الحساسية تجاه الضوء. دام زواجهما 41 عاما أسفر عن ولدين هما فالتر وبيتر اللذين أحاطا بوالدهما أثناء الجنازة.

وبعد أربع سنوات من موت هانيلورا وجد كول شريكة حياة جديدة هي مايكه ريشتر التي تصغره بـ 34 عاما. وتزوجا عام 2008 خلال إقامة كول في مستشفى للتأهيل الصحي.

في زيارته لألمانيا في سبتمبر/ أيلول 2012 كان البابا السابق بنديكت السادس عشر يريد زيارة شخص واحد في ألمانيا هو مستشار الوحدة هيلموت كول. والتقى الرجلان ومعهما مايكه كول.

لأجل جهوده لصالح ألمانيا وأوروبا تم تكريم هيلموت كول عام 2012 بإصدر طابع بريدي يحمل صورته. شرف كبير، فأشخاص قليلون جدا هم من أصدرت طوابع بصورهم وهم على قيد الحياة.

الكاتب: غونتر بيركنشتوك / صلاح شرارة

كما وصف مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لمنصب المستشارية مارتن شولتس هيلموت كول بأنه "أوروبي عظيم" و "رجل دولة عظيم". وأضاف شولتس اليوم الجمعة في برلين: "هيلموت كول مهد طريقا تاريخية لألمانيا وأوروبا وحقق خدمات جليلة لن تنسى له"، ووصف رؤية كول عن ألمانيا الأوروبية بأنها ميراث إلى الأمة الألمانية وإلى أوروبا كلية.

أوروبيا، اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة أن كول كان "جوهر أوروبا في ذاتها". وكتب يونكر على موقع تويتر أن "وفاة هلموت كول تؤلمني كثيرا. انه صديقي وجوهر أوروبا في ذاتها. سنفتقده كثيرا".

وأمر يونكر بتنكيس أعلام الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حدادا على كول.

فيما أعرب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني عن تقديره لهذا الميراث قائلا اليوم الجمعة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "لقد رحل عنا ألماني عظيم وأوروبي عظيم، وأنا أنحني إجلالا لما حققه هيلموت كول في حياته".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل