المحتوى الرئيسى

مقتل 2 بسبب كشك حلوان

06/15 23:39

غبار بارود تتطاير ذراته فى الهواء، ممتزجةً بحبات الرمل، قطرات دماء غزير تسيل، وتأبى الأرض أن تتشربها لتبقيها شاهدةً على ما جرى، أنات رجال تجسدت فى صرخات مفزعة تروى قصة لحظات احتضارهم الختامية، درامية مشهد تزداد وتيرتها عند استبانة مستصغر الشرر الذى سبب كل تلك النيران.

شريط أحداثنا التراجيدى يبدأ بخلاف بين عائلتين، حول قطعة أرض ضئيلة لدرجة أنه لا يمكن أن تستغل إلا لإنشاء «كشك» بمنطقة التبين، وعلى الرغم من تلك الحقيقة ولأن وساوس الشيطان دوماً أقوى فى خداع أنفس البشر حينما تكون ضعيفة، تعالت نبرة الشقاق حتى وصلت لدرجة المنتهى، فاستهان أبطال روايتنا بالمحرمات ليقدموا على إزهاق أرواح هى أغلى ما خلق الله.

مشهد الذروة فى الحكاية، اتخذ من ساحة مركز شباب التبين مسرحاً له، حين اتحدت أطراف الحكاية المتناحرون على قطعة الأرض، من أجل بناء كشك لكسب الرزق على قطعة الأرض، سارت الأمور على ما يرام وبهدوء تام إلا أن الأحداث تطورت بشكل مفاجئ.

حضر إلى موقع الأحداث ممثلون عن الطرف الثانى من النزاع، ترفع أيديهم السلاح، ويفيض من أعينهم الغضب والشر، بتأمل نظراتهم يتبين أنه لا يرجى منهم خيرُ على الإطلاق، وأن مجرد الظن بأن لا شر سيصاحب طلتهم وهم مفرط السذاجة.

قطع القادمون الصمت الذى يعقب لحظة اجتماع الغرماء، وسأل عمن يقوم ببناء الكشك، ليجيبه من فى الأرض بأنه هو من يقوم بذلك، استفزه الرد فقرر التنفيس عن غضبه بإطلاق النار فى الهواء، شعر الحاضرون أولاً بأن ذلك التصرف لا ينم عن احترام، فقرروا توجيه عبارات العتاب، ولم يكن الرد من الطرف المقابل إلا بألفاظ السباب.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فأتبع ذلك إطلاق الرصاص، لتصيب إحدى الطلقات العشوائية أحد مقيمى الكشك، ومن ثم اختارت الرصاصة التالية ابنه لترديه قتيلاً، فى حين تمت معالجة الأب بعد أن مدَّ الله فى عمره ليسرد تفاصيل لحظات الدم والنار التى عاشها.

شيع المكلومون عزيزهم لمثواه الأخير، وقبل أن ينفض مجلس العزاء، عقد ثلاثة من ذوى القتيل والمصاب العزم على الثأر للدماء التى أريقت، واتفقوا على تأديب الجناة على ما اقترفت أيديهم بعقاب يليق بفداحة ما أقدموا عليه.

وفى الليلة الموعودة، توجه الثلاثة إلى مسكن أحد المشاركين فى «موقعة الكشك»، وأطلقوا النار ليبثوا الفزع والرعب فى قلوب الجميع، وما ان شاهدوا أحد الجناة انقضوا عليه وأوسعوه ضرباً أمام والديه، وأخرجوه عنوة من داره، وأشهروا أسلحتهم النارية ليفرغوا ذخيرتها بجسده، لتكون النتيجة الحتمية لذلك أن تفيض روحه، وأشار تقرير الطب الشرعى إلى أن إصابته القاتلة كانت بالرأس والصدر والظهر.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل