المحتوى الرئيسى

إضراب ٦ أبـريل ٢٠٠٨

06/15 23:06

 (١) استغل مجموعة من الشباب اليوم الذى أعلن عمال غزل المحلة أنهم سيضربون فيه عن العمل، وهو يوم ٦ أبريل عام ٢٠٠٨، وأطلقوا على أنفسهم شباب «٦ أبريل»، وبدأوا يتصلون بالقوى السياسية والوطنية للمشاركة فى إضراب ذلك اليوم، بهدف أن يكون إضراباً عاماً يهز نظام حكم مبارك ويزلزل أركانه.. جاء إلينا -فى مقر مكتب الإرشاد بالروضة بالقاهرة- مجموعة من هؤلاء الشباب والتقوا على ما أذكر المرشد «عاكف» لشرح الهدف من حركتهم ودعوتهم.. وبناء عليه، قررنا إرسال الدكتور محمد سعد الكتاتنى إلى مقر حزب الكرامة لحضور اجتماع ممثلى القوى السياسية لبحث ودراسة مسألة المشاركة، حيث شغل موضوع الإضراب البلد على كل المستويات.

(٢) وفى يوم الثلاثاء ١ أبريل، كنا: المرشد وأنا وبعض أعضاء مكتب الإرشاد موجودين بالمقر.. تناقشنا فى مسألة إضراب ٦ أبريل، وانتهينا إلى أن أكتب مسودة بيان يعرض على مكتب الإرشاد فى اليوم التالى، وهو اليوم الذى نجتمع فيه كل أسبوع، لمناقشة رأينا فى الإضراب وهل سنشارك أم لا؟ وقد مر علينا بمقر المكتب مجدى أحمد حسين وترك لنا مذكرة تتضمن دراسة حول التظاهر وضرورة المشاركة كإحدى وسائل الضغط على النظم المستبدة.

(٣) فى جلسة الأربعاء، تم عرض مسودة البيان الذى قمت بصياغته على مكتب الإرشاد لمناقشة ما جاء به، والذى كان يرى ضرورة المشاركة.. ولست مبالغاً إذا قلت إن مسودة البيان تم تحويلها إلى مسخ شائه؛ لا هو يدعو إلى المشاركة ولا إلى المقاطعة.. مجرد شىء لا لون ولا طعم ولا رائحة، حتى كلمة ٦ أبريل أطيح بها، علاوة على أنه لم يرد ذكر حضور الدكتور الكتاتنى لاجتماع القوى السياسية، ولا مجىء شباب ٦ أبريل إلينا، ولا حتى الدراسة التى تركها لنا مجدى أحمد حسين.. دافعت ببسالة عن مسودة البيان التى كتبتها، وقلت لهم إن ما انتهيتم إليه سيكون أضحوكة، فضلاً عن أنه اتهام لنا كجماعة بأنها لا تذكر الحقيقة، ثم هى لا تهتم بحدث يشغل بال الرأى العام، وبالتالى هى تضع نفسها خارج السياق، والواقع، والتاريخ (!).. ثم استطردت قائلاً: عموماً، أنتم مسئولون عما يحدث.. وقد وقع المرشد على البيان، وتم تصديره إلى الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء، وبعد أن صلينا العصر انطلقت إلى منزلى.

(٤) بعد صلاة المغرب بقليل، فوجئت بجرس المنزل يرن.. فتحت الباب، فإذا بى أجد ٤ من أعضاء مكتب الإرشاد: د. محمود عزت، جمعة أمين، د. محمد بديع، ود. محمود حسين.. وبعد أن دخلوا واتخذوا مقاعدهم، قلت: خيراً.. ما الذى أتى بكم فى هذه الساعة؟ نظروا إلى بعضهم، ثم قال أحدهم: الحقيقة، لقد أتينا بخصوص البيان.. قلت: وماذا به؟ قالوا: بعد تصدير البيان، وصلت إلى موقع «إخوان أون لاين» تعليقات كثيرة تصفه بأنه بيان غائم عائم، وأنه لا يليق بالجماعة(!).. قلت: هذا ما قلناه وعارضتموه.. ثم، لماذا أتيتم إلىَّ ولم تذهبوا إلى المرشد؟ قالوا: هو لن يوافق.. قلت: ألم تسألوا أنفسكم، ما هو موقف المرشد إذا نحن قمنا فعلاً بتعديل البيان؟ ثم أردفت قائلاً: عموماً، هاتوا ما عندكم.. وبعد أن صاغوا بعض العبارات، قمت بالاتصال أمامهم بالمرشد هاتفياً، وأحطته علماً بما يجرى، فكان رده: لا تضف حرفاً على البيان، ويترك كما هو.. انصرف القوم بعد أن فشلوا فى تحقيق المراد الذى جاءوا من أجله.

(٥) فى اليوم التالى (أى الخميس)، وفى الساعة ٢ بعد الظهر، دخل غرفة مكتبى الشاب «أحمد»، الذى كان يعمل كهمزة وصل بين مكتب الإرشاد وموقع «إخوان أون لاين»، وقال لى: إن معى حوارين، أحدهما للأستاذ جمعة أمين، والآخر للدكتور محمود عزت.. قلت: حواران بشأن ماذا؟ قال: بشأن إضراب ٦ أبريل.. قلت متسائلاً ومستغرباً: حواران فى نفس الموضوع؟ ثم ألم يصدر بيان من مكتب الإرشاد فى هذا الشأن، وكان الإخوان عندى فى منزلى البارحة؟! أردفت قائلاً: يا أحمد.. يكفى حوار واحد.. والأخ الذى لم يصدر له حوار فى «إخوان أون لاين» منذ فترة طويلة، يمكن أن ترسل حواره، أما الذى صدر له حوار فى نفس الموقع منذ فترة قصيرة، فلا داعى لإرسال حواره.. قال أحمد: إذن نرسل حوار الأستاذ جمعة أمين، وانطلق لتنفيذ ذلك.. لكنى فوجئت به يعود مرة ثانية ليخبرنى بأن الموقع يريد الحوار فوراً.. قلت: وماذا فى ذلك؟ قال: المشكلة أن حوار الأستاذ «جمعة» مسجل، ويحتاج إلى يوم ونصف لتفريغه، أما حوار الدكتور محمود عزت فمكتوب فعلاً وجاهز، فتم إرساله..

(٦) فى صبيحة السبت ٥ أبريل، جاءنى فى مكتبى المرشد عاكف ومعه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وكانا فى ثورة عارمة.. سألنى المرشد: هل قرأت حوار الدكتور محمود عزت؟ قلت: لا.. قال: ولماذا لم تقرأه قبل إرساله إلى موقع «إخوان أون لاين»؟ قلت: ليس من عادتى أن أراجع حواراً لأى عضو مكتب إرشاد.. المهم أننا أحضرنا نسخة من الحوار، وبدأت فى قراءته.. كان معنوناً بهذه العبارة: «لأجل هذه الأسباب نرفض المشاركة فى إضراب ٦ أبريل».. وعندما استرسلت فى القراءة، وجدت العنوان مأخوذاً من النص الرئيسى.. قال المرشد: أرجو تصحيحه وفقاً للبيان الذى أصدرناه يوم الأربعاء الماضى، وإعادة نشره فى الموقع.. وفعلاً، قمت بالتصويب اللازم وإرساله.. فى ذلك اليوم، كان الدكتور «عزت» مسافراً.

Comments

عاجل