المحتوى الرئيسى

«الشروق» ترصد كواليس مجلس النواب يوم إقرار «ترسيم الحدود»

06/15 21:53

- قلق بين نواب الأغلبية بسبب ردود أفعال دوائرهم.. والمعارضة كادت تغير النتيجة

- صراخ نادية هنرى ودموع نشوى الديب أمام مكتب رئيس البرلمان

مشاهدات لافتة ومفارقات صاحبت كواليس وتبعات جلسة مجلس النواب التى وصفت بـ«التاريخية» والتى أقرت اتفاقية «ترسيم الحدود البحرية» بين مصر والسعودية، والتى يتم بمقتضاها نقل السيادة على جزيرتى تيران وصنافير إلى المملكة، حيث اشتملت على الكثير من الأحداث التى لم تظهر إلى العلن.

فى الوقت الذى بذل فيه اللجان والنواب المؤيدون للاتفاقية «مجهودات استباقية» كان آخرها اجتماع فى المساء لأعضاء لجنة الدفاع والأمن القومى بالمجلس، يستبق الاجتماع الرسمى صباح اليوم التالى (الأربعاء)، وذلك للترتيب والاتفاق على تقرير اللجنة الذى سيتم على إثره رفع الأمر للجلسة العامة وإجراء تصويت نهائى وحاسم بشأن الاتفاقية، كان نواب المعارضة من ائتلاف «25ــ30» يبذلون مجهودات وترتيبات مضادة ليظهر أثرها فى الجلسة العامة فيما بعد.

وقالت مصادر مطلعة فى تكتل المعارضة إنه جرى التواصل مع الكثير من النواب، وإجراء ما يشبه «الحشد المنظم» لصالح رفض الاتفاقية، والتشديد والتأكيد على ضرورة حضور كل من يتوسم فيهم الائتلاف معارضة أو رفض التمرير، بما فى ذلك نواب من كتل برلمانية مختلفة من الوفد والمصريين الأحرار وحتى «دعم مصر»، ليظهر ذلك جليا وبوضوح فى الجلسة العامة، وترتب عليه تحديد شكل التصويت بالطريقة التى تم بها.

وقالت المصادر: ارتفاع عدد الرافضين فى القاعة كان قادرا على قلب موازين الأمور، ونحن لا ندعى ذلك، فكل من كان فى الجلسة استطاع بدقة أن يميز موقفين فوجئ فيهما الجميع بحجم النواب المعارضين للاتفاقية، أولا عقب حديث النائب محمد عبدالغنى عضو ائتلاف 25ــ30 الذى غلب عليه الطابع الحماسى والتوثيقى لكل ما نطق به معارضا للاتفاقية، كان هناك تصفيق وهتاف لحديثه فاقا النواب الصامتين والمنزعجين من حديثه من نواب دعم مصر.

ثانى المواقف كان بعد حديث العميد أشرف العسال رئيس شعبة المساحة البحرية حينما أكد على جملة استفزت الكثيرين وهى: أن قرب الجزر من الدول لا يعنى بالضرورة ملكيتها لها، وهنا ثار عدد من النواب الغاضبين وهتفوا «مصرية».

ورصدت «الشروق» عددا من المشاهدات التى تلت إعلان رئيس البرلمان إقرار الاتفاقية، فنواب الأغلبية البرلمانية (دعم مصر) والوجوه المعروفة بتأييدها للأتفاقية لم تبق سوى «10 دقائق» فى المجلس قبل أن يسارعوا بالخروج منه، رافضين تماما الإدلاء بأى تصريحات صحفية أو مقابلات تليفزيونية.

عدد من النواب الذين كانوا فى طريقهم للمغادرة دارت بينهم أحاديث أظهرت حالة من الخشية من ردود فعل أهالى دوائرهم والمواطنين الذين يتعاملون معهم، حيث دار الحديث التالى بين أحد أبرز قيادات ائتلاف دعم مصر وإحدى النائبات، فالأول نظر غاضبا إلى هاتفه المحمول، وردد للنائبة: «4 رسائل مختلفة من مواطنين على «الواتس آب» كلها تخوين وسباب ويقولون إنهم نادمون على انتخابى»، وما كان من النائبة إلا أن قالت له: أنصحك بالابتعاد تماما اليومين دول عن كل شىء متعلق بالصحافة والإعلام، وأقفل الفيس بوك ولا تطلع على رسائل الواتس آب.

موقف آخر لافت وكانت «الشروق» شاهدة عليه أثناء حديثها مع رئيس حزب التجمع سيد عبدالعال، الرافض للاتفاقية، حيث ترجل أحد اللواءات البارزين فى لجنة الدفاع والأمن القومى من سيارته عند بوابة المجلس، النائب اللواء أحد رافضى الاتفاقية ــ سجل ذلك رسميا فى اللجنة ــ قال لعبدالعال:«هل يرضيك ما جرى، هل ينفع ذلك، ماكانش ينفع أبدا ده يحصل».

أكثر ردود الأفعال حزنا كان للنائب الكاتب يوسف القعيد الذى قال ماهو نصه: «أشعر اليوم بالانكسار، أشعر بالهزيمة، ياريتنى كنت مت قبل اليوم ده».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل