المحتوى الرئيسى

يوسف العتيبة: أكبر من سفير لدى واشنطن

06/15 18:36

منذ اندلاع الأزمة الخليجية الأخيرة واسم سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة، يتردد عبر وسائل الإعلام كأحد اللاعبين الأساسيين في هذه الأزمة، فمن هو يوسف العتيبة وما دوره في هذه الأزمة؟

ولد يوسف العتيبة في أسرة ثرية تعمل بالتجارة وذات علاقات قوية بالأسرة الحاكمة في الإمارات. كان والده، مانع سعيد العتيبة أول وزيرٍ للبترول في الإمارات، وأمه مصرية الجنسية. درس يوسف العتيبة المرحلة الثانوية في الكلية الأمريكية في القاهرة، وخلال هذه الفترة تعرف على فرانك ويزنر، السفير الأميركي لدى مصر في ذلك الوقت.

بعد تخرجه، وبتشجيع من ويزنر، بدأ عتيبة دراسة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، وبعد ذلك التحق بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن مما مكنه من فهم الولايات المتحدة بشكل معمق إلى درجة أن من يصادفه لا يصدق انه إماراتي.

ونشر موقع ويكيليكس وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في الإمارات عام 2008 تناولت يوسف العتيبة جاء فيها "إن السفير يوسف مانع سعيد العتيبة البالغ من العمر 34 عاما حاد الذكاء وهو اليد اليمنى لولي عهد الإمارات محمد بن زايد وتعيينه في هذا المنصب يهدف إلى إبراز حضور الإمارات في الأروقة السياسية في واشنطن".

كما تورد وثيقة أخرى للسفارة السيرة الشخصية للسفير ونشأته ودراسته وصعوده السريع في الإمارات والدور الكبير الذي يلعبه في شؤون البلاد.

وجاء في الوثيقة "إن المسؤولين الإماراتيين يدركون أن يوسف العتيبة ينطق بلسان ولي العهد، لكن بحضوره نادرا ما يتحدث، إلا بناء على طلب ولي العهد لتقديم مزيد من التفاصيل أو المساعدة في الترجمة إلى الانجليزية ونادرا ما يتدخل في الحديث الا عندما لا يكون ولي العهد على دراية تامة بالموضوع قيد البحث".

عام 2000، أصبح العتيبة مسؤول الشؤون الدولية في مكتب محمد بن زايد الذي يتولى مسؤولية شؤون الدفاع أيضًا في الإمارات، بما في ذلك العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة بالإضافة إلى تحكمه بميزانية تبلغ مليارات الدولارات لشراء السلاح حيث تعد الإمارات أحد أهم زبائن الولايات المتحدة في مجال المشتريات العسكرية.

وتولى العتيبة مسؤولية الاتصالات مع القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات الأمريكيين. في اعقاب الفضيحة التي احاطت بشركة موانئ دبي العالمية عمل العتيبة جاهدا لتوطيد علاقة بلاده بالولايات المتحدة على الصعيد العسكري.

ويقول مسؤول استخبارات في إدارة الرئيس السابق جورج بوش أنه قبل الاجتماع مع العتيبة عام 2007 ، حينما كانت واشنطن بصدد زيادة عدد القوات الأمريكية في المنطقة السنية في العراق، قيل له "إن اكثر من يثق به محمد بن زايد في المسائل الخارجية هو يوسف العتيبة، أحد أكثر الشخصيات ذكاء في الإمارات".

وبعد ذلك تم تعيين العتيبة سفيرا لبلاده في واشنطن ولدى وصوله إلى هناك قام بتعيين ايمي ليتل توماس، أهم مسؤولة علاقات عامة في إدارة بوش للعمل كمسؤولة البروتوكول في سفارة الامارات، حيث قامت بفتح جميع الأبواب التي كان يحتاجها السفير.

ترافق وصول العتيبة إلى واشنطن مع شن حملة علاقات عامة هائلة كلفت ملايين الدولارات (صرفت الإمارات عام 2013 أكثر من 14 مليون دولار في هذا المجال) وتبرعات بمئات الملايين من الدولارات للأعمال الخيرية في الولايات المتحدة ( على سبيل المثال تبرعت الإمارات بمبلغ 150 مليون دولار لمستشفى الاطفال في واشنطن عام 2009) وضخ استثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي ( 10 مليارات عام 2010).

وكانت إدارة الرئيس الامريكي باراك اوباما قد كلفت السفير الامريكي الاسبق في القاهرة فرانك ويزنر تولي مهمة تقديم المشورة خلال مرحلة المفاوضات لإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك.

ويقول ويزنر إن العتيبة كان متشككا جدا بما يسمى بالربيع العربي وأنه عمل كل ما بوسعه كي تقف واشنطن إلى جانب مبارك دون جدوى. وبعد وصول جماعة الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر شن العتيبة حملة قوية على الجماعة وقطر لدى صناع القرار في واشنطن.

وبعد الإطاحة بحكم مرسي أوقفت واشنطن توريد معدات عسكرية إلى مصر وعمل العتيبة كل ما بوسعه للسير قدما في التوريد وهو ما نجح فيه في آخر المطاف.

كما أن العتيبة ينشر مقالات في كبريات الصحف والمجلات الأمريكية المرموقة مثل "وول ستريت جورنال" و "فورين بولسي" يعكس من خلالها موقف بلاده من مختلف القضايا وللدفاع عن سياساتها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل