المحتوى الرئيسى

بوتين: الأسد قبل الإصلاحات قبل وصول الطائرات الروسية

06/15 09:59

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تباحثه مع الرئيس السوري حول الإصلاحات في سوريا، قبل بدء موسكو عملياتها هناك، وأكد أن روسيا ستدافع بكل الوسائل عن القرم بعد انضمامه إليها.

وأعلن بوتين، أن روسيا تدرك جيدا، أن القيادة السورية تعترف تماما بوجود أخطاء عديدة في بنية النظام وعلاقاته الداخلية مع مواطنيه. وقبل اتخاذ القيادة الروسية قرارها ببدء قواتها الجو- فضائية عملياتها في سوريا، جرى حوار جدي ومفصل مع الرئيس السوري بشار الأسد حول ضرورة تبني إصلاحات جذرية وعميقة في البلاد

وقال بوتين في الحوار الوثائقي الذي سجله معه المخرج الأمريكي الشهير أوليفر ستون في الفترة من يوليو 2015 إلى فبراير 2017، والذي تعرضه قناة "showtime": لقد اتضح لنا "أن الرئيس الأسد يفهم العديد من المشاكل، وهو على استعداد ليس فقط لإجراء حوار مع المعارضة، بما في ذلك حتى مع المعارضة المسلحة، ولكنه مستعد للعمل معها لوضع دستور جديد. كما أنه على استعداد للقبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت رقابة دولية صارمة وإشراف أممي كامل".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك "مساحات حيوية كبيرة من الأراضي ما زالت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الرغم من تحرير مناطق واسعة بالفعل من قبضتهم". وأضاف "أنها ليست مجرد أراضي قليلة الأهمية، أو جزء من الصحراء، بل هي أقاليم تشكل المجال الحيوي لسوريا".

وكشف بوتين أيضا أن روسيا ستدعم الجماعات السنية التي تبدي استعدادها لقتال تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وأن الأسد والجيش السوري موافقان على ذلك ومتفهمان تماما لهذا الأمر.

في الوقت نفسه، أكد الرئيس الروسي، على ضرورة حصول بلاده في سعيها لحل القضية السورية، على دعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر. وقال "نحن لا نرغب في تأجيج الصراع، وإنما إقامة حوار من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. إن تحقيق نوع من التوافق مهمة صعبة جدا، وليست سهلة أبدا، ولكن الاتصال المباشر مع شركاء آخرين، يعطينا فرصة وبشكل عام، نجحنا وسنعمل بعناية فائقة لتثبيت كل خطوة من النتائج التي تم تحقيقها، بدلا من تدميرها"

وحول الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم لروسيا، قال بوتين إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "ركزت جل اهتمامها ونشاطها على أوكرانيا" في عام 2014. وسعت أوروبا والولايات المتحدة لـ"ركوب حصان السخط الشعبي المثقل"، و"بدلا من محاولة التعرف على ما يحدث في الواقع، أيدوا الانقلاب" بشكل عشوائي.

وقال الرئيس إنه لا يزال غير قادر على فهم لماذا قاموا بذلك.

وأضاف بوتين، أن الناس في أوكرانيا "يعتقدون أن الانضمام بأي شكل من الأشكال إلى معايير الاتحاد الأوروبي سوف ينقذهم من الموقف المهين الذي كانوا يشعرون به منذ بداية التسعينات وحتى الوقت الحالي" أي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. ووفقا لبوتين "هذا هو الدافع الرئيسي لجميع الأحداث في أوكرانيا مؤخرا".

وفي معرض حديثه عن تقارير في الصحافة الأمريكية مفادها أن الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش فر من مقره بالعاصمة كييف عام 2014، قال بوتين ان "هذه هي حججهم لتبرير تأييدهم للانقلاب".

وقال بوتين "مجرد أن توجه الرئيس المنتخب إلى ثاني أكبر مدينة في البلاد للقيام بنشاط سياسي هناك، استولى المسلحون على مقر الرئاسة. فإذا استولى المسلحون على البيت الأبيض في الولايات المتحدة، فهل يطلق على هذا الأمر انقلاب؟، أم ماذا؟ أو، هل تعتقد أنهم أتوا للقصر الرئاسي من أجل تنظيفه؟"

وأضاف "بالطبع، يمكننا جميعا تشويه وخداع الملايين من الناس، وقد يتم احتكار وسائل الإعلام من أجل ذلك، ولكن في النهاية أعتقد أن المراقب الموضوعي يفهم بوضوح ما حدث" قال بوتين.

وشدد "لقد كان هناك انقلاب" مدعوم من الولايات المتحدة والغرب بكل الوسائل والسبل.

وفي معرض حديثه عن انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا في عام 2014، أشار بوتين إلى أن هذا الأمر كان خيار شعب القرم نفسه.

وأضاف "أننا لم نقرر ضم شبه جزيرة القرم، الناس الذين يعيشون هناك، هم الذين قرروا الانضمام إلى عداد روسيا. فالبرلمان المنتخب في القرم (في ظل ووفق القانون الأوكراني)، هو من دعا لإجراء استفتاء شعبي على تبعية هذه المنطقة، وصوت المواطنون في الاستفتاء بأغلبية ساحقة للانضمام إلى روسيا ..".

وأشار إلى أن روسيا قد أمنت فقط الشروط الطبيعية "حتى يتمكن الناس من الذهاب إلى صناديق الاقتراع". و "لم يكن لدينا أي قتال هناك، ولم نقم بإطلاق النار، ولا بقتل أي شخص هناك". 

وأضاف قائلا إنه "بعد أن أصبحت شبه جزيرة القرم جزءا كامل العضوية في عداد روسيا الاتحادية، فإن علاقتنا مع هذه المنطقة تغيرت جذريا، فإذا ما رأينا أي خطر يتهدد أراضيها،" سندافع عنها "بكل الوسائل والسبل التي في حوزتنا".

وحول دخول المدمرة الأمريكية دونالد كوك، التي تم إرسالها إلى البحر الأسود بمحاذاة شواطئ القرم على الفور بعد ضم شبه الجزيرة لروسيا في عام 2014، كشف بوتين أنه بعد اقتراب هذه المدمرة من شبه جزيرة القرم، نصبت روسيا نظامها الصاروخي الساحلي "باستيون ب" وشغّلت المخابرات مجمع رادار "مونوليت ب" فشعر قائد المدمرة دونالد كوك أنه وبحارته في مرمى صواريخ "ياخونت" الأسرع من الصوت، فولوا الأدبار فورا بعد ذلك نحو مضيق البوسفور. وبعد شهر، حلقت مقاتلات روسية من طراز "سو 24" عدة مرات فوق هذه المدمرة على علو منخفض، الأمر الذي أثار غضب البنتاغون.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل