المحتوى الرئيسى

آبل أعلنت عن مستقبلها التقني دون أن يشعر أحد - تيك فويس

06/15 00:09

خلال الاسبوع الماضي وفي المؤتمر العالمي للمطورين WWDC 2017، أعلنت آبل عن خطتها للـ 10 سنوات المقبلة، وربما لا تشعر أنّ عملاق التكنولوجيا فعل ذلك – ولكن هذا ما حدث بالضبط.

آبل لم تقل صراحة بأن هذه هي خطتها للعقد القادم، فقد قامت بهذا الأمر في “خفاء” نوعًا ما، حيث لم تقدّم منتجات جديدة من شأنها تغيير حياة المستهلكين، وبدلاً من ذلك وضعت “حجر الأساس” لما سيأتي لاحقًا.

تُعرف هذه الاستراتيجية بحصان الطراودة، ما يعني القيام بزرع البذور للسُلالة القادمة في منتجات تكنولوجية نمتلكها بالفعل.

منصة واقع معزز جديدة، أدوات تطوير الواقع الافتراضي، المساعد المنزلي HomePod، بينما تحديثات iOS 11 على آيباد قد لا تبدو ثورية أو حتى مفيدة في الوقت الحالي، ولكنها تؤسس للتكنولوجيات التي تراهن عليها آبل في المستقبل.

إسأل شركات التقنية عن المنتج الذي يرونه سيستبدل الهواتف الذكية مستقبلاً، ستكون الإجابة غالبًا هي جهاز قابل للإرتداء للواقع المعزز، وهي التقنية التي تجلب العالم الرقمي إلى العالم الواقعي.

مايكروسوفت لديها خوذة HoloLens، وجوجل لديها مشروع تانجو لأجهزة أندرويد، وفيسبوك أعلن عن طموحه بالواقع المعزز مؤخرًا، حتى أنّ مارك زوكربيرج قال أنّ نظارات الواقع المعزز ستستبدل الحاجة لغالبية الشاشات في حياتنا بأحد الأيام.

لم تقم آبل بإجراء حديث درامي مطول عن كيف ستصبح نظارات زجاجية بمثابة الكمبيوتر الوحيد الذي تحتاجه، وبدلاً من ذلك بدأت بشيء مألوف:آيفون وطريقة جديدة للمطورين لبناء تطبيقات الواقع المعزز للهاتف، فعندما يُتاح OS 11 لعشرات الملايين من أجهزة آبل خلال الخريف المقبل، سيصبح عملاق التكنولوجيا الأمريكي صاحب أكبر منصة للواقع المعزز في العالم على الفور، والأفضل من ذلك أنّها ستكون على أجهزة يستخدمها الناس بالفعل، وليست نظارات مستقبلية أو خوذة ما، وتحديث برمجي بسيط سيتكفل بمهمة تتويجها على هذا العرش.

بالطبع تجربة الواقع المعزز لن تغير بشكل جذري في ذلك الوقت، فما سيأتي به الآيفون سيكون ألعابًا مميزة وتطبيقات ترفيهية، كأن يكون بيكاتشو أكثر واقعية في بوكيمون جو، أو تكون قادرًا على وضع كوب قهوة على طاولتك، ولكن على المدى البعيد سيبني المطورون منصة متكاملة لهذه التكنولوجيا في مساعي وصولهم لأكبر عدد من المستخدمين، ما يعني أنّ آبل إذا ما قررت أخذ الواقع المعزز للمستوى القادم عبر نظارات ذكية أو أي شيء آخر، ستكون كفاءتها تتعدى كافة منافسيها.

كانت آبل مترددة بشأن الانخراط بالواقع الافتراضي، بالرغم من انخراط صناعة التقنية بقوة بهذا المجال، ولكنها قررت أخيرًا تزويد عملاءها بالأدوات التي تسمح بصنع محتوى المستقبل، وهي أدوات بالنظام القادم MacOS Sierra يُتيح للمطورين ربط الماك بخوذة الواقع الافتراضي، وصنع محتويات واقع افتراضي وثلاثية الأبعاد.

في الحقيقة، إنّ متحدث HomePod هو أكبر حصان طراودة أطلقته آبل، فبالرغم من تركيزها على قدراته الموسيقية، إلا أنّها طريقة لوضع سيري بداخل منزلك ليُصهر فيه مفهوم طموحها بالحوسبة على المدى البعيد، والذي يكون فيه كل شيء تمتلكه متصلا ومشغلا بواسطة الذكاء الاصطناعي.

تصف آبل HomePod بأنّه “متحدث” وليس مساعدًا منزليًّا، وهي محاولة منها لتجنّب الانتقاد بسبب تفوق جوجل وأمازون بمنافسة الذكاء الاصطناعي، فسيري لا تزال محدودة القدرات كمساعد افتراضي، ولكن بالأخير سيُسعى بها للسيطرة على كل الأجهزة من حولك، ليصبح منزلك وحياتك ذكية بالكامل.

أهم التحديثات مع iOS 11 لم تكن بآيفون، بل كانت في آيباد، أي أنّ آبل بدأت بتطبيق تحديثات برمجية تساعد بتحويل الآيباد لبديل للاب توب وهو شيء كانت تعدُ بحدوثه منذ سنوات، لتضيف به الآن ميزة السحب والإفلات بين التطبيقات ونظام جديد لتحزين الملفات وتطبيقات تطفو في نوافذ منفصلة وقاعدة بيانات للتطبيقات مماثلة لما نراه في الماك، كلّ ذلك يجعل الآيباد وكأنّه شاشة لمس ماك كبيرة عوضًا عن كونه آيفون ضخم.

هنالك العديد من الجوانب التي تحتاج إلى تحسين كلوحة مفاتيح الآيباد برو لتكون مماثلة لما نراه باللاب توب، أما بالنسبة للتطبيقات فالأمر بات بيد المطورين لصنع تطبيقات تتمتع بكافة مميزات iOS 11 الجديدة، وإعطاء المستخدمين سببًا لاستخدامه، مع ذلك فزيادة حجم الآيباد إلى 10.5 إنش هي خطوة بسيطة في الاتجاه الصحيح لتحقق آبل في النهاية هدفها في صنع جهاز محمول فائق النحافة يستبدل اللاب توب، وما فعلوه بنظامهم هو خطوة ضخمة نحو ذلك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل