المحتوى الرئيسى

أعيدوا السياحة الروسية.. إلى سابق عهدها | المصري اليوم

06/14 02:40

السياحة الروسية هي أحد أهم آفاق التعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا.. هذا التعاون يمتد ليشمل مجالات كثيرة أهمها التعاون العسكرى والاقتصادى والسياسى.. ومصر كبلد أصيل لا تستطيع أن تنسى الموقف الروسى الداعم لمصر في جميع المحافل الإقليمية والدولية سواء بعد أحداث ثورة 25 يناير أو أحداث ثورة 30 يونيو.. من هنا تعتبر روسيا دولة ذات علاقة خاصة متميزة مع مصر وتقف معها دائماً وقت الشدة.. ومصر بدورها ليست بدولة جاحدة تنسى أصدقاءها أو من وقف معها وقديماً قال الشاعر.. جازى الله الشدائد كل خير.. عرفتنى عدوى من صديقى..

كان تحرك مصر بعد حادث الطائرة الروسية في سيناء عام 2015 م من منطلق هذه الصداقة وأننا نقدر من وقف معنا، فلقد تعاونت السلطات المصرية مع السلطات الروسية منذ لحظة وقوع الحادث وكانوا أعضاء بارزين في اللجان التي تشكلت لبحث الحادث فنياً وأمنياً وتم إمدادهم بالمعلومات الكاملة.. نعم الحادث كان مؤلماً والضحايا كثيرون ولكن الجميع يعمل لاستجلاء الحقيقة.

من الطبيعى بعد وقوع أي حادث أن تحضر وفود ممثلة للدولة صاحبة الكارثة ووفود أخرى من المنظمات العالمية للطيران ووزارات النقل في دول مختلفة لمراجعة الإجراءات والتفتيشات والفحوصات المختلفة التي تتم على الركاب والحقائب والطائرات طبقاً لما هو وارد في التشريعات والتعليمات والملاحق الصادرة من منظمة الطيران العالمية (الايكاو) في هذا الشأن وتتم مراجعتها بنداً بنداً ورؤية أيضاً ما يتم على أرض الواقع، ثم تتم معالجة أوجه القصور إن وجدت فوراً أو بإعطاء مهلة زمنية.

وللعلم مطاراتنا تعمل طبقاً لتلك المعايير والمقاييس الدولية، ولكى تكون الصورة أوضح فهذه المعايير ليست رقماً محدداً ولكنها حدود مسموحات تتراوح فيها الأرقام من ... إلى، وتتغير طبقاً لاختلاف درجة تقييم المطار وظروف تشغيله وحجم الحركة وأشياء أخرى وهو موضوع قد يطول شرحه الآن.

ما حدث أن مصر من منطلق هذه العلاقة القوية تعاونت مع الجانب الروسى بشكل غير مسبوق وتم الاتفاق على تلبية كافة المطالب الروسية بالرغم من أن قرار تعليق السياحة قد طال أمده. وبالرغم من أن في كل زيارة للوفود الروسية يكون هناك مطلب أو عدة مطالب جديدة. وبالرغم من أن مطالبهم تمثل الرقم الأقصى في كل معيار

إلا أن الرؤية كانت تنفيذ جميع المطالب لكى تدحض الحجة بالحجة حتى لو كانت التكلفة عالية.. وكل هذا من أجل استعادة السياحة الروسية.

هذا في الوقت الذي قررت فيه العديد من الدول الأوروبية وغيرها إعادة سائحيها إلى مصر وإلى شواطئ البحر الأحمر، خاصة أنه ظهرت بوادر سياحة جديدة من الصين مما يعتبر أكبر دليل على أن مطاراتنا آمنة.. ولكن قيل وأرجو ألا يكون هذا الكلام صحيحاً إن الجانب الروسى طلب تواجد مسؤولين أمنيين بصفة مستمرة بالمطارات المصرية للتأكد من تطبيق الإجراءات الأمنية.. كيف هذا؟.. إنه مطلب تعدى كافة الخطوط الحمراء.. تعدى حقوق سيادة مصر على أراضيها.. كيف يرون أن دولة بحجم وثقل مصر يمكنها أن توافق على ذلك.

أتذكر في عام 2006 حدثت تفجيرات في أحد فنادق مدينة شرم الشيخ وسحبت كثير من الدول رعاياها إلا الدولة الروسية. بل إننا وجدنا السائحين الروس يتصلون بأهلهم وأصدقائهم يحثونهم على القدوم إلى شرم الشيخ قائلين إن المدينة أكثر أمناً وأكثر هدوءاً وأرخص سعراً وأن الإرهاب موجود في أي مكان بالعالم.. إحقاقاً للحق فإن روسيا لم تسحب رعاياها أيضاً عندما حدث (تحذير) عالمى من السفر إلى مصر وشواطئها بعد ثورة 25 يناير ومرة ثالثة لم تسحب روسيا رعاياها بعد حدوث (حظر) دولى للذهاب إلى مصر، خاصة بغرض السياحة بعد ثورة 30 يونيو، بل استمرت روسيا في نقل السائحين وبنفس المعدلات السابقة دون تغيير.

هكذا كان دائما الموقف الروسى الرسمى والشعبى في دعم مصر بل إن نسبة السائح الروسى المتكرر تعدت 30 % من نسبة السياحة الروسية وهو رقم جيد جدا يفهمه رجال السياحة، مصر حريصة جداً على عودة السياحة الروسية خاصة أنها تمثل الجنسية الأولى في أعداد السائحين.. ولكن ليس على حساب أن تقبل مصر أي عمل يمس أعمال السيادة (إذا كان هناك مطلب بذلك).. وإلا فلتستعد مصر لتلقى نفس الطلب من دول أخرى كثيرة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل