غزوة دبلوماسية.. فلسطين تطوف إفريقيا لفضح جرائم إسرائيل

لطالما سعت إسرائيل إلى تفكيك الوطن العربي والاستحواذ على ثرواته وموارده، وتخوض أيضًا حربًا لنشر الفتنة بين المسلمين عبر دعاة الإرهاب والتطرف، وموقفها من قطر خير دليل على توجيه مجريات الأحداث وفقًا لمساعيها.

تارة تعتبر أنها حليفة للدوحة، نظير إمدادها بالغاز المسال منذ 2014 بعد توقفه من مصر، وأخرى تشن هجومًا لاذعًا عبر وزير دفاعها أفيجدور ليبرمان، لتؤكد أنها مُصدِرة للإرهاب وراعية له، ما يُظهر تناقضًا في أيدولوجيتها.

لم تقف تل آبيب طويلًا عند تلك الخطوة، فحينما سددت طعنتها إلى دول الخليج بيدها اليمنى في محاولة لإحداث تفكك، أخذت توجه طعنة باليد اليسرى صوب قلب العروبة (فلسطين) لتسلبه حياته، وتلتف على قضيته المغتصبة عبر دس السم في العسل والترويج لدولة إسرائيل، وإدانة الشعب العربي بارتكابهم جرائم.

البداية كانت عبر جامعة الدول العربية، خلال اجتماعه غير العادي، برئاسة الجزائر، وبناءً على طلب من دولة فلسطين، أول أمس، عن طريق خطة عربية لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية على حساب الدولة المُكبِلة.

وتضمن الخطة العربية، التصدي للتوسع الإسرائيلي، دعوة الدول الأعضاء لاستمرار أو وضع بند دعم القضية الفلسطينية، والتصدي للمحاولات الإسرائيلية للاتفاق عليها ضمن أجندة أي تعاون أو حوار سياسي ثقافي بين الدول العربية والدول الإفريقية على مختلف المستويات.

أبت الجامعة العربية أن تقف عند ذلك، بل عزمت على دعوة الدول الأعضاء إلى إدخال بند "دعم القضية الفلسطينية وصيانة مكانتها التاريخية في إفريقيا"، ضمن خطط وبرامج أى تعاون اقتصادي وتنموي وثقافي وفني عربي إفريقي، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة والوكالات العربية للتعاون الدولي، والصناديق والمؤسسات المالية العربية التي تعمل في مجال التعاون العربي الإفريقي، والاستعانة بممثلين عن وزراء الخارجية العرب، ووفد وزاري من جامعة الدول العربية، رئاسة القمة ورئاسة المجلس الوزاري، ودولة فلسطين، والأمين العام للجامعة، وإفشال مساعي إسرائيل للالتفاف حول الأمر.

ووفقًا لجمال الشوبكي، المندوب الدائم لفلسطين بالجامعة العربية، فإن تلك المساعي العربية تأتي لتعزيز التنسيق والتعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي للتصدي لترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي 2019و2020 وتسريع وتيرة تنفيذ الخطة التي أعدتها الأمانة العامة في هذا الشأن.